الموضوع: نهاية أحلام....!!
عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 08-08-2010, 06:51 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي النهاية...................................................

[6 ]

المعانات..




في اليوم الثاني استيقظت أحلام و حالتها في تدهور فهي لم تنم جيدا كانت تفكر بنتائج الفحوصات.. و بوالدها الذي بدأت عليه معالم التعب..نهضت من الفراش متعبة.. قام تصلي و تدعو الله أن تستطيع أن تغير معاملة والدها لها.. وبعد أن انتهت من صلتها و دعائها نزلت تسند الحائط تحاول التماسك فهي معتادة كل صباح أن تجهز الإفطار لوالدها. في طريقها للمطبخ تفاجأت بوجود والدها جالسا في الصالة وحيدا يبدو عليه التعب و الإرهاق غارق في التفكير، اتجهت نحوه
-أبي ماذا بك، لم تنم البارحة أراك متعباً.؟
لم تسمع أي جواب كان والدها غارقاً في التفكير. ظنت أنه كعادته لا يريد التحدث لها لذلك انسحبت بهدوء وذهبت تحضر الإفطار.
صالح كان يفكر أن يتغير و يدع الأيام التي مضت وراء ظهره و يبدأ من جديد مع أبنته التي قسا عليها كثيرا، وحملها ذنبا لم ترتكبه، أستغفر الله و أخذ يدعو الله أن يغفر له و يهديه الطريق الصحيح..
أما أحلام كانت روحها عند والدها تشعر بشيء ما سيحدث.. تسمع خطوات والدها و هو يصعد الدرج.. تتنهد وتمتم بكلمات أتمنى أن تكون بخير يا أبي.. و أتمنى أن تقتلع كل هذا الحواجز آه يا أبي كم أشتاق لك..
وبعد أن انتهت من تحضر الإفطار ذهبت لتخبر والدها طرقت الباب فلم تجد أي جواب عودت الطرق عددت مرات فلم تجد الجواب فتحت الباب لتجد والدها غارق في النوع و معالم التعب تكسوه.. فلم تشأ أن تيقظه فأغلقت الباب و بعد أن أطمئنت على والدها حضرت نفسها للخروج وقبل أن تقصد صديقتها أمل عرجت على المستشفى لتستلم نتائج الفحوصات و في المستشفى تنتظر دورها و بعد طول الانتظار نادت الممرضة عليها.. كان الدكتور سعيد في انتظارها..
-السلام عليكم دكتور سعيد..
-وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته أهلا ابنتي أحلام تفضلي بالجلوس هنا.. كيف حال صحتكِ اليوم..هل تشعرين بتحسن ..؟
-لا ادري يا دكتور فأنا اليوم أشعر بتعب شديد ولا أدري ما سببه.. وقد جئت اليوم لأستلم نتائج الفحوصات.فهل هي جاهزة يا دكتور..؟
-يا عزيزتي هناك شيء غريب في الفحوصات و لذلك سأجري لكِ فحوصات جديدة أتمنى أن تحتملين قليلا.. ودعيني أفحصكِ الآن حتى أطمئن عليكِ..
-حسنا يا دكتور سأجري الفحوصات التي تريد.. ولكن هل وضحت لي ماذا في الفحوصات القديمة...؟
-يا ابنتي لا ادري هناك شيء غير واضح تماما ولكن سنقوم بفحوصات شامله حتى نستطيع أن نتوصل لشيء.. لا تقلقين إن شاء الله خير..دعيني أفحصكِ..
-حسنا يا دكتور ..
-أتشعرين بشيء.. حرارتكِ مرتفعه جدا لابد أن نخفضها قليلا.. و نبضكِ غير منتظم .. لا ترهقين نفسكِ.. سأكتب لكِ بعض الأدوية الخافضة للحرارة و سنجري لكِ الفحوصات و التحاليل الأزمة. خذي هذه الوصفة و قبل أن تذهبين لا تنسين أن تذهبين للمختبر وتفضلي هذه ورقت الفحوصات و التحاليل..
