[فاطمة الكعبي]

دائماً ما أتابع حواراتكم هنا..
ولكنني تعودت الصمت حيال الكثير من الأشياء، لأنني أؤمن كثيراً بقيمة أن (السكوت من ذهب)، إذا كان الكلام لا يضيف شيئاً، لأن الكثير من الحوارات التي تطرح، ليس في منتديات السلطنة الأدبية فحسب إنما في أماكن أخرى أيضاً، لا تكون سوى حوارات عقيمة، تدور حول نقطة واحدة لتنتهي إليها قبل أن تخرج منها، ومن أجل هذا حوارارتنا لا تزيدنا إلا تعقيداً، ولا تزيدنا إلا غضاضة، في حين أنها لا تعالج الإشكالية المطروحة بالصورة التي يجب، مع أن هناك الكثير من القضايا التي تطرح ذات أهمية بالغة...ولكن ربما.. أقول ربما..نحتاج إلى وعي أكبر، وأنا من هؤلاء الذين يحتاجون إليه قبل أن تحتاجوا إليه أنتم..

عذراً على صراحتي،وكأنني خرجت عن موضوع مختار قليلاً، لذلك سأعود إلى صلب الموضوع، " كدي يا سبالة واكلي يا غزالة"، مثل يمتد إلى عمق الحقيقة ليغرس جذوره في تربة الموروث الذي لا نستطيع التملص منه، خصوصاً ما إذا كان هذا الموروث يأخذنا إلى حيث نحن الآن، يغرسنا في تربة الحاضر، كي نسقطه على واقعنا الملموس.

قلت يا مختار:

صدقوني هناك أشياء تجري في ساحتنا تشبه هذي القصة المؤلمة..

فأي ساحة تقصد..هل الساحة الشعرية؟؟ أم الساحة الأدبية بشكل عام؟؟ أم ساحة الحياة بما فيها؟؟
كان يجب عليك التحديد يا شاعر السماوات حتى لا تجعلنا نحتار كثيراً فيما ترمي إليه..

ولكن بما أنك شاعر، فـ أعتقد بأنك تقصد الساحة الشعرية، وتقصد شيئاً بعينه في هذه الساحة، لأقول لك لا تستاء كثيراً يا مختار، وأنتم أيضاً يا من تتابعون هذا الحوار ابعدوا عن الاستياء قليلاً، وتأكدوا بأن هذه (السبالة)- طبعا كما يقول المثل ليس أنا- أوفر حظاً من (الغزالة)، لأن لديها الرغبة في المحاولة، ولديها الإصرار والعزيمة، لذلك فإنها تستطيع الوقوف في وجه التيار، حتى وإن كان معاكساً، ولكن (الغزالة) هي المسكينة هنا لأنها ستجوع يوماً ولن تجد من يسد جوعها لأنها ارتضت لنفسها أن تعيش على مبدأ (الإتكالية)، والعيش من تعب الآخرين.


لكم ودي
............
فاطمة الكعبي.