عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 08-01-2015, 03:04 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


خبــــــــــــــــــــر عاجــــــــــــــل

المجنونة تأتي بالرد ، فهل أثق بها ؟

لحظاتٌ تعطرنا برحيق الأمل ، ننظر إلى البعيد ، فلا نرى إلا مخالب اليأس تنهش في القلب ..
زفرات الأنفاس تعلو وتتصاعد ، وتقلع من مطارات القلب طائرات الصبر كل حين ، ولا تجد طريقا إلى
الهبوط .

أسترق النظر إلى الفضاء ، والعيون ترمق طائر الأمل ، تخرج من أعماق القلب آهات ، وتغطي سحب
الأحزان بساتين الأمل ، وسرعان ما نقطف من بساتينها ثمار الخيبة .. ..

تبدأ حكاية الرجاء ، نتوسل إلى الله - العلي القدير- أن يلهمنا الطريق الصحيح ، فقدرة الله لا توازيها
الأقمار الصناعية ، ولا الجي بي أس ..

سفينة المغامرة تمخر عباب البحر، فيستقبلنا بالمد والجزر ، أين الرقة أيها الموج !

رفقا بنا ، ليس هكذا تستقبل ضيوفك ..
تنظر الدلافين إلي ، وهي تبتسم ، لتقول :

لا تجزع ، فهذا هو عالمنا ..

وتعيق مروري بعض المحطات ، فكيف لتأشيرة عبور في بحر خلقه الله للناس جميعا !!

تنفد أنفاس الصبر تارة ، ونجتر حبوب الثقة بالعروبة تارة أخرى ..

آآه .... في الحلق غصة والله ..

وتدفعني المغامرة ، وأعقد النية ، وســـــلاحي الصبر ، والإيمان ، والتوكل على الله ، وحينــــما تضيق
العبارة عما أعاني ، يقتلني ذلك الشــــعور ، حينما أرى العيون تنظر إلي من بعيد ،،،،ويكأنـها تقول :


من أين أتى هذا الغريب ؟!! بينما أرى الكثيرين هنا ليسوا من جنس عروبتنا !!!

شعرت بوخزة في القلب ، وكأنها رسالة تقول : لا يسمح بارتداء هذه الثياب هنا !!

هل أخلع ردائي الوحيد ؟! إنه يغطي الفؤاد ، الذي خرج من بين الضلوع ..

لن أخلع الرداء ، مراعاة لشعوركم ..!!

إنه رداء لا يغطي صدري وحسب ، ولكنه يغطي قلبي الذي تنزف جراحه من القهر

لقد أخرجه الأطباء في عملية استئصال للفرح ، ولم يتمكن الأطباء من إعادته إلى مكانه ..

تنقذني لغة العيون ، حينما ينظرون إلي ، فيرون عروبة وضعت خريطة البداوة في ملامح وجه موغل

في قارة الأحزان ..

ضاعت لغة الأبجدية ، فقدت القدرة على التعبير ، ويكأن شهادات الدراسة وضعت في أقداح الساهرين

لفترة ، ثم ما لبثوا أن قالوا ، دونك ماءها فاشربه.. ..

رفرفت أجنحة الغرابة قليلا ، وإن كانت بعض العيون تعصر بنظراتها بقايا الأحلام ،وهي تعـــزف لحن
الرجوع الأخير .

سفينة الرجاء تبحر أخيرا ، فيقذفني المركب إلى قارب مهجور ، في عرض البحر ..
شكرت الله ، لقد أصبحت وحيدا .. لأرحم صدرا ما تركت فيه تلك العيون مكانا ، إلا وقد طعنته ..
باتت الهموم تؤرقني ، ووحوش الوجع تسكن في قلب أدمته النظرات ..

ها هو قاربي يسير وحيدا ، ولكنه قارب أخشى أن تكسره الأمواج العاتية ، ولا أملك إلا مجاديف التوكل على الله .

سأفعل كل ما أتيت من أجله ، فإما الغرق في هذا البحر ، وإما الغرق في ذلك البحر الذي أسكن في
أعماقه سنوات ، ولا أملك خياشيم للتنفس ، تساعدني على البقاء الآن ، فقد بلغت من الكبر عتيا ..


إنه انتظار للمغامرة لأحظى بريم الفلا ..

قبطان السفينة علق القوانين في الممر ، وأعطيت نسخة منها ..

كانت تبدأ بلاءات ، وتنتهي بالنهي في الخاتمة ..

لا تقترب ..لا تفعل ، لا تتكلم ، لا .... لا... لا ..


وأبحر من جديد ، ولا زالت روح الشباب تدفعني بقوة ، وذلك الأمل الذي اقتربت من الوصول إلى
محطاته القاطنة خلف الأقدار ، يزيل عن عيني ضبابية المشهد ..

لقد شعرت بالتعب ، خيم الصمت على المكان ، نظرت إلى السماء ، فلم أر إلا طائري الجميل يرمقني

من بعيد ، فقد منع من السفر مثلي أيضا ، وتحت تهديد القتل ..

لا زالت ريم الفلا تدفعني ؛ لأفعل من أجلها ما لم يفعله عاشق غيري .

