عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-08-2013, 01:42 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية التوأم الجزء العاشر




التوأم

الجزء العاشر

فبدأت دموعها تسيح, وأصابتها رجفة تصبب على إثرها عرقُ الساحرة المنتن

ولاحظ حسن إنكسارها, ومُحاولتها نزع القيد عن رجليها
فمدّ يده حتى أمسك بالسيف الذي كان معها دون أن تشعُر به.
إنتهت اللعبة الثالثة بنصر مؤزر لصالح حسن, فقال لها :
الآن وقد هزمُتكِ, أوفي بعهدِك
فحاولت العجوز أن تستغفله
ورفعت يدها, فبادرها حسن, وضرب يدها بالسيف وقطعها
فصرخت العجوز بصوت مُخيف, وأخذت تولول وتنوح, وتهدد وتتوعّد
فقال لها حسن : أراكِ لم ترعوي, وهمّ بقطع رأسها
عندئذ أيقنت العجوز الساحرة أن لا حول لها ولا قُوة
فقالت له مستعطفة : أتوسّلُ إليك يا بني, دعني أعيش
ولك عليُ أن لا أعود لمثلها أبد ... أبدا
ولسوف أنفّذ شرطك في الحال
ثم قالت له :
خذ ثلاث خصلات من شعر رأسي, و أشعل نارا عظيمة عند مدخل الزريبة
ثم إرمي تلك الخصلات في النار المُتأججة وضع أنت يدك على أنفك
فإن دخانها يعيد المسحورين إلى هيئتهم الآدمية, ويسحرُك أنت إن وجدته في أنفك
فقام حسن على الفور و حرر رِجليه من القيد
ثم شد وثاق العجوز بعد أن ربط جرحها لكي لا تهلك
ثم نام لأنه كان في منتهى الإعياء
و عندما نهض من نومه سارع فجزّ ثلاث خصلات من شعرالعجوز الأشيب
و أشعل نارا عظيمة عند مدخل الزريبة وشدّ لثاما على وجهه
ثم رمى ذلك الشعر في النار. فشاهد سحابة دخان أخضر تتصاعد عندما
إحترق الشعر, وما هي سوى برهة قصيرة, حتى سمع أصواتا تتعالى
بِحمدِ الله الكريم على النجاة, وسمع أناسا يتسآلون :
أين هي تلك الشريرة؟
ماذا حل بها؟

وهم مترددون لا يجرئون على الخروج
فتقدّم حسن, وفتح باب الزريبة, وحين رآه الرجال, خرجوا مُسرعين
وهم يُعربون له عن جزيل الشُكرِ, و عظيم الإمتنان
لكن حسن, كان مشغول الخاطر, قد ساوره القلق لأنه لم يرى أخاه حسين بعد
خرج المِئات من الرِجال, وحسين لم يخرج ...
وبعد أن كاد صبر حسن ينفذ إذا بحسين يخرج حائرا مذهولا ... فلم يعرفه حسن
لقد نحِل جسمه, وذبلت عيونه, وطال شعر رأسه ولِحيته و أظافره ...
وما إن وقعت عينا حسين على أخيه حسن حتى بادر إليه يعتنقه ويبكي
جلس حسن وأخوه يبكيان, ويحمُدان الله على السلامة, والنجاة من كيد
تلك الساحرة الخبيثة, ثم إنّ حسنا عاتب أخاه عتابا ليّنا
فأعتذر إليه أخوه إعتذار جميلا, ووعده أن لا يهرب مرة أخرى مهما كانت الأسباب
إنصرف كل أولئك الأسرى المسحورون
مُسرعين إلى دِيارهم, خوفا من الساحرة
أما حسن وحُسين, فإنهما عادا إلى الكوخ
فوجدا العجوز قد قُتِلت
فحمدا الله على أنهما لم يُلوثا يديهما بدمها ثم دفناها
وحين هما بالإنصراف إلى مدينتهما, سمِعا صوتا ضعيفا ينبعث من أعلى الكوخ
فسلا سيفيهما وتقدّما نحوه على حذر...
كانا يسمعان الصوت ولا يريان أحدا
فوقعا في حيرة من أمرهما, وعندما هما بالخروج من الكوخ, سمعا من يقول :
هنا في الأعلى ...
ولمّا نظر حسن إلى الأعلى رأى كوة
في سقف الكوخ
فصعد حسين على ظهر حسن, ودخلت من تلك الكُوّة, فوجد الجارية
التي إستقبلته في الواحة

فأراد أن يفتك بها, لكنه رآها خائرة القوى
تبدو عليها أثار الشقى, فرقّ لحالها, وجلس يتأملُ وجهها البرىء وقد أغمي عليها
فلما طال مكوثه صاح به أخوه حسن : ماذا وجدت يا حسين ؟
قال حسين : إنها تلك الجارية اللعوب ولكنها ليست هي, و ...

يتبع الجزء الأخير

إن شاء الله


رد مع اقتباس