الموضوع: نهاية أحلام....!!
عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 04-08-2010, 09:53 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي مشاعر حائرة...

[ 5 ]

مشاعر حائرة...



بعد أن عادت أحلام للمنزل، و كالمعتاد التقت بوالدها تكلمه و هو لا يعيرها أي اهتمام بل يكتفي بهز رأسه لها.. حتى أنه لم يلاحظ معالم التعب و الشحوب عليها و أنها كانت تسير بصعوبة و كأنها تحمل ثقلا على ظهرها يمنعها من السير مستقيمة.. صعدت السلالم و هي ترفع قدميها بصعوبة.عندما وصلت لغرفتها ألقت بنفسها على السرير و كأنها تحاول إزاحة الثقل من عليها، ارتاحت قليلا و من ثم جلست تكتب ما حدث لها اليوم فقد تعودت أن تكتب مذكراتها يومياً، و بعد ما انتهت من الكتابة.. راحت تحضر العشاء لها و لوالدها رغم ما تشعر به من تعب إلا أنها تماسكت و نهضت متجه نحو المطبخ و أعدت العشاء. على المائدة و كالمعتاد جلست صامته مع والدها الذي لا يتكلم و إذا تكلم كان يقول كلمات قليلة.. لكن هذه المرة حصل شيئاً على المائدة. صدرت منه التفاته لأبنته التي تحاول إخفاء معالم الألم التي تشعر به. هذه المرة الثانية التي يلاحظ صالح أن أحلام تشبه أمها في ملامحها ..و لأول مرة يلاحظ ذلك الشحوب الذي ارتسم على ملامحها.. شعر بشيء ما داخله، تسائل. لم ألحظ من قبل هذا التشابه الجميل بين أحلام و أمها .. تحرك شيء ما داخله لم يفهم ما يحدث له. ما هذا الشحوب المرتسم على وجه أحلام هل هي هكذا و لم ألحظ ذلك أم أنها متعبة.. سألها
- ماذا بكِ يا أحلام، هل أنتِ متعبة..؟
وكأن شيئاً تحرك داخلها لأول مرة تسمع والدها يسألها عما بها.. أحست بسعادة رسمت ابتسامة على شفتيها الذابلة و إجابته: لا شيء... لا شيء.. يا أبي...
و كأن صالحاً يسمع أبي لأول مرة في حياته رغم أن أحلام كانت تقولها دائما لكنه لم يشعر بإيقاعها من قبل سوى الآن أصبح يتساءل في أعماقه
ما الذي يحدث، ما هذا الشعور المبهم الذي يحس به..؟ ترك الطعام و نهض بسرعة.. تفجأت أحلام لتصرفه.. لماذا قام بسرعة ماذا حدث..؟ تساءلت أحلام داخلها و نهضت هي الأخرى عن المائدة و رفعت صحون الطعام من على الطاولة، و رتبت المطبخ. ذهبت لغرفتها وهي مستغربة لما حدث أمسكت بدفترها و كتبت ما حدث على المائدة و ما أحست من مشاعر. نامت و هي سعيدة لما حدث.. في اليوم الثاني نهضت بصعوبة من السرير كانت متعبة جدا. و بعد أن صلت و قرأت القرآن كما تعودت، ذهبت تعد الإفطار لوالدها. جاء صالح و قد ارتسمت عليه ملامح التعب و أثار السهر لأنه لم يستطع النوم طوال الليل ظل يفكر في ما حدث له.. لحظت أحلام معالم التعب على والدها فسألته..
- ماذا بك يا أبي، هل أنت متعب..؟
- لا شيء.. لا شيء.. فقط لم أنم البارحة فقد كنت مشغولاً..
أجابها و عاد الصمت بينهما وكلهما لا يدري ماذا يحدث.
قررت أحلام الذهاب للمستشفى لتقوم بالفحوصات الأزمة. و هي تشعر بالتعب الشديد..
في المستشفى التقت بالطبيب سعيد
- هل جئتِ يا أحلام لتقومين بالفحوصات التي طلبتها منكِ أمس..؟
- نعم يا دكتور سعيد... و أنا أشعر بتعب شديد لا أدري ما سببه..
ذهبت لإجراء الفحوصات بصحبة الدكتور سعيد..
- متى ستكون النتائج الفحوصات جاهزة...؟
- ستكون جاهزة إن شاء الله تعالى غدا.
ودعت دكتور سعيد. و ذهبت لاصطحابها صديقتها أمل للمعهد الذي تدرسان فيه. في الطريق أخبرت أحلام صديقتها ما حدث لها مع والدها .. فأمل صديقتها المقربة و هي تعرف الكثير عن أحلام و حياتها ..
- أرأيتِ يا أحلام أن والدكِ يحبكِ و لكنه لا يظهر ذلك لأنه مشغول أتمنى أن يزاح هذا الحاجز بينكما قريباً..
