عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-12-2014, 06:07 PM
الصورة الرمزية almushtaq
almushtaq almushtaq غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: في قلب من يحبني
المشاركات: 25
Post رائحـةُ احترآق ,,!

مدخـل :
نشتـاق ..
لأن الشوق هو الحرفة الوحيدة التي نجيدهـا
والشيء الوحيد الذي لا ينضب ..!
ولأنه لا يحتـآح إلى خبرة سآبقة في الحيـآة أو دليل مصوّر يشرح لك كيف تمـارسه
ولأنه الجريمة الكـآملة التي ترتكب ولا يحـاسب عليهـا القآنون
فـ المجرمُ ضمير مستتر لا يمكنك الإبلآغ عنه ، والضحية هو أنت ..!
نشتـآق ..
لأننا لا نملكُ خيـآراً آخر للهرب منه ..
فـ الشوقُ نحمله معـنا كـ جواز سفر أو تأشيرة مرور !
كـ ألمٍ في البطن أو كـ رشحٍ يسلبك إستقـامتك ..!!





إحتـرآق ..!
كانت تسترق الوقت ليلاً لتهرب من ضجيج المتكومين معها
من عآداتهم الغريبة
وتفآصيل حكآياتهم التي ملّت من تكرارها كلما أسلمت سمعها لهم لتيمم وجهها باتجاه ركن أمين لا ضوضاء فيه
لتطفيء الأنوار الإصطنـآعية و" تُـشعلني أنـا " ..!
\
كآنت تفنيني حرقـاً لتنير ما حلِك من عمرهـا
وما أظلم به قلبها من حنين
كنتُ بالنسبة لها شمعةً عطرية ..!
كآنت تستمتع بإحرآقي ، وأصطبر على ألمي الذي يقتلني شيئـاً فـ شيء
كآنت تردد تعآويذ المسآء على وهج إشتعـآلي تماماً كما يفعل أهل الآرثوذكسية
وكانت تقرأ قُصصـاً خرآفية أنها ستحب ذآت يومٍ رجلاً لم يخلق من طين
رجلاً يكون حضوره مليئـاً بالحقِ واليقين
كانت تقلّب صفحآت روآيتها ، وكنتُ أقلب وهجي ليسقط ما يذوب مني بعيداً عنها
كنتُ أحاول أن أنير ظلآمها من دون رآئحة احترآق
وكانت تحب أن تواصل القراءة حتى أشارف على الهلاك ..
ومن ثم ودونما عناء يذكر تطلق من بين شفتيها نسمة خفيفة لتطفيء ما بقي مني ..!
"هناك بشر يفضلون أن يمنحوك الموت الرحيم ..
أن يشاهدوك تموت شيئا ف شيء ..
وقبل أن تلفظ آخر نفس لديك يصوبون عليك برصاصة الرحمة ..!"
\
كان موعدي معها يتجدد كل ليلة ..
امرأة تقرأ في جو فقير بالضوء تماماً ك فقري من الأحلام هذه الأيآم ..!
امرأة تعيد في كل مرة تفتح روايتها فتح قلبي ..
تجعلني أتسمر قريباً منها باستقامة تتضائل شيئاً ف شيء
وكانت تصب على محيطي عطوراً زيتية ..
ربما لتخفي رائحة احتراقي وأثــار جريمتها ..!
امرأة تهديني رحيـل الأموات .. هاديء ولكنه معطـر
ورحيـل البسطـآء .. دون إعلانٍ ولا مراسيم تُذكـر ..!
رحيلاً لا يُشيـّـع فيه إلا الحضور المنتهي ، والوصـايا التي لن تُـقرأ
امرأة تجعـل ولادتي وموتي في قمة التناقض
فـ هي تلدني بـ عودِ كبريتٍ وتقتلني ب نفخة هادئة ..!
\\


مخــرج ,,
الرحيل كـ الموت تماماً ..
كلاهما يغيّب الروح التي نتنفسها والرغبة التي نمتلكها للبقاء
وكلاهما نشيع فيه أحلامنا وأمالنا الصغيرة ونعقد عزاءاً مع القلب يطول حيناً ويطول حزناً ...


هناك من يمتهنون الرحيل والغياب ...
ولا يكترثون كيف سيكون حالنا بعد رحيلهم ..!
وهل ستنمو البسمات على شفاهنا بعد رحيلهم أم ستبقى وجوهنا أرضاً قاحلةً لا حياة فيها
وهل ستمتلك قلوبنا تلك الرغبة في النبض والخفقان أم أنها ستستقيل هي الاخرى وتُسقطنا جثثاً لا حراك لها ..!