عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-02-2013, 04:04 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...قناعتي الراسخة-أختي الكريمة مـلاذ-التي ترسَّبتْ في اعتقادي وإيماني،والتي غدتْ تتأكدُ لي-بالتجربة-يوماً بعدَ يومٍ أمام هذه المسألة ( الصداقة الاكترونية ) هي :

أنه باختصار-وبصرف النظر عن الوسيلة التي تتأتـَّى بها الصداقة الحقة،سواءٌ تأتـّتْ عن طريق النت وشبكة وسائله الالكترونية في التواصل وإقامة العلاقات،أو سواءٌ تأتتْ عن طريق الواقع والاحتكاك الحقيقي مع الصديق-باختصار فإنه في كلتا الحالتيْن وجَبَ توفـُّرُ شرطان أساسيان،أرى أنه من العبث إقامة علاقة الصداقة في غيابهما أو التحايل عليهما :

- أولاً / الصدق والإخلاص والنقاء والصفاء في هذه الصداقة

- ثانيًّا / وحتى يتحققَ ويتأكدَ عند الطرفيْن ذلك الصدقُ وذلك الإخلاص والنقاء والصفاء لابد من أن تقومَ العِلاقة بينهما على الصراحة في التعامل وعلى وضوح الرؤية في شخصيتهما أمام بعضهما...

هذان الشرطان الأساسيان يكونان في صداقة الواقع أكيدان ومُلِحَّان،ولكنهما في صداقة الافتراض عن بُعْدٍ بوسيلة الشبكة الالكترونية أوْكَدُ وألـَحُّ..!!!

لأن الصديقَ الذي يراني وأراه أمامي..وأحتك به ويحتك بي مباشرة..ويتعامل معي وأتعامل معه في واقعي الحياتي أسهلُ وأيسَرُ من أن نقيَّمَ صداقتـَنا وأن نحكمَ عليها سريعاً وحسْماً بالنجاح أو الفشل كما لو كان عن بُعْدٍ بالاستشعار الاكتروني..!!!

لقد دلت التجربة بما لا يَدَعُ مجالاً من الشك أن الصداقات العريقة والحميمة بين رجليْن أو بيْن امرأتيْن لا يُمكنُ أن تتمَّ كاملة ًوراقية ًومستمرة ًإلا إذا قامتْ على ( الصدق والصراحة معاً ) بعيداً عن اللف والدوران والغموض والالتواء في أفكارهما ومشاعرهما وشخصياتهما...

فما معنى-بالله عليكم-أن أصادقَ رجلاً ويُصادقني على بُعْدِ قاراتٍ بيننا..أنا من هنا في المنطقة الشرقية شمال الجزائر..وهو من هناك في كندا شمال القارة الأمريكية أو في دولة جنوب أفريقيا عند رأس الرجاء الصالح..ويُسمِعُني وأسمِعُهُ كل سنفونيات الحب الأخوي والولاء المطلق،وربما تواجهنا وتكاشفنا على المسنجر أو السكايبي أو الفيسبوك أو التويتر،ثم فجأة يكتشفُ أو أكتشفُ أنه يُقدم لي نفسَه-كصديق حميم-باسمٍ مُستعار أو بصورة مستعارة أو بغير العقل والفكر والقلب الحقيقي الذي يُفكر به ويشعر به ويُؤمن به..؟؟!!!

تحت أيٍّ مُسَمًّى سنسمي هذه العلاقة التي أطلِقَ عليها-زعماً وادعاءً-صداقة بين صديقيْن..؟؟

من حقي دائماً أن أتعاملَ بحذر وحيْطةٍ وتحفظ مع هكذا صديق..وأكيد..أكيد سأكاشفه وأصارحه بذلك..وأكيد أكيد أن مكاشفتي وصراحتي بشعوري نحوه ستـُـفضِي سريعاً إلى فـَضِّ هذه الصداقة المزعومة،لأنها أصلاً لمْ تقمْ على أساس صحيح..!!!!!!!!!!!!!!

إن صداقة ًمثلَ هذه-إذا صَدَّقنا جَدَلاً وسميناها صداقة ً-لا تـُرتـَهَنُ بشروطٍ محدودةٍ،تجعلنا مع بعضنا أقربَ للمعرفة والتعارف السطحي في إطار من عَمَلٍ أو أبداعٍ عابر في موقع أو منتدى أكثرَ منه صديقيْن حميميْن..ثم لا شيءَ..!!

الصداقة الحقيقية-وأعلاها وأسماها على الإطلاق هي الأخوة العميقة في الله-هي تلك التي تتجاوز الحدود والشروط الزائفة وتنقلنا-أنا وأنتَ-إلى مستوًى من الانصهار والذوبان بحيث أكون أنا أنتَ وأنتَ أنا..أرى فيكَ عقلي ومَزاجي وقناعتي وبالمْثْل أنتَ...تعرفني وأعرفكَ كما نحنُ بالضبط في الواقع من غير رتوشاتٍ ولا ماكياجاتٍ ولا أقنعةٍ ولا مبالغاتٍ أو مناقصاتٍ ولا ألبسةٍ فضفاضةٍ نغلفُ بها شخصياتِنا أمام بعضنا البعض..تقبلني وأقبلكَ بكل حسناتنا وسيآتِنا..بمحامدنا وعيوبنا ونقائصنا..تتعامل معي وأتعامل معكَ كما لو كنا صديقين قريبين في واقعنا اليومي الحياتي..وليَكنْ في حسابنا-إن سنحتْ لنا الظروفُ والأحوالُ-أن نسعى لللقاءِ الحقيقي يوماً ما،ولِمَ لاَ..؟؟ ويَوْمَها..يومَ أن نخرجَ من الافتراض إلى الواقع..لوالتقيْنا بالفعل فنحب أن لا نرى أيَّ تغيير أو تبديل في حياتنا الحقيقية وفي شخصياتنا الواقعية عما لو كانتْ عليه حينما كنا نتلاقحُ فكريا وأخلاقيا وعقليا على شبكة النت..لا يَجبُ أن يُلاحِظ أيٌّ منا على صديقه أنه مزدوج الشخصية،مزدوج الحياة..على النت يستطيع ببراعةٍ ومهارةٍ واتقانٍ أن ينسُجَ حول شخصيته الافتراضية هالاتٍ وهالاتٍ من الكريستال والرومنسية والجاذبية ولكنه في الواقع شخصية متناقضة تماماً ومليئة بالعجز والفشل والتعقيد والتشويه والتذبذب والانفصام،ومليئة بالأكاذيب والأراجيف والسرابات الوهمية..!!!!

