وجهات سفر وابتسامات عشق......... وللماضي نغم
لم يقتصر السفر على الجهة التي أسافر إليها وإنما أيضا ابتسامة عشق كانت بالجهة الأخرى قيثارة حب أغدقت في سفري وعزفت ذلك اللحن الشجي الذي اهتزت له حواسي وما زالت تلك الأصداء هي عزف سفري أصداء أغانيه تتردد في أذني وصوت يكشف عن حالة ما أنا عليه ، ترانيم جميلة محملة برحلات البحر والبر والماضي الجميل ...لا الماضي الأصيل الفن الجميل حين مددت يدي وأدرت إحدى محطات الإذاعة لأستمع إلى هذا الصوت الشجي الذي أبحرت معه إلى البعيد ، صوت من الكويت وأصالة البحر والغوص، داعبت تلك الكلمات الرقيقة في مجمله أغنيته أذني فرحلت قليلا بين أحضان وسادتي، إنه نغم السهاري ونغمات صبا باتت للقلب تطربه.
ألا يا صبا نجد، هذا ما تغنى به الفنان عوض الدوخي رحمه الله .
أعادتني تلك الأغنية إلى الماضي البعيد الذي لم أعشه ولم أولد فيه وكأنني أرى الماضي أمامي وليدا للحظة . تلك الأصداء ذات الطرب الأصيل وذات النغم الفريد والتقاسيم الرائعة في الفواصل الموسيقية المحددة والصولوهات للآلات الفردية واستخدام المقدمة والسكتات الموسيقية، أين نحن الآن وأين الماضي الذي أصبح زهوا فريدا في أصالته ، أما قناعاتنا نحن فلا تنتهي، نستحدث كل يوم شيء جديد في التوزيع والإخراج والتلحين ونمط الأغنية حتى بالكلمات بعدما كانت بالماضي ثقيلة الوزن ومتشبعة بالموروث أصبح الآن ذات ايقاع سريع ونكهة مختلفة ، فعلا هناك اختلاف في السمع حين تستمع إلى ملكة اللحن والكلمة القوية وإلى ما نستمع إليه الآن من مرادفات في الحب والغضب والخداع والغيرة... الخ ، وننسى أصالة المغني القديم ما بين البحر والغوص وصوت البحارة حين تتناغم تلك العبارات ، وتعلو امتدادا بهمة وعزم تشعرك بالدفء وبالارتياح لأنها تعكس وجهة الماضي العريق ، وليس الحاضر الذي اعتلته حالة من الفوضى في رتم أغانيه دعوة مني للإبحار، تعالوا لنعود أدراجنا إلى الوراء ولنستمع إلى كل ما هو قديم .
بقلم / أمل عبدالرحمن