-شكرا دكتور سأذهب الآن..مع السلامة
-مع السلامة انتبهي لنفسكِ..
اتجهت أحلام للمختبر. و هي تشعر بالقلق.. و بعد أن أخذوا منها كل ما يحتاجونه من الفحوصات أخبروها أن نتائج الفحص ستكون جاهزة بعد أسبوعين..
تمر الأيام ببطء.. صالح بدأ يستفيق من جديد و يعيد ترتيب نفسه.. لكن الانشغالات و السفر المفاجأ الذي جعله يتأخر في تغير بعض حياته مع ابنته..سافر صالح و لكنه هذه المرة كان يخطط بعد عودته أن يتغير مع ابنته التي حرمها و ظلمها.. مرت الأيام و أحلام تزداد في التعب يوما بعد يوم تجهل أسباب تعبها.. و غياب والدها جعلها تشعر بالمزيد من الوحدة..
جاء يوم الذي تستلم فيه نتائج الفحوصات التي قامت بها منذ أسبوعين..
وفي هذا اليوم سيعود والدها من السفر بعد أن انتهت مع عمتها من ترتيب المنزل فقد كانت عمتها تنام عندها بعد أن سافر والدها..
عندما ذهبت أحلام للمستشفى كانت تشعر بالقلق و شيئا ما كان يرتجف داخلها.. وعندما وصلت المستشفى و في غرفة الانتظار كانت تفكر بوالدها الذي اشتاقت له كثيرا هل عندما يعود سيأخذها في أحضانه أم أنه كعادته لن يلتفت لها.. و بعد فترة قصيرة من الانتظار نادت الممرضة عليها. دخلت أحلام غرفة الدكتور سعيد و هي تشعر بشيء غريب. وعندما سلمت و جلست لمحت في عيني الدكتور شيئاً ما غريباً. و نبضات قلبها بدأت بتزايد ماذا حدث لي.. لما هذه النظرات الغريبة.. ؟ تساءلت أحلام داخلها..
كان الدكتور سعيد حائر كيف يخبرها بنتائج الفحوصات.. ماذا يقول.. كيف يبدأ الكلام..؟
-تفضل يا دكتور الفحوصات التي طلبتها..
قالت الممرضة هذا لتقطع الصمت الذي كان يعانق المكان..
-نعم.. نعم الفحوصات شكرا لكِ ضعيها هنا..
-هل هذه فحوصاتي يا دكتور.. هل هناك شيء.. هل النتائج أجابية أم أنها سلبية..؟
-بصراحة يا أحلام الفحوصات تشير إلى أنكِ... لم يكمل كلامه
-ماذا.. ماذا.. يا دكتور هل هناك شيء.. أخبرني بصراحة..
كانت أنفاسها مضطربة و كأنها تعلم ما قد يخبئ لها القدر في صفحات أيامها..
