عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-05-2010, 12:24 PM
عبدالله الزعابي عبدالله الزعابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: في قلب الرنين
المشاركات: 435
افتراضي ( عازف الخواطر )

هذا أنا عدت إليك سيدتي

نزف من الحزن وسيل من الخواطر

**
سيدتي ..
عدت لأكتب إليك .. وأحبر كلماتي المرتعشة ،
وأبسط رعدة قلبي عندما ألفظ إليك شعوري وإحساسي
فقد شعرت يا سيدتي أن الكلام لديك تحجر ، وأن العواطف في قلبك ساكنة ،
وأن السعادة قد تكون لديك لحظات من العمر الذي لا يعد بالسنين ،
ولكن بالعواطف والمشاعر ..؟

عدت .. وما عاد بوسعي إلا أن أمسك بالقلم .. فأحرر إليك خواطري ،
وأصبغ في ثنا قلبك مشاعري قبل أن أموت فتموت بداخلي ....؟

سيدتي ..
إن بي زفرات ..!! وأن قلبي من جمود العواطف بات يئن ويبكي ...؟
وما أراني إلا أنه قد آن لقلبي أن يلفك بأكنافه حتى أستبيح فيك الحب المجمد
فأستثيره فيك حتى يفور بداخلك ... وأراه من بين البين يغلي ..؟
لأن عندي وعندك في قلبينا موضع للهوى تلتقي فيه المشاعر
كلما التقت عينانا تلتبس خيوط نظرتي إليك ونظرتك ..؟
وسرعان ما أحس بداخلي أنك تنثرين على قلبي مشاعراً وتضمرين عنه مشاعر أخرى ..؟
فقد كنت أعلم أن لكل امرئ منا باطن لا يعلمه أو يشركه فيه إلا الله ،
وأن في كل إنسان نعرفه إنساناً آخر لا نعرفه ..؟
لذلك أتمنى أن أرى تلك الزلزلة يوماً تضعضع فيك كيانك فتغدقين على قلبي
جماً من المشاعر حتى يفوح من ثغرك عبيره ...
فأرتوي من لعاب البين فيك شربة أغمض على أثرها وحرارة دفئها جفني !؟

لا تستغربي سيدتي من هزتي هذه ... وإن كانت أشبه باهتزاز ثقل الأرض ..؟
لأن قلبي قد زاد نبضه وتسارعت دقاته ..؟ فلا تخافي إن رأيتني بركان من المشاعر
تتفجر كلما لقيتك خلوة عبر الأثير ..؟
فإنني أعرف ما بي وإنني أعلم ما أندمج عليه وما يكتبه قلمي المتألم الذي أصبح
مضطرباً مثل اضطراب أوراق الخريف في شجرة تهب فيها الرياح في وسط صحراء فتململها ..؟

أيتها المرأة ..
مهما بلغ الحب في داخلي مبلغ الألم في عذابه .. أنا لا زلت مستريح حتى لو دقّ إنعكاس صمتك داخلي
مساميراً ، فهي كجدول الماء تنساب من بين عظامي ..؟ ومهما بلغت حرة هذه المسامير بصلابتها
وأضرمت في داخلي نار الحيرة ونار الشوق ، غير أن نار وجدي إليك إشتعالها
لا شك أحر وأشد من أي نار قد تضطرم يوماً في داخلي ..؟
لذا لا تستغربي سيدتي من شخصيتي ولا تتعجبين من بعض كتاباتي ..
فلربما كنت نفسي قدإستغربت قبلاً من ذلك ..
ولكنني سرعان ما أجد نفسي روح قد سبحت بكلماتها في مداد فضاءه السماء
وأمده الأرض التي لا حدود لها .. وكلما قطعت فيها درباً زادت رقعتها إتساع ..؟

أيتها المرأة ..
دعيني أذكرك مرة أخرى بنفسي قبل أن أنساها فتضيع مني بين زحمة الحياة ومتاهات الدروب
للوصول إليك ... فأعلمي بأنني لم أكن يوماً جداراً تدلى من السماء حتى بلغ الأرض
أو حائطاً رفع من الأرض حتى بلغ السماء ...؟
كما لم أكن يوماً درهماً مدخر في باطن الأرض حتى يضن البعض بأنني كنز
أو نبع ماء عذب لا تضمحل عينه ولا تجف ...؟
ولم أكن يوماً لؤلؤة مكنونة في صدفة بأعماق البحر تنتظر الغواص أن يستخرجها ...
ولم أكن يوماً سلعة تشترى وتباع ..؟
فما أنا إلا عابر سبيل في هذه الدنيا له من الحقوق فيها وعليها من الواجبات لها ..
كي يضمن لقمةالعيش فيها ، ويبقي أمل الحياة ونظرة الطموح .؟

فاتنتي المرأة ..
لقد كانت هذه الرسالة الأولى لك ..
وإنني لعازم أن أكتب إليك رسائلي فحاولي أن تحتفظي بها تباعاً..؟


**
- الطـيــر المـســـافـــر -
__________________
-----------------------------------------------

هل إنحازت اللغة للرجل ..؟
وهل تم تذكير اللغة تذكيراً نهائياً ..؟
أم أن هناكَ مجالاً للتأنيث ..؟


-----
عبدالله الغَـذَّامي
كتاب المرأة واللغة

---------------------
(الـطــــــــالطيرالمســــافــرالطيرـــيـــــــــــر)