بت بين أنياب القهر ، يمنعه البرد القارس ، من أن يطبق شفتيه ، فأذهب بلا عودة
وكأن ريم الفلا ترسل برقية مشفوعة بالحنين ..

صفحات من الوصف وسط هذا البحر المظلم ، والأمواج العاتية جعلتني إما أن أتشبث بالحياة

وإما أن أفقد بعضا مما كتبته طيلة هذه الرحلة ،، ياااه ..

لو جمعت ما في القلب من مشاعر لكانت رواية لا تحصرها صفحات الكتب ..

ولكن : مهلا يا قلب ..
صبرا يا نفس ... صبرا ، فإن الله مع الصابرين ..

ففي رحم الأمل مولود ، لا زلنا ننتظر أن يشق طريقه إلى الدنيا ..


كلما قرأت قصة من قصص العاشقين ، انتابني شعور غريب ، وددت لو أنني قاض في محاكم الدنيا ،

فأقيم الدنيا ولا أقعدها ..

لقد خرقوا حقوق الملكية ، فما تلك القصص إلا شذرات من حياتي ، وسرعان ما تهدأ المشاعر ،

وتنطفئ الرغبة في الانتقام ؛ فجميع ما قرأته لم أجد فيه قطرة من محيط العشق الذي لدي.

ليس أمامي سبيل ، إلا أن تكون هي توأم الروح ..
وقبل الوصول إلى الشاطئ بكيلومترين ، أحسست كأن قذيفة خرقت القارب نصفين ..

يا رب ..إنني والله لا أجيد فن العوم .

لا أستطيع السباحة لمترين ، لا شك أن القدر وضع نهايتي هنا ...

وأستغيث بالله ، وتعلو صرخاتي في الفضاء ...


طائري الجميل يقول لي :

لا تخف يا مخاوي البيداء أنا معك ، والله معك .. ولو قطعوني أربا إربا ..
لا تخف ، إنها أسماك القرش في المحيط الهندي .. يا رب .... يا رب

ثلاث دقائق ، كانت كفيلة بوضع نهاية لحياتي ..

أتى طائري الجميل برجلين اثنين ، فيحملان جسدي إلى الشاطئ ...

أحسست بأن الرجلين من كوكب آخر ، كله وفاء وإنسانية...

وأصل بر الأمان ..

تعرض علي المجنونة ورقة ، أكل عليها الدهر وشرب ، تقول فيها ..
أيها المسكين : لقد قضيت عمرك باحثا عن ريم الفلا ..
فهل خلا الكون من امرأة غيرها ؟

أيتها المتمردة ، والله لو بحثت عن الجسد لوجدته ، ولكنني أبحث عن الروح ..
أتعلمين عم أبحث ؟

عن الروووووووووووووووح ..!!

هيا اغربي عن وجهي ..

لا عليك أيها الإنسي المغرور .. لن أقف عائقا أمامك الآن.. ولكنني سأخيرك مرة أخرى ،،،
ما رأيك بعروس أجمل من :ريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمك المجنونة مثلك ؟

لك من الهند ، والسند ، ، واليمن ، والشام .
بل لك من مصر ، ومن وطنك الذي غبت عنه سنوات .. اسمعني : لك من ........

قاطعتها قائلا :

لا تكملي الحديث ، فهي موطني الذي آوي إليه ..

دعك من مفاوضات ، لا تكون إلا لمتاع ، وأما أنا فأمام روح ، فهل تقبل الروح المساومة كالجسد

أيتها الحاقدة !!؟

لا عليك أيها الإنسي المجنون ، المتمرد ، المغرور ..

سأكون معك أحتفل بك ومعك ..

ضع مواصفات الجمال الإنساني ، وإبداع الخالق ، وستكون قربك في طرفة عين ..

فأقول ، والله لو اجتمعت نساء الأرض أمامي ، ما اخترت غيرها ..

تتأفف الجنية ، وتكاد تسحقني بما امتلكت من قوة الجن ، لكنها تتراجع ..

آه يا قلب ..

لي حدود خارجية ، وطابع عروبي أصيل ، وللبداوة ريشة فنان ترسم لوحة في وجه البشر ، وتضع
عليه مسحتها .. ..

ومن الداخل أحمل هوية اجتمعت فيها أواصر الدين ، والعروبة ، والدم ، والعرق ، والأعراف ،والتقاليد
، بل والمصير المشترك... غير أن الألوان فيها باهتة ..


وحينما يئست المجنونة ، ألقت في وجهي ورقة أخرى ، لم أدرك مضمونها ، إلا حينما أمعنت النظر

فيها جيدا ..

إنه مشرط الرد .. من والدها الشيخ ،إني أشم رائحة الحِجر ، فتعود الأنفاس للروح ..



...


مخاوي البيداء :
لقد قرأت رسالتك ، وتعمقت في مضمونها ، وبما أنك عربي مسلم ، فلك مكانة في قلوبنا ..

أمخاوي البيداء :

لقد تجاوزتُ عن بعض الحواجز ، ولم أستطع تجاوز بعضها الآخر ، إلا أنني لا أستطيع
صنع القرار الآن ..

لذلك دعني أوضح لك بكل شفافية ..


__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس