عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22-05-2012, 10:28 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...دائماً حينما تدلهِمُّ الخطوبُ-أختي الكريمة أم أفنان...-وتضيقُ سَعَة ُالصدر وتبلغُ القلوبُ الحناجرَ ولم يعُدْ في قوس الصبر منزعٌ..وحينما ننفِضُ أيادينا الصغيرة من رعونةِ الجهدِ والأسباب لأن الأزمة استحكَمَتْ،لمْ يكنْ لقلوبنا التعوبةِ ولا لكياناتِنا الكليلةِ من ملجأ ولامَفَرٍّ إلا استجداء العطفِ والفرَج من صاحب الحمْدِ ذي الطوْل سبحانه جَلَّ وعَــلاَ...

أبياتٌ رقيقة ٌ دامعة ٌ،هي هذه القوافي الحانية-أختي الكريمة-والتي تثيرُ في كوامننا لواعِجَ الرجاء باللجوءِ-تحتَ أستار السحر وبعيداً عن أعين الحادثات-إلى محاريب التذلل،فيخلو القلبُ الخفاقُ بمحبوبه الأعلى،يبثه نجواه وشكواه ويُلقي بأحماله الثقال على أعتاب ساحِه الطهور،فتمتزجُ الفرحة بالدمعةِ وتختلجُ المهجة بالشجن،وتمضي الجبهة المضيئة تتمرغ في تراب العبوديةِ،تستمد المعونة وتستجدي إشراقَة الاستجابة وتأملُ-في يَقينٍ لا تخالطه ريبة ٌ-أن تمتدَّ يَدُ اللهِ الحانيةِ،تمسحُ في دفءٍ وحنانٍ وجيبَ القلب التعوب الذي شاكتـْهُ الكروبُ وجرَّحتـْهُ نائباتُ الزمان وزرعتْ في إيهابه أخاديدَ من جراحٍ لا تندملُ إلا ببلسمه الشافي سبحانه وتعالى...

أبياتٌ رقيقة ٌ،فيها من ألطافِ الرقائق ما لا يعرفه إلا المحبونَ الواصلون بجسر الرجاء للله وفي الله...

أرتلُ-سيدتي الكريمة-نجوَاكِ الجليلة وفي نفسي ترجيعٌ شجِيٌّ لأبياتِ أبي فراس الحمداني ( وهي في الحقيقة أبياتـه من قصيدته البائية التي راحَ يَستعطفُ بها ابنَ عمه الأمير سيف الدولة..وقد رآى الأخلافُ من علمائنا أن هذه الأبيات لا يَليقُ الخطابُ بها إلا لرافع السماء بلا عَمَدٍ،وقد شاعَ بين كثير من أوساطنا الأدبية أنها للسيدة رابعة العدوية،وهذا ليسَ صحيحاً،فهي لأبي فراسٍ يقيناً ) :

فليتكَ تحلــــو والحياة مريرة ٌ ** وليتكَ ترضى والأنامُ غِضابُ
وليت الذي بيني وبينكَ عامرٌ ** وبيـــــني بين العالمين خرابُ
إذا صَحَّ منكَ الودُّ،فالكلُّ هيِّنٌ ** وكُلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ...!!!


أجدُ-سيدتي-ترجيعاً جليلاً بين مفارز المعنيين اللذيْن يَصدران عن المقطوعتيْن،فينصهران في حِسِّي داخلَ بوتقةٍ إيمانيةٍ واحدةٍ من الدعاء والرجاء...

جوزيتِ خيْراً...ودمتِ بيننا غرساً كريماً...
رد مع اقتباس