على النت-أختي الكريمة-أطلبُ من صديقي فقط أن يكونَ في شخصيته-شكلاً ومضموناً-صورة طبق الأصل للواقع الحقيقي..فهل هذا مطلبٌ عزيزٌ وصعْبُ المنال..؟؟!! وإني دائماً أتساءلُ-بغرابة-عن السر الخفي الذي يَجعل بعض الأصدقاء-من الرجال بالطبع-حينما يُطالبُون من أصدقائهم أن يقتربوا أكثرَ فأكثرَ في صداقاتهم بالإبانة والصراحة والوضوح،فيمتنعوا لأسبابٍ واهيةٍ أو يَختلقوا أعذاراً واهية ً،لا يَقبلها عقلٌ سليمٌ ولا منطقٌ سديدٌ...ما الذي يَمنعُ رجلاً كاملاً،قويا في شخصيته،واثقاً من صدقه وحقيقته أن يَظهَرَ بكل وضوحٍ وصراحةٍ وشفافيةٍ ومصداقيةٍ أمامَ صديقه..؟؟؟!!!!!

لماذا قـُدِّرَ على صداقتنا-إن كنا أصدقاءَ حقيقيين-أن تتحركَ فقط على هوامش من التخفي والماورائية..؟؟!!!! ما الداعي المنطقي والعقلاني والإنساني لذلك..؟؟ ولماذا قسْراً أقبلُ بصداقةِ الهوامش والتخفي والماورائية..؟؟!!!!!!!!!!

أنا صراحة ً..لو طلبتني كـ ( صديق حقيقي دائمٍ ) وحدث أن طلبتُ منكَ أن تكون صريحاً أمامي وواضحاً وضوحَ النجوم الصافية اللألاءة على رشحة الماء الصافي الرقراق ثم رحتَ تتهرب مني بأعذار وأعذار..أنا صراحة سأحسم هذه الصداقة وبالصرامة والصراحة التي أعرفها في شخصيتي،دون تردد أو إبطاء..!!! وأعتقد أن الرأي العام الإنساني المنصِفَ يعرفُ أيَّ المخطئ والمصيبُ فينا...!!!!

أهوَ سِرُّ المهنة في التواصل الاكتروني..؟؟!! أم أن البريستيج المعاصر والإتيكيت الفني والإبداعي هما اللذان يَفرضان عليه أن لا يُصادقَ إلا من وراء حُجُبٍ كثيفةٍ من الكنايات والاستعارات..؟؟ أم أن الإجراءات الأمنية هي مَن تحتمُ ذلكَ..؟؟ أم أن في حياته من نقاط الضعف القاتلة ما يَجعله يسْمَحُ في صداقته أن يُعرَفَ فقط الجانب الكريستالي والمثالي..؟؟!!!!

أنا في قناعتي الشخصية-أختي-أن صديقي الحقيقي إذا أقمتُ معه صداقة تواصل حقيقية،فيجب أن نكونَ واضحيْن أمامَ بعضنا البعض،على الأقل بالقدْر الذي يَجعلنا-ونحن على بُعْدٍ في المسافة واللقاء-نعرفَ أيَّ شخصيةٍ حقيقيةٍ هي التي يتعاملُ كلٌّ منا معها..؟؟

أما أن نبقى طوال العمر أمام بعضنا البعض،نقدم بعضنا لبعض بأسماء وهمية وبصور وهمية مستعارة،فاسمحي لي-أختي-إن قلتُ إن هذا النوع من العلاقات،تسمى علاقات تعارف..علاقات تآلف..علاقات إبداع وثقافة وتلاقح فكري وحضاري..علاقات اللقاء على خيْر مَّا..وعلى فائدةٍ مَّا..وعلى تقدير واحترام وأخوة عامةٍ جامعة..أما أن نسميها ( صداقة ً) فإن الصداقة في معناها الحقيقي الغويط لها ملامح وخصائص وميزاتٌ أبْعَدُ غوْراً من مجرد ذلك الاحتكاك الظرفي الآني العابر المشروط بقيودٍ وأصفادٍ معينة...

أنا هنا على فكرة أعني صداقة الرجل للرجل..والمرأة للمرأة...

أما الصداقات المفتوحة..فهي ولا شك لا ضيْرَ منها إلا أنها تتقيد بضوابط وهوامش وأمور خاصة،ربما عدنا إليها بشيءٍ من التحليل الواضح والرأي الصريح العقلاني المتوازن...

شكراً لكِ-أختي الكريمة-على طرح الإشكال..وشكراً لأحبتي الذين قال كل واحدٍ منهم برأيه الصريح الحر وقناعته التي يَتبناها ويُؤمن بها...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 09-02-2013 الساعة 11:11 PM
رد مع اقتباس