عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 28-11-2013, 10:04 PM
إدريس الراشدي إدريس الراشدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: دياري وإن جارت علي عزيزة ,, وأهلي وإن قسو علي كرام
المشاركات: 937

اوسمتي

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما وأبدا أختي الكريمة ريم تأتين بمواضيع تمس الكثير من الواقع المؤسف وتنادي بالإستنهاض للمستقبل ، قضايا الجيل الحالي المخزية هي في الحقيقة كثيرة جدا ولا تنحصر فقط في السلوك والتصرفات بل تعدّته الى الفكر السلبي الذي تفضلتي به وهو الإكتفاء بما لديه وبما يملك من فكر وثقافة بل ان الكثير حتى وإن كان يعي ظلمة الجهل التي يعيشها إلا أنه لا يريد رؤية النور والتبحّر في العلم ، فالرغبة من الأساس في المضي قدما نحو النور ونحو التألّق والإبداع والتميّز أشبه بالميّتة عند الكثير من هؤلاء ، وأيضا نجد أن البعض يبدأ بخطوات نحو أمر معيّن من التطور الذاتي أو المادي وغيرها إلّا أنه يتراجع للوراء بمجرّد ما إن ينصدم بمطب من مطبات الحياة فيتعرقل مسيره .. فأين الإيجابيبة وأين الهمّة وأين العزيمة والإصرار ؟!

عموما القضية والمشكلة طّرحت ، فما أسبابها وعلاجها ؟! أتطرّق لبعض النقاط والتي أتمنى أن تخدم القضية بشكل إيجابي.

- السبب الرئيسي هو .. البيت !! نٌربّي أبنائنا على التمسك بالدين وبالأخلاق الحميدة وننسى كيف نزرع فيهم تلك الروح التي تحدّثهم كيف يستغلون طاقاتهم والإنطلاق بروح الطموح للسعي نحو التميز والتألّق والإبداع. على كل أب وأم ملاحظة أبنائهم ويركّزون على نقاط القوّة في أبنائهم ليكونوا لهم خير معين على تنميتها فيرتقوا بها ، هكذا نصنع المواهب من البيت. مع ملاحظة أن هنالك سن معيّن نستطيع أن نزرع فيه للإبناء روح التألق والإبداع وهو الصغر الذي يكون فيه التعليم والغرس كالنقش على الحجر فإن أهملناهم فيه سيكون صعبا أن نغرسها عند الكِبر ، فيجب على الأب والأم أن يكونوا لأبنائهم مربّين وصانعين للمواهب. وإن تحدثنا عن منهجية تربية الأبناء التربية السليمة القويمة بما فيها من صنع للموهبة فيهم فيجب حينها أن نراعي حتى في حواراتنا معهم أمورا شتّى ونتجنّب أمورا شتى كالكلمات والعبارات السلبية التي قد يطلقها بعض الأباء والأمهات على ابنائهم فتكون محبّطة جدا فبدل أن يصنعوا منه موهبة يزعزعون حتى ثقته بنفسه فيكبر ولا يملك سوى الرضا والقناعة بما يأتيه فلا يملك الهمة والعزيمة والإصرار. وهذا موضوع يطول وله أهله وناسه من المربّين والمختصين في هذا الشأن.

- المدرسة والمعلّم ، لهم تقريبا نفس المسؤولية الملقاة على عاتق البيت ، منهجية التربية و التعليم للمستويات الإبتدائية هامة جدا تختلف عن طريقة وإسلوب التربية والتعليم للمستويات المتقدمة ، ففي الأولى يجب أن يملك المعلّم النظرة الثاقبة في مواهب الطلاّب فيسعى كذلك أن يبحث عن المواهب وصناعة المبدعين والمتألقين ويزرع فيهم حب الموهبة و حب التميز والإبداع.


أرى أن المعلّم كذلك يجب أن يملك تلك الرؤية والمنهجية التي تجعله قادرا على صناعة المواهب ، وعلى صناعة المبدعين وعلى صناعة القادة .. نعم المعلّم والمدرسة الى جانب البيت. وعندما يكون الأب والأم في البيت والمعلّم في المدرسة يقومون بأدوارهم كما ينبغي وكما يملي عليهم الدين على أكمل وجه ، عندها سنكون قادرين على صناعة أجيالا لا تعرف الكلل والملل في سبيل المجد.

أكتفي بهذا القدر أختي العزيزة ريم فشكرا لك للطرح القيّم ، كما أشكر إخواني الذين سبقوني فقد أثروا القضيّة من نواحِ عدة.

مع خالص الود والتقدير
__________________



التعديل الأخير تم بواسطة إدريس الراشدي ; 28-11-2013 الساعة 10:10 PM