[كمال عميره]

بداية اعذروني...........قراء ومشرفين.....
أحب دوما ان اغوص في ثنايا ذلك النموذج الباهر الذي انجبته البشريه.....وحق لها ان تفتخر به..................
برايي..................لا يوجد نموذج اكثر إبهارا وروعة...من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وانا إذ أبث هنا عطر هذا الصفاء.............فهو مجرد تذكرة..........بقيم النبل........وسمو الأعماق...............التي كان عليها هؤلاء الرجال...
" في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه....جاء ثلاثة اشخاص ممسكين بشاب وقالوا يا امير المؤمنين...نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل....فقد قتل والدنا..
قال له عمر..لماذا قتلته؟
قال الرجل...إني راعي إبل وماعز....وأحد جمالي أكل شجرة من أرض ابوهم....فضربه ابوهم بحجر فمات....فأمسكت نفس الحجر وضربت ابوهم فمات...
قال عمر...إذا ساقيم عليك الحدّ..
قال الرجل...أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزا...أنا وأخي الصغير...فإذا قتلتني ضاع الكنز...وضاع أخي من بعدي...
فقال عمر...ومن يضمنك..؟؟
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال....هذا الرجل...
فقال عمر...يا ابا ذر هل تضمن هذا الرجل..؟؟
فقال أبو ذر.....نعم يا امير المؤمنين...
فقال عمر....إنك لا تعرفه يا أبا ذر....وإن هرب اقمت عليك الحدّ...
فقال ابو ذر....أنا أضمنه يا امير المؤمنين...
ورحل الرجل.....ومرّ اليوم الاول.....والثاني ...والثالث...
وكل الناس كانت قلقة على ابو ذر حتى لا يقام عليه الحدّ.....
وقبل صلاة المغرب...بقليل...جاء الرجل يلهث....وقد إشتّد عليه التعب...والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين....
قال الرجل....لقدسلّمت الكنز وأخي لاخواله....وأنا الآن تحت يدك لتقيم علي الحدّ....
فأستغرب عمر وقال للرجل...ما الذي أرجعك....كان يمكنك أن تهرب...
فقال الرجل............خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد بين الناس...
فسأل عمر ابو ذر...لمذا ضمنته..؟
فقال ابو ذر...خشيت ان يقال...لقد ذهب الخير من الناس...
فتأثر ابناء القتيل............فقالوا....لقد عفونا عنه يا امير المؤمنين.....
فقال عمر لماذا.......؟
فقالوا.....نخشى أن يقال ..لقد ذهب العفو من الناس..."
وأما أنا فإنني اكتبها هنا............كي لا يقال.....ذهبت دعوة الخير من الناس...
أرايتم..................اي نوع من الرجال كانوا.................؟؟
أتساءل احيانا بكل حرقة الاسئله................أحقا عاش هؤلاء النبلاء.............في هذه الأرض.................وكيف سيكون مصير البشرية..............لو عادوا للحياة من جديد..............بكل هذا السمو فيهم....................وكيف سيكون العالم..............لو فقط أعدنا ولو جزءا يسيرا من طهرهم..................كي يستقسيم أمر الحياة............وتتذوق البشرية جمعاء...................حلاوة مكارم الاخلاق....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكم ان تدلوا بكل أريج أرواحكم هنا.................على الاقل إنه نوع من الحنين الذي لا تنطفئ جذوته.................حتى يرث الله الأرض ومن عليها...