[نبيلة مهدي]

[2 ]

توقفت سابقا عندما وصل الخبر لأهلي...
طبعا أهلي ما صدقوا..! جئتني أمي يومها تسألني.. صحيح أنتي كاتبه شيء و عطيتيه المُدرسة.. هنا أنا استغربت كثيرا كيف وصل لهم الخبر..؟ جاوبتها نعم كاتب بس موضوع من الدروس.. قالت لي يعني ناقلته..؟ قلت لا لا مو ناقلته أخذين درس في الأدب قصيدة عن عمر المختار و كتبت خاطره من تأليفي وبس هنا انهال علي توبيخ بدل ما ذكري دروسك و تكتبين واجباتك تكتبين خرابيط..
طبعا كان هناك قانون في البيت أيام المدرسة كلها للمدرسة و الدراسة وكتب المدرسية ما في كتب أخرى ولا قراءة في أي شيء خارج الدراسة.. لكن أنا لم أكن أطبق ذاك القانون، كنت أشتري المجلات و الكتب و القصص.. كنت أقراهم و بعدها أحطهم تحت لفراش لأنه كان المكان و المخبئ الأمن و السري للكتب المهربة ههههههه..
وفي يوم أنكشف الأمر و آه من ذاك اليوم.. وكان السبب أحدى أخواتي كانت تريد تكتب موضوع و تبحث عنه في المجلات سألتني كان عندي مجلات أو كتب المهم أنا عطيتها و قلت لها لا تشوفهم أمي .. بس أختي لم تكن حريصة مثلي و لم تأخذ الأحطياطات الأمنية الأزمة و صادتها أمي و أخذت المجلة و اعترفت طبعا أختي علي و جئتني أمي و أخذت ما عندي و ضربتني و وبختني و منعت من المصروف لمدة أسبوعين حتى لا أجمع قيمة المجلة هههه
لكني لا أستسلم فحبي للقراءة يدفعني للمغامرات...كنت أثقف نفسي بنفسي.. و أكتب دون علم أحد.. بس صديقاتي لأني كنت أكتب لهم مواضيع التعبير..
و كانت عندي صديقة مقربة كانت دائما أشجعني و ذات يوم طلبت مني أن أنشر ما أكتب في مجلة أو جريدة . أنا ما كنت أفكر بهذا بس هي جعلتني أفكر و قلت نجرب بس لازم أخذ رأي الوالد.. بس كيف أقول لهم وهم لا يعلمون أني أكتب خفت و تردد كثيرا بس تشجيع صديقتي و إصرارها قلت نجرب ونشوف و خبرتهم أني أريد أن أشارك في أحد المجلات أو الجرائد هنا حدثت العواصف و الأعاصير و سؤال ور سؤال من متى تكتبين و من الذي قال لك تنشرين و.. و... وطبعا طلبوا أن يقرؤون ما أكتب حتى يحكموا.. طبعا أنا اخترت أحسن ما عندي ( مقال عندما يختنق القلم / و خاطرة زوايا متكسرة / و خاطرة قيود الزمن) طبعا كان ردهم هذه خرابيط ولا تصلح لنشر و تركِ عنك الخرابيط..
ولم تسلم أوراقي بل مزقت بلا رحمة أمام عيني و منذ ذلك اليوم قطعت وعدا مع نفسي أن لا أريهم أي شيء أكتبه أبدا... و لم أعد أخبر صديقتي بما أكتبه.. كنت أمارس الكتابة بصمت تام و تكتم شديد حتى لا تتعرض أوراقي لتمزيق فما أصعب هذا الشيء لكنه لم يجعلني أتراجع و أترك القلم بل على العكس زادني تحدي و إصرار. كتب قصة لكن للآسف أخذها أخي و لم يرجعها و ضاعت كان أسمها لعبة القدر كانت قصة أفتخر بها كثيرا كتبتها لأخي عندما طُلب منه أن يحضر مشاركة قصة أو أي شيء ليعرضوها في المدرسة في البداية كنت رافضة أن أكتب له لكن إلحاحه علي كتبت له طبعا استغلني و حط أسمه عليها و فازت في المدرسة بس ضاعت ذهبت مع الريح... و منها لم أكتب له شيء.. و لكني كتب قصة اسمها رسالة إلى أخي الراحل و قصة ثانية اسمها نهاية أحلام.. ولم أخبر أحد وذات يوم سألتني صديقتي عن كتاباتي ولما لم أعد أخبرها بما أكتب و أخبرتها بكل شيء و بقصة رسالة إلى أخي الراحل أخذتها و قرأتها و عندما أرجعتها لي كانت مفاجأة فقد كتبتها بالكمبيوتر و طبعتها و غلفتها في المكتبة . أخبرتني أنها أعجبتها كثيرا لهذا قامت بهذا العمل نوع من التشجيع و التقدير لي... و لم تكتفي بهذا بل أخبرتني أنها كانت سترسلها لكاتب تعرفه أحد قريباتها كان يسكن بجوارهم كنت أعرف هذا الكاتب و قرأت له روايات رائعة.. المهم أخذتها مني بعد صراع بين و بينها فأنا كنت خائف و مترددة.. لكن صديقتي أقنعتني و أخذتها لذاك الكاتب و أنا بقيت أعيش القلق و الخوف من ردة فعل أهلي أن وصلهم الخبر...

هنا سأكتفي بهذا و سأكمل إن شاء الله تعالى قريبا.

ريحانة