في المعهد أصيبت أحلام بتعب شديد اضطرت أن تعتذر و تستأذن للذهاب للمنزل. عندما وصلت المنزل أحست بدوار شديد جلست على الكرسي الذي كان قريب من الباب تحاول التماسك أجمعت قوتها و نهضت تستند على الجدار حتى وصلت للهاتف و اتصلت بعمتها، و طلبت منها أن تعد طعام الغذاء لأنها متعبة قليلا.. بعد أن انتهت من المكالمة و أقفلت السماعة استندت على الجدار و صعدت السلالم وهي متعبة ..دخلت غرفتها و ألقت بنفسها على سريرها و نامت.. استيقظت بعدها وهي تشعر ببعض التحسن.قامت تصلي و تدعو الله أن يزيح الحاجز الذي بينها و بين والدها و بينما هي على هذه الحال دخلت عمتها بعد أن طرقت الباب كثيرا و لم تلق جواباً. لم تسمع أحلام الطرق لأنها كانت مشغولة بالصلاة و أيضا التعب الذي كانت تعانيه لم يعطها المجال أيضا.. بعد أن فرغت أحلام من صلاتها دعائها انتبهت لعمتها ..
- عمتي ماذا بكِ.. أرى الخوف على ملامحكِ ماذا حدث..؟
- لا شيء يا عزيزتي فقد كنت خائفة عليكِ كثيرا..
لحظت العمة الشحوب الشديد على وجه أحلام
- ماذا بكِ يا حبيبتي قلقت عليكِ عندما قلتِ بأنك متعبة.. ماذا حدث لكِ..؟ أراكِ شاحبة متعبة هل ذهبتِ للمستشفى..؟
- نعم.. يا عمتي ذهبت .. لا تقلقين فأنا بخير الآن أنه مجرد تعب بسيط و يذهب لا تخافين..
و أخبرت أحلام عمتها بما حدث بالأمس مع والدها و كم هي سعيدة لذلك.. قررت ريم أن تتكلم مع أخيها صالح علها تجد لها حل معه كانت تتمنى أن يكون أخيها أحمد معها حتى تستطيع أن تخبره بتصرفات صالح..فأحمد مسافر منذ عشر سنوات مع عائلته فعمله يحتم عليه السفر سنوات طويلة لذلك أخذ عائلته معه. و لسبب الظروف القاسية و الانشغالات الكثيرة كانت أخباره تنقطع لفترات طويلة عنهم.. و بسبب السفر لم تتمكن أحلام من معرفة عمها عن قرب أو الاختلاط مع أولاده لذلك ظلت وحيدة في تلك العائلة.. عند المساء و بعد أن تناولوا العشاء فريم لم تشاء أن تترك أحلام تعمل شيء بعد أن رأتها على تلك الحالة.. فقد اتفقت مع زوجها أن تبقى في بيت أخيها و بعدها ستتصل به حتى يأخذها.. و بعد أن انتهت ريم من تنظيف المطبخ و المكان طلبت من أحلام أن تذهب لترتاح لأن التعب بدأ يظهر عليها من جديد.. و عندما ذهبت أحلام لغرفتها. و بقت ريم و أخوها صالح وحدهما،
- أخي أريد التحدث معك في موضوع مهم فهل تسمح لي بالحديث،و أتمنى أن تستمع لي و تتفهم الموضوع..
- تفضلي ..ماذا هناك...؟
- أعلم بأنك لازلت تتألم لفراق زوجتك سارة، و أعلم بأنك تحاول أن تنفذ طلبات أبنتك المادية. لكن هل تعتقد بأن هذه الطلبات تغنيها عن أشياء أخرى مهمة بالنسبة لها مثل حنانك و أظهار حبك لها..قل لي متى عانقت أبنتك أخر مرة أم أنك لم تعانقها أبداً. هل تلاحظ أن أبنتك تعاني و تتألم لكنها لا تظهر ذلك لأحد. هل تلاحظ شحوبها هذه الأيام، أنها متعبة تحتاج لك تحتاج لأن تضمها لصدرك تشعرها بحبك و حنانك. كن واقعيا يا أخي أن الله أراد لزوجتك سارة أن تموت وهي تلد بأحلام و هي ليس لها يد في ذلك. هل تعلم أن أحلام تظن أنك لست والدها بسبب ما تفعله، أتعلم أيضا بأن أحلام ....
قاطعها صالح ..كفى .. كفى.. لا أريد أن أسمع المزيد..
بدأ الغضب على وجه ريم
- أسمع يا أخي نعم أنت أكبر مني ولكن ما تفعله خطأ في حقكَ و حق أبنتكَ، أنها تعاني، تحاول إرضاءك بكل ما تستطيع، لكنك لا تهتم. لماذا.. لماذا..؟ أنك عديم المشاعر .. أحلام التحقت بمعهد التمريض لإرضائك، وحتى تستفيد منه في المستقبل عندما تلتحق بالجامعة أتعلم لماذا..؟ حتى تحقق حلمك و حلم والدتها بأن تكون طبيبة، لتحقق حلم والدتها الذي لم يكتمل أتعلم ذلك أم أنك تجهل ما يحدث..
كالصاعقة سقطت هذه الكلمات على رأس صالح.. إبنتي تحاول إرضائي و تتحمل كل هذا من أجلي. تحرك شيئاً ما داخله ، وظل صامتاً لم يتكلم نهضت ريم ، وقرأت معالم وجه أخيها قد تغيرت لم تفهم ما حدث، تجهل ما يحدث في أعماق أخيها..
- سأذهب الآن و أتمنى أن تفكر قليلا يا أخي..
ذهبت ريم تاركة صالحاً غارقاً في التفكير.. ماذا حدث له لماذا لم يستيقظ قبل هذا الوقت ..؟



يتبع>>>>>>


لم يتبقى شيء عن نهاية أحلام..
فلا تبتعدوا قريبا ستكون النهاية بين أيدكم
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس