عرض مشاركة واحدة
  #140  
قديم 02-09-2015, 01:37 AM
الصورة الرمزية سوير
سوير سوير غير متواجد حالياً
أوفياء المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: حيث آنا
المشاركات: 656

اوسمتي

افتراضي

:
فما قصة لقائه لقيصر عظيم الروم ؟
- لقد كان لقاؤه لقيصر في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، وكانت له معه قصةً من روائع القصص ..
- ففي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخّطاب جيشاً لحربِ الروم فيه عبد الله بن حُذافة السهميُّ …وكان قيصر عظيم الروم قد تناهت إليه أخبار جُندِ المسلمين ومايتحلّون به من صدقِ الإيمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس في سبيل الله ورسوله.
- فأمر رِجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يُبقوا عليه ، وأن يأتوه به حياً وشاء الله أن يقع عبد الله بن حُذافة السَّهميُّ أسيرا في أيدي الروم ؛ فحملوه إلى مليكهم وقالوا: إن هذا من أصحابِ محمد السابقين إلى دينِه قد وقع أسيراً في أيدينا ؛ فأتيناك به.
* * *
- نظر ملِكُ الروم طويلاً إلى عبد الله بن حُذافة ، ثمّ بادره قائلاً:
إني أعرض عليك أمراً.
قال: وماهو ؟
فقـال أعرض عليك أن تتنصَّر … فإن فعَلتَ ، خلَّيتُ سبيلَك ، وأكرمتُ مثواك.
فقال الأسيرُ في أنفةٍ وحزمٍ: هَيهاتَ … إن الموت لأحبُّ إليَّ ألف مرّةٍ مما تدعوني إليه.
فقال قيصر: إني لأراك رجُلاً شهماً … فإن أجبتني فيما أعرضُه عليك أشركْتُك أمري وقاسمتك سُلطاني.
فتبسّم الأسير المُكبَّلُ بقيودِه وقال:
والله لو أعطيتني جميع ما تملُك ، وجميع ماملكتهُ العرب على أن أرجع على دين محمدٍ طرفة عينٍ مافعلت.
قال: إذن أقتلك.
قال: أنت وماتريد ، ثم أمر به فصُلِبَ ، وقال لقناصتِه - بالرُّومية -: ارموه قريباً من يديه وهو يعرُض عليه التنصُّر فأبى.
فقال: ارموه قريبا من رجليه ، وهو يعرض عليه مفارقة دينِه فأبى.
عند ذلك أمرهُم أن يكُفُّوا عنه وطلَب إليهم أن يُنزلوه عن خشبة الصلب ، ثم دعا بقدرٍ عظيمةٍ فصُبَّ فيها الزيتُ ورفِعَت على النّار حتى غلت ثم دعى بأسيرين من أسرى المُسلِمين ، فأمر بأحدِهِما أن يُلْقا فيها فأُلقي ، فإذا بلحمه يتفتَّتُ. وإذا عِظامَه تبدو عاريةً …
ثم التفت إلى عبد الله بن حُذافة ودعاه إلى النصرانيّة ، فكان أشدَّ إباءً لها من قبل.
فلما يئس منه ؛ أمر به أن يُلقا في القِدر التي أُلقِيَ فيها صاحباه فلما ُّهِب به دمعت عيناه ، فقال رجالُ قيصر لمَلِكِهم: إنّه قد بكى …
فظَّن أنَّه قد جَزِع وقال ردوه إليَّ.
فلمّا مثُلَ بين يديه عرض عليه النصرانيَّة فأباها.
فقال: ويحُك فما الذي أبكاك إذن ؟!
قال: أبكاني أني قُلتُ في نفسي: تُلقى الآن في هذه القِدر فتذْهَبُ نفسُكَ ، وقد كُنْتُ أشتهي أن يكون لي بعدد مافي جسدي من شعرٍ أَنفُسٌ فتُلقى كلُّها في هذا القِدر في سبيل الله.
فقال الطاغية: هل لك أن تُقَبِّلَ رأسي وأُخلِّي عنك ؟
فقال له عبد الله: وعن جميع أسارى المُسلمين أيضاً.
قال: وعن جميع أسرى المسلمين أيضا.
قال عبد الله: فقُلت في نفسي: عدوٌ من أعداء الله ، أُقبِّلُ رأسه فيُخلِّي عنِّي وعن أسارى المُسلِمين جميعاً ، لا ضيرَ في ذلك عليَّ.
ثُمّ دنا منه وقبَّل رأسَهُ ، فأمَرَ مَلِكُ الرُّوم أن يجمعوا له أسارى المُسلِمين ، وأن يدفعوهم إليه ، فدُفِعوا له.
* * *
- قَدِمَ عبد الله بن حُذافة على عٌمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، وأخْبَرَهُ خَبَرَهُ ؛ فسُرَّ به الفاروق أعظَم السُرور ، ولمّا نظَر إلى الأسرى قال: حقٌّ على كُلِّ مُسلِمٍ أن يُقبِّل رأس عبد الله بن حُذافَة .. وأنا أبدأ بذلك… ثم قام وقبّل رأسه
\
__________________
،
ما لا نَعلمُه " أن الحياة ليست حكرًا على ما نرى... ثمّة حياة لا تُدركهًا أعيُننا
رد مع اقتباس