[خميس المويتي]

فن الريحاني :

فن الريحاني معروف منذ فترة طويلة عند الشعراء المتمرسين في الشعر
الشعبي ، سريعي البديهه وهو عباره عن توزيع جميع حروف الهجاء على معاني منفردة وقبل إكمال الشرح نورد هذا التوزيع كما وجدناه عند الشعراء المتمكنين في هذا الفن وهو كالتالي :

قصيدة للشاعر هاشل بن عامر الناعبي يتكلم فيها عن قاعدة فن الريحاني بالتفصيل :

الألف رجلن شاجع ضرغامن بطل::ليثن غضفنر ما يهاب الجحافلي

والبا بصل والنرجس يطلع من بصل::غالي وينبه به الفواد الذاهلي

والتا تمر والتمر من جرد النخل::فرض ومطرحي وخنيزي ومبسلي

والثا ثيابن كانت من اول غزل::صنعت كراخين الولاية تشغلي

والجيم جلدن منسلخ منه الجمل ::فهمه الفسر وحفظ كلامي ومثلي

والحا حديدن منتبع منه الجبل :: ذاب الجبل من شدة الشواعلي

والخا خشابن في البحر تمشي بدقل :: يسافرن لعالي والسواحلي

والدال دابه مثل خيلن أو بغل :: يربن على فناقه مثل الجاهلي

والذال ذهبن ضح نوره وشتعل :: على مناحر ربات الخلاخلي

والرا رياحينن تربن في غتل :: فيهن شفا للجسم والمفاصلي

و الزا زجاجن صنعوهن من عمل :: يتداولوهن اصحاب المحافلي

والسين حوتن في البحر ماله محل :: يقصي غبيب البحر عالي وسافلي

والشين شعر الضان لن ساب وسبل :: منه فرااش ويلبسه العبد الولي

والصاد صفرن في الولاية يشتغل :: منه صياني وصحون ومراجلي

والضاد ضفدع في غديره ما يمل :: يصبح يسبح ربه ويمسي يهللي

والطا طيورن صادحه في كل حل :: قمري وحبوكل وهزاز وبلابلي

والظا ظباين سارحه وتدعى همل :: ترعى الخزامى وكل غصنن مايلي

والعين عطرن في الولاية يعتمل :: كافور مع ورد ومغربي وصندلي

والغين غنمن لا ركاب ولا ذلل ::يرعن مقاتن من طش المخايلي

والفا فواكه من الشجر يلي يغل :: تين ومحشى رمان وسفرجلي

والقاف قرية زينوها بالسبل :: ومشيدات قصورها بالجندلي

والكاف كتبن (ع) الرسل ربي نزل :: الحق فيهن دامغن للباطلي

واللام لبن الماعز والباقر مثل :: لذيذ واحلى من شراب السلسلي

والميم غرب بهلا وعن نزوى سأل :: زور الخليلي الإمام العادلي

والنون نجم اللحيمر لي منه الوجل :: حال المسافر فبحور الطواملي

والوا وحوشن حالهن باس وفعـل :: قسّور ورنبال وشبل وحلاحلي

والها حنش في وسط غاره محتصل :: بين الشفايف حتف وسمن قاتلي

واللام الف ثنينه على شور وعقل :: اهل المعاني واصحاب الفضايلي

واليا يواقيتن عنهن مابا بــدل :: تم الفسر بحضور عقلن كاملي

وصلوا على من كسر اصنام الجهل :: بمهنداتن ورماح الذوابلي

وبناءً على القصيدة السابقة نستنتج أن جميع الحروف الهجائية يرمز لها بمدلولات حسية فمثلاً حرف التاء يرمز له بكلمة تمور أو أي كلمة يراد بها التمر ف إذا أورد الشاعر في نظمه كلمة نخلة أكانت من نوع الخنيزي أو الخلاص فهو يريد حرف التاء لأن كلاً من النخلة والخنيزي والخلاص تدل على التمر بشكل عام، وفي مثال آخر حرف الخاء يرمز له بالخشب فأي كلمة يوردها الشاعر في نظمه تدل على الخشب كالابواب أو النوافذ أو السفن أو الألواح فهو يريد بها أصل هذه الأشياء وهو الخشب وهكذا بالنسبة لجميع الحروف حسب التوزيع التالي :

ا آدم/رجل :: ب بصل :: ت تمر :: ث ثياب

ج جلد :: ح حديد:: خ خشب :: د دواب

ذ ذهب :: ر ريحان :: ز زجاج:: س سمك

ش شعر :: ص صفر :: ض ضفادع ::ط طيور

ظ ظبي ::ع عطر :: غ غنم ::ف فواكه

ق قرى :: ك كتب :: ل لبن :: م مدن

ن نجوم ::ه هوامش :: و وحوش :: ي ياقوت


من الملاحظ أن هذا الفن لا يعتمد على الحروف وإنما يعتمد على الكلمات كما أسلفنا فمثلاً قال الشاعر :

عن مرجلن شل المدينه ابّاهره :: وفوق المدينه عطر و رجالن زقر
يلي أريده بالسراعه حضّره :: ولا تنحى عن زملنا واعتذر

أورد الشاعر بعض الكلمات مثل (مرجلن, مدينه, عطر, رجال) فكل كلمه لها معنى حسب الجدول السابق.

فكلمة المرجل : عباره عن قدر من النحاس الأصفر ويسمى عند العمانيين بالصفر فنأخذ منه حرف الصاد.
وكلمة المدينه : مفرد مدن وحسب الجدول نأخذ منها حرف الميم.
وكلمة عطر : مفرد عطور وحسب الجدول نأخذ منها حرف العين.
وكلمة رجال : أي آدمي وحسب الجدول نأخذ منها حرف الألف.

وهكذا ندرك أن الشاعر أراد من صاحبه (صمعا) وهي بندقية من الأسلحة التقليدية العمانية.