[فهد مبارك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمود الحجري

فهد

نص الشاعر علي الراسبي ، يحمل اسم " يناير الأسود " ولكنه يتغنى في حقيقة الأمر ، بصورة ضمنية ، وبضدية جميلة ، بـ " يناير أبيض " ، تطايرت حماماته ، في سماء مسقط العامرة .
يناير علي الراسبي ، الأسود ، وأسميه ، ضمنا ، يناير الأبيض ، من خضم المجزرة والحقد الدفين والعويل والندب والبكاء ، يأتي .
يشعل قمره الخاص ، يناير الوطن السعيد ، يناير الشعر .
جعل ينفث السواد ، من كل الاتجاهات ، أطفأ كل الأنوار والنجوم ، وتركنا نسبح في ظلمات لا متناهية ، ونستحضر أوجاعا دفينة ، ونندب أندلسا ذاهبة ، وفردوسا مفقودة :
ينايرها يجر " الاوف " من قلب ٍ ملاه أكدار
يطل " الخوف " لا مرت مشاهد من ينايرها
وداع زنجبار الحب واحنا في فمك أشعار
ترددها مداهيلك وتصدح في ضمايرها
وداعا والأسى يسكن ليالي ملّت الأسفار
حفر ضيق العيون فـ ذاتنا صورة عبايرها
ليطلع علينا ببدره البهي ، باستدارته الفاتنة ، وتوهجه البديع ، وصفائه المنساب فرحا وزهوا واعتدادا :
عمان اللي لها التاريخ صفق مفخرة وابهار
بلاد ٍ لقمتنا العز من نبقى حن بصايرها
عمان السلطنة العظمى بلاد ٍ أرضها أنوار
عزانا السيل يتذكر دروب كان سايرها

لعبة مسرحية وظفها بمهارة ، حيث أطفأ كل الأنوار ، ليعاود إشعالها من جديد على اللوحة الأخيرة ، لوحة عمان السلطنة العظمى ، في حركة إخراجية متقنة :
ابا اصعد شرفة التاريخ وارمي للزمان أزهار
شعــــــاع امجادنا شقق لياليك وستايرها

شكرا على تسليط الضوء

شكرا لك حمود ..

تلك قراءة موضوعية بعيدة عن الفنيات ولكنها أخذت الجانب الموضوعي الذي تم توظيفه بطريقة نفسية شعورية تتحرك ضمن التراكم المختزل في الذاكرة الجمعية الجامحة نحو النصر ..

والنصّ فنيا رائع وتوظيفاته أروع ولكنني أقول هذه قراءة وتلك قراءة