عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-09-2012, 12:50 PM
الصورة الرمزية أبو مسلم الصلتي
أبو مسلم الصلتي أبو مسلم الصلتي غير متواجد حالياً
باحث في الموروث الشعبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 7,224

اوسمتي
وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام الإبداع وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي أفكار وتركيبات إبداعية في الميدان (الصائغ ) مثالا

يقول المثل العماني الشهير ( الأولين ماتركوا للتالين شي ) ويمكن أن نطلق هذا المثل على الفنون العمانية عامة بمعنى أن الأوائل أسسوا لقواعد كل فن من حيث طريقة كتابة كل فن ولحنه الغنائي وإيقاعه وأداءه ....

ومن هنا نرى أن بعض الناس ينبذون التجديد والتطوير بشكل عام في الفنون العمانية ، ويكررون المثل أعلاه ... كلما شاهدوا أو سمعوا او قرأوا شيئا من هذا القبيل .

ومع أننا حريصون على هذه الثوابت والأسس والقواعد إلا أننا نؤمن بأن يُعمل كل واحد منا فكره ليطوّرها ويحسنها ليصل إلى حد الإبداع والابتكار ليضيف جمالا على الجمال الموجود في هذه الأسس والقواعد ، لا أن يغيرها وينسفها نسفا ويذرها قاعا صفصا ...

وكثيرا مايشدني ويجذب انتباهي ويثير إعجابي في شعر الموروث الشعبي الأفكار الإبداعية التي يكتب فيها بعض الشعراء ، والتركيبات المبتكرة في الجناس لشعر الميدان خاصة ... والابتعادعن تكرارالأفكار والتركيبات التي طرقت من قبل قدر الإمكان ...

ولنضرب مثالا على الإبداع في الفكرة والتركيبات من شعر الميدان للشاعر خليفه الصائغ لقصيدته التي نشرها في المنتدى بتاريخ 16/ 4/2011 م بعنوان : ( لها سمسار )

فـ عرق المودة لها سم سار
وبنتك بتحلف مـــــــــــودتنا

تنهم هذي البنت مـــاه باها
والواسطة البر مـــــــاباها

مدام المـــــودة لها سمسار
عسى الله يعــــوض مودتنا


-الإبداع في العنوان : ( لها سمسار )
عنون الشاعر قصيدته بقوله ( لها سمسار ) فالقارئ لهذا العنوان يتساءل ماهذه التي لها سمسار ؟! فيضطر للدخول لقراءة ماكتب تحت هذا العنوان (القصيدة ) فيكتشف ان التي لها سمسار هي الموده !!

ومن هنا تأتي أهمية العنونة الصحيحة للقصائد فقد أبدع الشاعر في اختيار العنوان فهو اعطى دلالة مفتاحية فقط لجذب القارئ للدخول ... ولو عنون قصيدته بهذا العنوان مثلا : (المودة لها سمسار ) لاكتفى بعض القراء بهذا الخبر ومروا دون الدخول لقراءة القصيدة .

-الإبداع في الفكرة : ( المودة لها سمسار )
لقد اعتاد الناس على أن السمسرة تكون في الأشياء المادية المحسوسة كالعقارات والأملاك الأخرى ... ولم يعتد الناس على مصطلح السمسرة في الأشياء المعنوية ( كالمودة ) والحب والكره وغير ذلك ، ومن هنا تأتي أصالة هذا الإبدا ع وتوظيفه في هذه الكلمات الرائعه .

-الإبداع في التركيبات والجناس :
سم سار = سمسار
ما ودتنا = مودتنا
ماه باها = ماباها

يلاحظ أن التركيبات قبل علامة يساوي تتكون من كلمتين ، ومابعدها يتكون من كلمة واحدة ، وهذه الكلمات والتراكيب في مغناها ومعناها قل ماتجدها في جناس الميدان إن لم تكن معدومة ...

-الإبداع في المغنى والمعنى :
فـ عرق المودة لها سم سار (المودة لها عروق وكأنها كائن حي جرى في دمه السم )

مــــدام المــودة لها سمسار (الموده لها سمسار كالعقار ... )

لاحظ أيضا في البيت الأول كلمة ( فـ عرق ) والبيت الأخير ( مدام ) مع بقاء الكلمات الأخرى على حالها (المودة لها سم سار ، المودة لها سمسار ) ليزيد في قوة الموسيقى الشعرية في اذن السامع .

نعم الواسطة لاتنفع في المودة لأنها شعور نابع من الإنسان نفسه ، فإذا لم يشعر ولم يحس بذلك اتجاه الآخر ، فلاينفع أن يدلل ويسمسر عليها الآخرون لأنها سرعان ماتتلاشى وتزول مع زوال المصلحة ...

لكم خالص المودة ،،،،
__________________
لاتخلط بين شخصيتي وأسلوبي ...
فشخصيتي هي أنا ... وأسلوبي يعتمد عليك !

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم الصلتي ; 15-09-2012 الساعة 12:57 PM
رد مع اقتباس