-أنكِ يا أحلام... مصابه بمرض لا شفاء له، و لكن رحمة الله واسعة.. أنكِ مصابة بالايدز...؟
-ماذا.. ماذا يا دكتور الايدز..!؟ كيف.. كيف..؟
أخفت وجهها بين يديها و هي تصرخ بهذه الكلمات.. حاول الدكتور تهدئتها، حاولت أن تهدءا قليلا
-هل تذكرين شيئا حدث لكِ و نقل المرض لكِ..؟ أنا أعلم بأنكِ فتاة مؤمنة ذات أخلاق كريمة و طيبة.. و عرفت هذا من خلل تعاملكِ و ما سمعته عنكِ.. لكن هل تذكرين شيئا.. هل تعاملتِ مع أحد المصابين بهذا المرض من قبل.. هل تم نقل دم لكِ ...؟
بدأت أحلام تسترجع ذاكرتها إلى الوراء، لتلك السنة التي لازالت مرسومة في داخلها عندما حاولت مساعدة أحد الجرحى. كان طفلا في العاشرة من عمره مصاب بهذا المرض وذلك جراء نقل دم له حامل لهذا الفيروس القاتل. كان الجميع في المستشفى يعلم بأنه مصاب ولم يحاول أحد مساعدته لكنها لم تحتمل أن تستمع توسلات والدته و منظره و هو يتألم فأسرعت تداويه مع أنها كانت متدربة في تلك المستشفى إلا أنها أسرعت لإسعافه.. مشاعره و عواطفها الإنسانية دفعتها لهذا دون أي تردد..و لكنها لازالت كيف حدث لها هذا.. ظلت تقلب صفحات ذاكرتها علها تجد ما تبحث عنه هي تعلم طرق انتقاله.. حاولت التذكر فجأة تذكرت أنها وجدت جرح في يدها لم تلاحظ إلا بعد أن عادت للمنزل ولم تلتفت له وهي لا تذكر هل جرحت وهي تداويه أم قبل ذلك..لهذا لم تهتم كثيرا بهذا الشيء ولأنه هناك ما يشغل تفكيرها تلك الحياة الغريبة التي تعيشها مع والدها.. أفقدها بعض تركيزها.. عندما تذكرت تلك التفاصيل أخبرت الدكتور بها..
-هكذا أذاً قد أنتقل الفيروس لكِ و أنت غافلة.. للآسف يا ابنتي أنه قد تمكن منكِ فلابد أن نتأكد من جديد و بعدها نقرر ماذا سيكون وضعكِ..
ذهبت أحلام للمختبر لتجري الفحوصات و التحاليل من جديد.. و بعد أن انتهت من هذا عادت للمنزل وهي تحمل هماً كبيرا داخلها.. كيف سيخبر الجميع بهذا الموضوع وماذا سيحدث لها..؟
ازداد تعبها دخلت المنزل حتى أنها لم تلاحظ أحداً. أسرعت لغرفتها و ألقت نفسها على سريرها الذي يقاسمها أحزانها، و متاعبها.. بكت و بكت. هي حائرة ماذا تفعل الآن قد تمكن المرض منها.. لم تعد تحتمل المزيد من التعب.. مرت ساعات وهي في شتات و ألم.. حاولت أن تهدءا و ثم قامت لتصلي و دعت الله تعالى أن يساعدها في هذه المحنة.. تماسك قليلا و استجمعت قواها.. و نزلت متجه نحو المطبخ لتعد الغذاء.. وجدت عمتها تبتسم لها و تشير بيدها نحو المائدة.. وجدت والدها جالس و هو مبتسم..
-أتعلمين يا أحلام من قام بعداد الغذاء..أنه والدكِ أحب أن يفاجئاك..؟
-أبي.. أبي من أعد الطعام..؟ أهلا يا أبي و حمد لله على سلامتك..
أرادت أن تقترب من والدها لكن كانت خائفة أن يقابلها بصد كعادته.. أما صالح شعر بسرور فقد أستطاع أن يترجم تلك المشاعر المبهمة التي راودته عندما نادته أحلام بأبي. لحظت ريم وكما لحظ صالح الحزن و التعب على ملامح أحلام رغم أنها تبتسم.. بعد الغذاء ساعدت أحلام عمتها في رفع صحون الطعام و تنظيف المكان. كان صالح يفكر و بلوم نفسه لأنه لحظ ملامح أحلام المتعبة وقرر أن يتحدث معها بعد أن تذهب عمتها و يعتذر لها عن تلك الأيام القاسية.. سيحاول تعويضها عن كل شيء.
أما أحلام بعد أن انتهت من التنظيف ذهبت لغرفتها وهي تحمل الكثير من الألم و الحزن.. اتصلت بصديقتها أمل و طلبت منها المجيء بسرعة فهي تحتاجها و تريد أن تخبرها بشيء.. بعد ربع ساعة طرق الباب فتحت ريم الباب لتجد أمل صديق أحلام وبعد أن ألقت السلام سألت عن أحلام فأدخلتها عمة أحلام.
