[يزيد فاضلي]

...المسجدُ-كما يعلم الجميعُ-قلبُ المجتمع الإسلامي وملتقى المؤمنين بالغدو والآصال،وهو-إلى جانب كونه مكاناً للعبادة وإقامةِ الشعائر-مؤسسة ربانية توجهُ مسَارَ المجتمع ككل إلى خيْر العباد والبلاد،ولا يختلف اثنان أبداً في أن المسجدَ بصرف النظر عن مكان وجوده في المدينة أو الريف-أو في أي مكان- مظهرٌ حضاريٌّ لسمْتِ النظافةِ والنصاعةِ والنقاء لأن العبادة المسجدية تقوم ابتداءً على الطهارة الحسية والمعنويةِ معاً...

وإنه-أخي الحبيب محمد سالم-لأمْرٌ عُجابٌ أن تقومَ في جنبَاتِ المجتمع الإسلامي مرافقُ عامة على نظافةِ المكان،ويَحْرصُ أصحابُها على ذلكَ-دِعاية ًوتشهيراً بها-بينما تبقى بعضُ مساجدنا تجأرُ إلى الله من سوءِ ما اعترى صحْنها وبَهْوَها ومطاهرها ومسارب الصرف الصحي فيها..!!

يبدو لي-أخي-أن الإشارة الكريمة التي ذكَرَها أخونا الحبيب الشاعر كمال عميرة فيها من استدراكِ الأمر ما قدْ يَجدُ فيه العقلاءُ حَلاًّ لحين أن تتلفتَ الوزارة الوصية ( وزارة الأوقاف ) للأمر على أصول المعالجة...

نعمْ..فلديْنا-ولله الحمد-هنا في الجزائر ما أقرته الوزارة وقننته وصارَ يُعرَفُ عندنا بـ ( لجان المساجد ) وهي هيئة تنبثقُ بالشورى والتراضي والاختيار الحُر من أهل الحي المشهود لهم بالخيْر والصلاح الذين يتواجدُ المسجدُ فيهم،ويتم ذلكَ بإشراف الإمام وبتنسيق من نظارة الأوقاف..ومهمتها الأساسية هي متابعة كل ما من شأنٍ أو أمر يَخُصُّ المسجدَ ومرافقه وأوقافه..ويبدو لي-وقد جبتُ ولاياتٍ-محافظاتٍ-كثيرة في شمال بلدي وجنوبه أن فكرة لجان المساجد هذه أتتْ أكلـَها في أغلب مساجد القطر...

عهدي بشعب السلطنة الحبيبة أنه شعبٌ مَسجديٌّ من الطراز الأول،وإن شاء الله مثل هذه المظاهر ستغدو هناتٍ عابرة بشيءٍ من الوعي الجماعي والتحسيس المستمر بضرورة الالتفات لهذه المسألة الهامة...

هيأ الله لمساجدنا جميعاً من أمر أهلِها رَشـَداً وصَــلاَحاً وخيْراً....وشكرَ اللهُ لكل مَنْ أدلى بنصيحته ورأيه...

فقط..أستميحُ أخانا كمال عميرة عُذراً إن صححتُ التأصيلَ في الأثر الشرعي الذي أورده في تعليقه الكريم،فيبدو لي أنه سقط من قلمه بسَهْوٍ غيْر مقصودٍ فنسبَ الآية الكريمة لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم،والحقيقة أنها ليستْ حديثاً نبويًّا وإنما هي كلامُ الله تعالى في القرآن الكريم ؛ الآية الكريمة المشهورة ( 31 ) من سورة الأعراف : (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))...