[فاطمه القمشوعيه]

\



\

عاريا الا من جنون صمت وعزلة الظلام .. ولا شئ غير العدم ..
تتضخم الكآبة في نفسي ويتراكم الفزع، ويتفاقم احساسي بهشاشة الحياة، فيزحف اليآس، وتنهش المخاوف ماتبقى لي من قدرة على التفكير لتدبير أمر غد بغيض قد لا يختلف عن امسي.

\

مرت تلك الليلة بطيءة وحارقة .. لا حد لالام الجسد وصراخ جروح الكلام، ولا نهاية للوجع النفسي بعد ان لامس الحزن القلب وهز البعد الذات، ولم يغمض لي جفن حتى مطلع الفجر.

\

اصبحت ساعات النوم لا تختلف عن ساعات اليقظة .. تاتي مثقلة بالاحلام والكوابيس .. فاذا اغمضت عيني يزحف (جاثوم) على صدري .. يطبق يديه على رقبتي .. يخنقني، ويغدو نومي كالسباحة في بركة طين، أنهض ولا اجد غير الصراخ بصمت والركض بأقصى سرعة في مكاني..

\

وغدا انتظاري، والوقت يمضي متثاقلا ببطء مفرط، لا يختلف عن انتظار المحكوم عليه بالاعدام لساعة تنفيذ حكم الموت فيه .. قد تأتي اليوم او غدا، وقد تاتي على الاطلاق، وايقنت اني هالك لا محالة .. تتعاظم داخلي عبثية الحياة.

\

في فضاء مجدول بصخب هبوب الصحراء وخواء النفس ، ووحشة المكان، زحفت على ذاتي ذكريات ماض مازال صداها يتردد في ذاتي.

\

كنا جسدين في روح .. لكن .. وحدها الاسئلة تتوالد حين تموت الاجوبة قبل ان ترا النور ويتضاءل اليقين، ويغدو التفكير عقيما وضربا من جنون .. فيتولد داخلي احساس مدمر بالعجز ويخيل لي انني ادور في حلقة مفرغة لا سبيل للخروج منها ..

\