/.. أميرتي الصغيرةْ ..
إعذريني على تحريكِ أصابعي .. فالكلماتُ عالقةُ الشوقِ في حنجرتي .. وصوتي يذبلْ .. وأنتِ شديدةُ القربِ في كلِ أوردتي النائيةِ التي يسيرُ فيها ياءُ ندائي إياكِ ليعودَ بعدَ إرتطامهِ بالخذلانِ الأولِ إلى حيثُ وُلدَ النبضُ الأولْ .. أنا عيني باتت لا تنظرْ .. فكلُ قزحياتِ الألوانِ يمتصها عتيمُ غيابكِ ..
أميرتِيي لو تُخبريني .. في أيِّ بقعةٍ منْ الحياةِ يشرقُ عليها وجهكِ ؟؟
وإلى أي أوطانِ الإصغاءِ هاجرَ صوتكِ ؟؟ وأيُّ الزهورِ بات اليومَ يحملُ رائحةَ عطركِ؟؟
الصبرُ يا أميرتي في جحيمِ الذكرى يُنبتُ إبتسامةَ الزقومِ في عنقِ الأحلامْ .. وأنا المصابُ في الإنتظارِ الأعمى بحلمٍ أعرجٍ حملتهُ السماءُ عنْ حقلِ عمرنا القصيرِ عنْ بلوغِ الغيمْ ..
أتعلمينَ أميرتِي .. فقطْ لو تعلمينَ أن بذورَ الأحلامِ كلها ما عادتْ تصلُحُ للغراسِ في بائسِ أرضي .. والسماءُ كلُ السماءِ مهما منْ مائها أغدقتْ لنْ تملكَ يوماً أنْ ترْوِيَ يائسَ تُربتي .. فكلُ الأشياءِ الجديرةِ بالحصادِ لن يكون لها تاريخُ ميلادْ ..
كلُ الأشياء أميرتي .. ستبقى تأتي فقطْ .. في طَوْرِ المماتْ .!!
|