طاب يومكم أيها الأخلاّء
كم أنا سعيد أن أكون بين هذا الجمع الفصيح الشامخ
أحببت أن أنثر لكم بعض كتاباتي النثرية
من محبكم وتلميذكم الخليل بن أحمد
إبن السابعة عشر من عمره
أتمنى من أساتذتي تقييمها ..
(( شموخُ أنثى ))
تتقاطر الأيام من صنبور الزمان ، وتجري على رحاب جدول التاريخ والماضي ،
فتحبو كطفل أضاع أمه لا يعرف أين يسير ، وفجأة !!
تهمس قطرة من القطرات على أذني قائلة : بما أتيت اليوم يا صاح من جوفي ؟؟ !!
أجبتها متبسما : إنني قد جئت بمألك سلب أحداقي في محياك ،
وها قد وضعت قلمي على سطورك ليسيل من رفيق دربي ألحان الترجمة إلى حوار :
في ليلة داهمة وعلى مسرح السماء ، حيث رقصات كواكبها وأرجوحة القمر !!
الذي يجول شمالا ويمينا ، ويقعد أميرا على عرش مسرحها ..
وهناك على تلك الزاوية ، وإذا بنجمة قد ذبل محياها من أرق الحزن والبكاء !!
أشدني شوقي وقد جذبني للحديث بجانبها !!
وإذا بسؤالي لها : كم من دموع تمورينها على خدين تجلى النور مصراعيهن ، المطليان بأجود سلالات الضياء ،
وأسمى درجات السناء ، فما بال وجهك عابسا قمطريرا وكأنك ارتديت عباءة مدلهمة حجبت رقت سنائك البهي ،
وأسكنت رقصات إطلالتك منذ أن أخلع الستار على مسرح السماء !!
وإذا بصوت يرسم من الأنوثة شموخ ، ومن الرقة حس بليغ ، تهمس شفاهها النديان :
سئمت من حزني وأوجاعي
وفاقت من الأحشاء آهاتي
عشقني المهد وأنا له طاعة
وأوقعني بين غيرتي وحسراتي
لا أشرئب إلا ذاك القمر الذي أعتم سنائي ، وأعمى الكون من محياي !!
كم أنا مسكينة !!
ولدت وأنا طفلة أركض بين فراشاتي !!
آآه من كبوة حالي ، ومأساة عالمي !!
فالكل قد وقع في حب القمر !!
والكل يتردد على مخيلته لوحة القمر !!
أين أنا ؟؟
ومن لي بئرا !! أرويه آهاتي وأملأه أوجاعي ، ليسقيني حنان ، ويواسيني حب ودلالا .
عندها تقشعر قلبي تلطف وتحنان لبرائتها ورقتها ، فتشاطرت كلماتي لتقول لهــــا :
أما والله قد نبض الفؤاد صوتك !!
وأطرب الشعراء حسنك !!
وسطر الكتاب بهائك !!
وامتدح المادحون محياك وإطلالتك !!
فأنت نبراس الظلام ، ولألاً تملئين الساحة السوداء ألوانا .
تشفين المريض من علته !!
وتداوين السقيم من ألم الحب !!
وتسكتين طفل أحن لأمه !!
وكأنك تهمسين له تعال يا صغيري ونم على أحضاني !!
لعل أمك قادمة يا بني .
عجب كيف الصغير يبلى بالهوا ، وما دريت بأن هواه محياكِ !!
فما أكفاكِ حبهم ؟؟ !!
وإذا بالعزيمة من ذاتها السامية : لا يضمأ جوفي إلا وأن أصبح على يوم قمر ،
وأجلس ملك على عرش مسرحنا !!
أريد الجلوس على كرسي العرش !!
أريد سناء القمر بأن يكساني يوما !!
فقد سئمت من دنو هامتي ، وانسابت الأحلام من ذاتي ، وقد طوت صفحاتها ولم تبق إلا هذه الصفحة !!
التي على وشك الإنطواء .
فوالله لا تنطوي إلا وأنطوي قمرا برفقتها !!
وما أن تردد عباراتها ، وإذا بالقمر قادم إلينا !!
والزعامة تجري خلفه كأنه " الدقيانوس " ..
قائلا بصوت الغرور : أماعجب من أنثى تريد زعامة الإمبراطورية الدامسة ،
واللوحة الأولى في مخيلة البشر !!
فما للزعامة إلا الرجولة قائد !!
ولكن ها أنت في نعمة زاهرة يا طفلة السماء ، فأنا كم كنت أحلم بالعودة إلى الصبا ،
لأقطف الورقات من حدائق سعدي ، وأركض خلف الفراشات لألعب بأجنحتها !!
ودعي عنك أمر بالغ المعنى ، ومحال الوصول إليه وأنت في صباك !!
فأنا أظنك قد فقدتي عقلك شيئا فشيئا !!
فسألي التي باتت تحتظننا منذ أن ولدنا ، أمي وأمك السماء !!
وإذا السماء تدنو على ساحة الحوار !!
موجها لها القمر سؤال ، ليكسو السؤال تكبرا وغرورا !!
قائلا : أيتها الأم الموقرة : إن إبنتك النجمة تريد القعود على كرسي ملكي!!
وأنا الذي قد يشرئب جمالي وضيائي كافة الأجناس والكون بأكمله !!
فحين تزيحين ستارك ، أصحو مشع نيرا ، إلا أن تنتهي اللوحة الأخيرة !! ويرفع الستار .
فما قولك بهذا أيتها السماء ؟؟؟
أجابت السيدة السماء قائلة : إنني أعطيت لكل مقام دور يتكافئ مع قدراته وإمكانياته ،
والقمر أحق أن يحتل منصب الشرف ، وقائدا على إمبراطوريتي !!
ودعي عنك أيتها النجمة من هذا الحديث الذي ليس له أي معنى !!
وطفقا يضحكان القمر والسماء سخريا بكلامها !!
وذهبا تاركان دموع الحسرة والألم على مقلة النجمة البريئة !!
والقهر !! كأنه كساء ارتدته حينما طفقا يضحكان سخريا من حديثها !!
وقد قالت لي والحزن يداولها بين حسرة وألم :
أنظر يا سامري ،
أما بصرت مقلتاك على سهم أغرزه القمر والسماء على مشاعري ؟
وها هو الظلم قد ساد على كونتي !!
وفجأة !!