-تفضلي يا عزيزتي، أحلام في غرفتها، تفضلي و صعدي لها.
-شكرا يا عمتي.
دخلت أمل متوجهة لغرفة أحلام.. و طرقت الباب
-تفضلي يا أمل الباب مفتوح..
وجدت أن حالة أحلام متدهورة.
-غاليتي ماذا هناك، ماذا حدث لكِ، لما كل هذا الشحوب، ولما أنتِ تجلسين هكذا، ماذا بكِ..؟ وهي تمسك بيدي أحلام
-لقد حدث شيئا لم يكن في الحسبان ولا أعلم كيف أخبركِ به و أنا خائرة كيف أبدأ، ماذا أقول، أنا أعاني..
-تكلمي.. تكلمي يا عزيزتي، ماذا هناك ماذا بكِ.؟ و القلق كان يحوم داخلها.
بعد صمت طال.
-أنا مرضية، هل تعلمي ما مرضي ..؟
-ماذا هناك يا أحلام، تكلمي ماذا بكِ أقلقتني.؟
وأمسكت أمل أحلام بحنان وهي تحاول أن تفهم ماذا حدث..
-أني.. أني مصابه بالايدز يا أمل، نعم مصابه به..
قالت هذا و هي تجهش في البكاء وتخفي وجهها بيديها المرتجفتين..
رُسِمت الدهشة و القلق على أمل تفا جاءت مما قالته أحلام و باستنكار قالت..
-لا تكذبين علي يا أحلام،هل هذه حقيقة أم أنكِ تخدعينني، أو أنكِ تمزحين. و أن كانت الحقيقة فكيف حصل ذلك أخبريني..؟
تقول هذا وهي تضمها و دموعها تتساقط. أصيبت بالحيرة ماذا عساها تفعل إذا كان ما تقوله أحلام حقيقة..كيف تساعدها..؟
-نعم.. نعم.. أنه الحقيقة، لم أكذب عليكِ ذات يوم.. أني مصابة بهذا المرض..
أخبرتها بكل شيء و كيف وصل لها هذا المرض..تحيرت الفتاتان كيف تخبرنا الآخرين، ماذا يفعلا في هذا الأمر..
-لا أدري ماذا أفعل يا أمل، لكن أرجوكِ أن لا تخبرين أحد بهذا الآن فلا أريد أن أسبب لهم الحزن، حتى تظهر النتائج من جديد و أتأكد تماما، و سأحاول أن أخبر عمتي و أبي في وقت مناسب، الآن لا أستطيع فأبي يعاني من تعب و لا أريد أن أقلقه و عمتي حامل و متعبة و لا اريد أن أجعلها تحزن بهذا الموضوع.. فأتمنى أن يكون هذا الموضوع سر بيننا فقط أرجوكِ عديني ..و أرجو كنكِ أيضا أن تقدمي للمعهد و المستشفى التي نذهب لها عدم قدرتي في أكمال مسيرتي معهم، لظروف خاصة و لا تخبريهم بشيء أبد..
-حسنا يا غاليتي.. أعدكِ فلا تقلقين..و أتمنى أن تخبرين عندما تظهر النتائج سأذهب معكِ .
-شكرا يا أمل آه ضميني يا صديقتي فأنا أحتاجكِ..
