الموضوع: حروف ومدينة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-07-2012, 04:47 PM
الصورة الرمزية زهرة
زهرة زهرة غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 77
افتراضي حروف ومدينة

عما يتكلمون؟
لا أدري.....
ربما عن سحابة لا تمطر.....
أو أن هناك شجرة لم تثمر.....
لا تسألني.....فأنا لست أدري.
لعلهم يتهامسون عن قضية ما.....
أنهم عثروا على القاتل ولم يتعرفوا على المقتول.
لعلهم يبحثون عن ملجأ لليتيم في بطن الحوت.


لأني أتكلم لهذا السبب أرى الحروف تتألم.
مع أن الصمت يشعل في القلب لهيبا يحرق الجيران.
عجيب أمر السطور حين لا تنتهي إلا ب....
قد تحكي قصة فيها ألف سؤال
أو أنها ليست إلا الجواب.....
الأغرب أن كل الأقوال مجرد أكاذيب مكشوفة.
لعل المنطق يقول ارموا النساء بالحجارة.
لعل قلوب العذارى غدت لهواة الدعارة.
رغم أن الأجواء لا تبشر بهطول المطر.
والسماء لا تنذر بأن عاصفة قادمة في الطريق.
لعل البواب لم يغلق الباب أو أن الفتاة أضاعت المفتاح.
لم تخبرني تلك السيدة أن النساء لا تسطيع تحمل الولادة.
لم أعلم أن العقل يشيب مفاتن الرجولة.....


سأستمع لهمسات الرياح.....
فلربما ستخبرني الى أي قبلة سأوجه نافلتي.
فلربما هناك يقبع صغيري الجائع.....
أو أن أجد ما أقتبس منه إرادتي المنشودة.
يقولون أن العمر لا يعرف أن يتجه القطار.
فهل يعلم من يركب القطار أن يتوقف المسار.
قلت لهم لا أجيد كتم الحروف .....
ولا أتقن كيف أجعل الكلمات تتغزل بالحسن والمعروف.
أتقن الصمت فلهذا يخنقني الحزن حين أكتب.
ولكن حنجرتي ما زالت تردد أغنية الحياة.
تصر على وجودي.....
وتصر أن أكتب:
ما أروع الليل.....
يضي بنجومه السماء،
يتغنى ببدره في الفضاء,
ما أعذب هذا النسيم.....
تجبرني حروفي على المقاومة.
تأمرني بالجهاد وتجبرني على الصلاة على الأموات.


تهت ولم أدري من أي سبيل أوقعت نفسي في الجحيم.
كنت أود أن يتوقف بي القطار في آخر محطة,
تطل على بحيرة كأنها مرآة للسماء.
تتراقص الأشجار حولها حين تعزف الرياح.
تفوح روائح الأزهار من تيجانها في آخر المساء.
تغني الأرواح هناك حين يشدو النسيم.
تتطاير الأوراق وتسافر بعيدا مع كل قطرة دم.
تسكن هناك في الآفاق عندما تعناقها قبلة فم.
تستقر هناك حيث الشتاء والثلج.
تهيم في سطورها حروف العشق والدفء.
تسمعني صداها،تعجزني عن الكلام ،تجبرني على الهمس.


تبدأ الطيور بالرحيل كلما رأت الغروب.
تتجه حيث يكون .....
وكأن أهازيج العشق تدعوها إليه.
يغريها بثوبه الملتهب بالألوان.
يجبرني على النظر نحوه.
يغريني بروعة الأحاسيس حين يثيرها في جوفي.
فما ألبث إلا أن أفتح فمي لتقبيل الحياة.
مع أن العاصفة في أوج طاقاتها.....
والأمواج تنذر بأنها ستكسر الشراع.
وما زالت الأم تطعم صغيرها الجائع,
والأب يلاحق حظه الضائع.....
الأجواء في الخارج تحضر التجوال في المدينة.
القائمون على الدمار يبشرون الصغار بالهزيمة.
رغم أن الحمامة لم تغادر بعدها العش.
والثعلب لم ينتهي من اغراء النساء.
مع أن العجائر تدرك أن موت الرجال محتوم.....
بحثت هناك عن من يرثو التراب والدم.
وعلمت أن الحياة لا تشيب ولا يصيبها الهم
.فأدركت أن حروفي تؤلمني حين يحصرها الكم.....
__________________
القناعة لا تعني الرضا بالعيش في الوحل
أنا زهرة صغيرة يشرب من جوفها النحل
رد مع اقتباس