[طلال النوتكي]

ملأتُ جِرارَ القلبِ شعراً منمقا
يفيضُ إذا مزن العواطف أبرقا

يحيل يَبَاسَ الأرضِ نهراً بروضةٍ
ويلفِي ذبولَ الغُصنِ زهراً معلَّقا

معانيهِ أنّى شئت تهديك صورةً
جماليَّة يغدوا لها الصمت منطقا

تغطيك أمواه الخيال بدفئها
فتصبح في ماء الجمال مغرَّقا

بريق قوافيها شموسٌ منيرةٌ
تمدُّ شعاع النور خيطاً مرققا

لتنسج للمعنى جمالاً ورقةً
وتجعله كالشمس بالنور مشرقا

تحالفت والأوزانَ للعيش إخوةً
فهيهات أن نرضى بأن نتفرقا

نغوص معاً بحر الخيال لقاعه
نصيد جمال الحرف دراً معتقا

يلف كلينا ثوبُ كبرٍ مطرزٌ
بعقدٍ من الإخلاصِ والجودِ والتقى

كلانا إذا ناب الرفيقَ ملمةٌ
يبيت على جمر المواجع مطرقا

خَبِرتُ رفاقَ العمر ، والله لم أجد
من الشعر أوفى أو من الشعر أصدقا

فحُقَ لقلبٍ أعلن الشعرَ خلَّه
يباهي إذا غصنُ المحبةِ أورقا

وعار على من أنفق العمر كلَّه
يمنُّ على الأشعار فيما تصدقا

فيا شعر طِبْ نفساَ فإني كما ترى
وفيٌّ ولو قلبي بنارك أحرقا

وما زلتَ ريحَ السبق تحمل خافقي
لدرب المعالي كي أفوز وأسبقا

فهات حبال الحبّ كيما أشدَها
لأجعلها بيني وبينك أوثقا

وسخِّر لقلبي دفقة الشعر أنهراَ
لتجعل نبض القلب بالشعر أخفقا

وبارك جرار الشعر يا شعر إنني
للثم جرار الشعر قد صرت تائقا


طلال النوتكي
10-2-2010