كان هذا اللقاء قاسيا على الفتاتين.. كان قلب أمل يعتصر على حال صديقتها، وماذا علها فاعله لتخفف هذا الألم..؟
و أحلام أحلام التي كانت تتمنا أن تحققها ضاعت، تحطمت. ودخلت في زوبعة التفكير و الهواجس.. كيف سيعاملها والدها أن علم بهذا الأمر.؟ قد كانت معاملته قاسية و عندما بدأت بتغير يحدث هذا.. كيف سيكون وضعها في تلك الأيام..؟
جاء الوقت المحدد لنتائج الفحوصات، لم تستطع أحلام الذهاب للمستشفى فقد كانت خائفة فقررت أن تتصل على الدكتور سعيد ليخبرها بنتائج و يؤكد الأمر لها..و هاهو الخبر يؤكد لها، وها هي تغرق من جديد في بحر الألم و الحزن...تمر الأيام ببطء وقد مر على الأمر شهرين ودون أن يعلم أحد بالموضوع غير صديقتها أمل. كانت حالتها تتدهور كثيرا لكنها ظلت متماسكة لم تشاء أن تخبر والدها بالأمر فقد بدأت معاملته تتغير للأحسن فلم تشاء أن تخبره بالأمر. كان كل يوم يمر عليها وهي لم تخبره يصعب عليها أكثر فكيف تخبره..؟ كانت أمل دائما تما تطلب منها أن تسارع في أخبر أباها بالموضوع حتى لا يصعب عليها أكثر. لكنها لم تستطع ذلك. فلم تستطع أن تبقى أمل مكتوفة اليدين تراقب صديقتها تنهار و يزداد حالها سوء.. فقررت أن تخبر هي عمة أحلام بالأمر. وفي أحد أيام ذهبت أمل لبيت ريم و أخبرتها بكل شيء.. رغم أنها قطعت وعدا لأحلام أن لا تخبر أحدا لكن لم تستطع أن تجدها تنهار وهي تراقب فقط..كالصاعقة وقع الخبر على ريم و لم تصدق في البداية. لكن عندما رأت الجدية و الحزن على ملامح أمل استسلمت لهذا الخبر المؤلم..
و في ذلك اليوم حدث شيئا لأحلام.. وهي تنزل من الدرج شعرت بتعب و الدوار مما افقدها توازنها و كانت ستقع على الأرض، لكن شاء القدر أن تتلقها أحضان والدها الذي كان يصعد الدرج في تلك اللحظات و عندما لحظ أن ابنته تكاد أن تسقط أسرع لها و تلقاها. هنا تحركت المشاعر الدفينة داخله لأول مرة يشعر بهذا الإحساس الجميل ابنته في أحضانه بين يديه.. كما أحلام كانت تشعر بالدفء شعور جميل ظلا على هذه الحالة طويلا وكأنهما يريدا أن يعوضا ما مضى. لكن هذه اللحظات قطعها على صوت الجرس يدق.. تمالك صالح نفسه فقد كان يبكي مسح دموعه التي انفلتت من عينيه، وذهب يفتح الباب ليجد ريم أمامه و الحزن بدأ عليها. دخلت و سلمت. ركضت أحلام نحوها و السعادة ارتسمت على وجهها عانقت عمتها.. هنا ريم استغربت حتى أنها كانت تشك في الموضع الذي سمعته من أمل. أحلام سعيدة و لا شيء يقلقها..أليس غريب هذا كانت تتوقع أن تجد أحلام غارقة في وحدتها و ألمها..
-أركِ سعيدة ماذا حدث..؟
-لقد تحقق حلمي لقد عانقني أبي و شعرت بدفء أحضانه.. و أخبرتها بكل ما حدث..
حدثت ريم نفسها.. الآن علمت سر ملامح أخي التي ارتسمت عليه ملامح السرور .. لهذا لم تشاء ريم أن تحطم تلك السعادة التي كانت ترتسم على أحلام و أخيها، فلم تتكلم في شيء، بل تظاهرت بأنها حضرت لتطمئن على حالهما فقط. و قبل أن تعود لمنزلها طلبت من صالح أن يزورها غدا فهي تريد أن تتحدث معه في موضوع مهم..و عادت لمنزلها تارك أخاها يجهل ما يحدث لابنته.. في تلك الليلة تدهورت حالة أحلام ،و أبوها لا يعلم ما يحدث.. ظل صالح يفكر تلك الليلة بما حدث أنه الحجر الأول الذي يسقط من ذلك الجدار الذي بينه و بين ابنته..
