[عبدالله الزعابي]

لقد أرمضني حبكــِ يا سيدتي .. حتى رجعتـُ إلى حيثـ أدري ولا أدري .. كيف أميّز بعدما أفرغتـ عيناكـِ وداعهـا على وجعـي وحزنـي النائـم في صدري ..!

هي ساعة طلعـتـِ بهـا عليّ مثل طلوع الفجر في نـور وألـوانــ .. ونفحـة جميلـة وحبـاتــ من نـدى .. طـرقتــِ بهـا قلبي حتى أقبلـتــُ على ما كنـتــُ أفــر منـهــ ..!

لأصطـدم بواقـع يسألني :

( كيف أختصر الطبيعة والأرض في أنثى ) ..؟

صلاااااااةٌ وتسابيـح .. سكـرتـُ بهـما في محـرابــِ امرأةٍ رائعـة الخلـق .. مرمريـة .. متناهيـة الجمـال .. تسرنـي زلـزلتهـا كلمـا تحـدرتـــ برعدهـا وبـرقهــا الـذي تهبـط خيـوطــه ألــوانــاً مـذّّهبــة تجـلجــل بأجــراسهــا كيانــي وفضــائي المجنــون.

مـدد متـلاحـق من فلسفـة الحـب وصـور الجمـال تتــرادفــــ إلــى داخلــي كلمــا كانتــ هـي فـي كأسـي .. فأخمـر بها حتـى يتمــازج لـونهــا بــدمي .. فتمــرُ علـى أركــانـي المتهـدمــة لتـرمـم جـوانبــي وتقيــم بنــائـي.

ما أشهـى الحـب حينمـا يكـونــُ امــرأة .. وتكـون هـي تلكــ .. وأكـونُ أنـا (أنـا) فنكـون اثنيــن مـن طينـة أزليـة خلقنـا بيــدِ الله معـاً .. هـي بسحــرهـا وجمـالهـا .. وأنـا بفلسفتـي وأحــزانــي .

هكـذا أظـنُ ولسـتــُ أدري ..؟

كشجــرة خضــراء وارفــةُ الظــلِ أنتـــِ .. تنتصـبـيـنَ على مسيـلٍٍ من الحـبـِ في ناحيـة من صـدري باتجــاهـ القلــبـ .. وكأنكــِ تنــاميــن فـي بقعــة مـن جنــة .

ما أعــذبـــ الحــب فـي النســــــاء ..!! كالربيـع الحلـو في الشجــر .. تزهـر فيه كل جوانـبـ المـرأة .. كتفتحِ الزهـور في شمِ النسيـم .. كلمـا نضـج العشق في صدرهـا.

آآآآهــٍ .. ما أشقــانــي مـن رجـلٍ .. بـاتــَ يهلــوس بعشقـهـــِ حــد الجنـــون..!!

سيـدتــي .. يا من أشعلتــــِ أشواقكــِ في صـدري .. وغـرستـــِ بـذوركــِ فـي عمقـي .. هل تعلميـن بأنكـِ قـد كبـرتـــِ فـي داخلـي ونضجـتـــِ ..؟؟
وأنكـِ قــد زهــوتــِ بالجمـالِ وبهــتــ ألـوانكــِ فــي عـروقــي حتــى إستــويتــِ..؟

سمـاويـة الخلـق أنتــِ يا سيـدتــي .. دائبــة التغييــر .. مجهـولة الســرِ غامضـة..! وإذا ما شئتــِ عشقــاً .. تضــوأتــ شفتيكــِ بمــادة الكــلام الـذي تـذيبــُ معــانيـه أصــلافـــ الصخـــــور .

هـكــذا أنتــِ يـا صغيــرتــي .. حيـن تمنحيننـي نظــرة الشــوق من عينيكــِ ثـم تتبعينهــا بابتســامة من الرضــا .. عندهــا ينكشـف الحبـــُ فـي داخلكـــ وتنقشـع من علـى صـدركـــِ الأفكــار المعـذبـة .. وتعـــود إلـى أمـاكنهــا الأمــانـي الجميلــة والأحـــلام المســـــافــرة .

روضـــة من الجنـة أنتــِ .. يا سيدتـي ... وبستـــان مـن الـزهــور .. كلما نظـرتـــِ إلـيّ باستحيــاء الأنثــى غشينـي شعـاعـكــــِ البــارد العــذبـــ .. وتحـــولّ صقيعـكــِ إلـى قبلـة دافئـــة تــذّوبــــ المســافــات المتـراخيـة بيني وبينكـــ.

سيدتــي .. عنـدمـا يحكـى لـي عـن فـن الـروح ... أتـذكــر ترجمتكــ لهـذا الفــن حينمــا تأتـي بألفاظـكــِ الساحـــرة .. وتنطقيــن بنثـــار اللغــة التــي تربـط بين نشـــوة أنفاسكــ ومــادة الحـــس فــي قلبــي ..!!

فــلا أجــد وسيلـة لأنـدمـج بهــا فـي روحـكــِ سـوى فلسفـة العنـــاق وانطبــاق صـدرينا..!


---


( إنتهــــى ) فـي :

التاسع عشــــر - من نيسان / أبريــل - 2010م

.
.




( .. الطيــــــر المســــافــــر .. )