[فهد مبارك]

الشاعر علي المعشني ..

إنه إشكالية شعرية وفكرية تجتاح المكان ، بكل معطياته الشعرية ، يتخذ من العوالم المحيطة به بيئة خصبة تتكىء على مواعيد الصباح والمساء ، لن ننسى له كل ما قدمه للساحة العمانية .. ينثر كل تجليات الحياة بروح صادقة وممكنة لكل الأدباء الذين يمارسون ويشتغلون على كل مواعيد الشعر ، ليس له رفيق إلاّ الشعر .. إنه حالة من حالات المنظومة الشعرية الأدبية العمانية .. اشتغاله مهم على كل مستويات الشعر .. إنه أُطروحة تنظر لمضمون الشعر وتجلياته ، ينثر أبجدياته الشعرية بطريقة ملهمة يبحث عن الجديد ..
إنه متمرد على اللغة بطريقة تتخذ من الممكن والمتاح طرح أبدي ، ويتناول كل معطيات الانثربولوجيا بكل تجردها الانساني ..
ربما لا يعرفه الكثير من هم في الساحة الحالية ، برغم تجلياته ..
مبحثه دائما وأبدا عن المفردة وعن السهو الذي لم يتسنَ لغيره هنا .. كائنه الشعري حرّ ومتمرد على كل خاضع ومستسلم ..
لكل من لم ينتبه لهذا الجمال الذي لم يتسلق يوما على أحد .. حالته خاصة ، خرج من رحم الشعر ومن أجله ، ولم يفتأ أن زرع مواسمه الأبدية لنا .. وتواضعه الشخصي بسط لنا تجربته بكل تجلياتها ..
سماؤه رسمت تعابير العائدين لهذا الوطن .. آلمه كل من تسوق واستغل الشعر .. هامته شعرا وتجسده جرحا قديما في معاناته ..
لم يكن له صديق سوى الشعر كطائر فينيقي مغادر ومرتحل .. إنه روح بلا عنوان .. صدّته كل آهات الزمان وتجاعيد العمر البيولوجي وساعته .. إنه صورٌ من زمن لحظي وذهني ومتاهة رحبت بكل ما هو جديد .. إنه موسيقى الشعوب الجادة تترجم حالات النفوس وارتياحها .. له وتر موجع في نفوس المتيمين شعرا ..
إنه حالة صعبة بكل المقاييس لكل كذاب ..

إنه صدق الحالة الإنسانية ..
أكذوبته الشعرية صدق عذب
إنه لذيذ بشهوات كلماته التي تلمس كل جروح الجمال ، بعيدا عن كل الترهلات المرّة ..

بكل بساطة هذا هو الشاعر علي المعشني .. فلننتبه له كشاعر مفكر ومتجرد من كل مجاملة