وفي اليوم الثاني أستيقظ صالح على صوت صرخات ابنته التي تتألم، أسرع لها رآها تتلوى من الألم حملها مسرعا للمستشفى. وكانت الصدفة بل القدر أن تكون تلك المستشفى هي نفس المستشفى التي ولدت أحلام فيها لكن لم يلحظ صالح ذلك فقد كان مشتت الدهن في حالة ابنته التي تتألم و لا يعلم ما السبب.. أتصل بأخته ريم بعد أن أدخلوها للطوارئ.. حضرت ريم للمستشفى و القلق صارخ داخلها..
-ماذا هناك يا صالح.. ماذا حدث..؟
-أحلام.. أحلام.. يا ريم تتألم لا أعلم ما بها، وهي الآن في غرفة العناية وتحت رحمة الله.. لا أدري ماذا أفعل.
ظل يجول في الغرفة ذهابا و إيابا، ولا يعلم ماذا يفعل، ذهبت ريم حيث غرفة العناية و هي تحمل بين طيات قلبها حزنا كأنها تعلم ما سيحدث وقفت تحدق خلف ذلك الباب و هي تدعو الله.. خرجت الممرضة و قد بدأ عليها الحزن.. تلقتها ريم.
-ماذا حدث لأحلام هل هي بخير..؟
-هل أنتِ والدتها..؟
-لا.. عمتها لكن هي ابنتي..ماذا بها أخبريني..
-أين والدها إذا..؟
-أرجوك أخبريني.. هل أحلام بخير..
-آسفة ليكن الله في عونكم .. فقد رحلت أحلام لرفيق الأعلى لم نستطع أن نفعل لها شيء..
صرخت ريم حتى وصلت صرخاتها لصالح، و كالمجنون أسرع نحو أخته ليتأكد من تلك الصرخات، و عندما وصل فهم كل شيء.. صرخ بكل قوته.. لماذا...؟ عانقته أخته و هما يبكيان..
-أتعلم أن أبنتك كانت مريضة تعاني وحدها ولم تشاء أخبارك، و أنا لم أستطع بالأمس أخبارك، عندما رأيت تلك السعادة التي ترتسم على وجهك و وجه أحلام، لقد ماتت وهي تحاول إرضاءك..
-أحلام مريضة.. لما لم تخبرني.. و لما لم تخبريني أنتِ..؟ ابنتي ماتت وهي تتألم وحيدة أنا السبب.. أنا السبب..
طلب من الدكتور أن يراها للمرة الأخيره قبل أن يضعها في سريرها الترابي.. لم يرفض الدكتور ذلك فهذا من حقه أدخل صالح الغرفة ليرأ أحلام ولم يقبل بدخول ريم لها لأنها كانت في حالة لا تسمح لها بدخول كانت منهارة تماما..
دخل صالح الغرفة و أقترب من ابنته وهو يبكي كثيرا..
-ابنتي يا عزيزتي.. تركتكِ تعانين.. أحبكِ كم ظلمتكِ.. آه يا أحلام.. كنت غافلا متجرد من مشاعري.. آه يا طفلتي ..
و أمسك بيدها.. و هو يبكي و هو على هذا الحال.. كأنه يسمع صوت من بعيد..
-أحبك يا أبي لا تبكِ، كم كنت أتمنى أن تناديني ابنتي قبل أن أرحل و لكن ها أنا ذا أسمعها بروحي قبل أن تغادر هذا المكان..و الآن أستطيع ترك هذا المكان..
هنا ولدت أحلام و هنا ماتت، و رحلت أحلامها معها...



النهاية

تمت بحمد لله تعالى
1/9/1421هـ



أتمنى أن تكون القصة أعجبتكم بك تفاصيلها..
ملاحظة: هذه القصة كتبتها منذ عشر سنوات تقريبا..لكني أحببت أن أضعها هنا علها تجد النور.. فأتمنى أن تقبلوها كما هي .. و طبعا رأيكم و نقدكم مهم بنسبة لي...
وشكرا لكم
مودتي للجميع..
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس