عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 13-05-2013, 10:51 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية


أبو البنات السبع

الجزء الخامس عشر


ولجأوا إلى قمرات سفنهم (غُرف القيادة) وأختبئوا فيها خُذلان وجُبنا
وتقاذفت الأمواجُ السُفنَ السبع, ودفعتها الماية (التيارات المائية) والرياح
في إتجاهات شتى طوال الليل, ومع طلوع النهارُ, وبعد سكون العاصفة
كانت السُفن السبع, قد تفرّق شملها, وتبدد جمعها, وعندما أضحت الشمس
أدخل ساعِدة سفينته إلى خليج صغير, وهناك قام بترميمها, ثم إنتظر لم الشمل
أما سعيد و سعد و سعود و سعدان فقد تمُكنوا من مواصلة الرِحلة إلى الشرق
بعد ان تجاوزوا العاصفة بسلام, فوصلوا إلى بندر سيراف في بلاد فارس
وذلك بعد إثنتى عشر يوم من الإبحار, وهناك وجدوا أنَّ المُلكَ
صار في يدِ رجلٍ ظالم, يُدعى علي بن بدرى نسبة إلى أمه, فأستولى على سُفنِهم
وزج بهم في غياهب السجون, وكان هذا دأبه مع السفن التي تصل إلى بندر"سيراف"
أما سفينة البنات فقد مرّت بها العاصفة قبل أن يستفحل أمرها, ويشتد خطرها, فدفعتها
الرياح إلى الأمام بسرعة عظيمة, بينما كان الجان الصالح يوجه دفتها بأمان وسلامة
فسُرت البنات, وأوصلتهنَّ الرياح إلى جزيرة نائية, تسمى "سرنديب" و لكنهن حظين
بإستقبالٍ فاتر من قبل التجار, وقيل لهن : إن هذه الجزيرة قد تعرّضت للسطو
المسلح من قبل القراصنة البوذيين , فقتلوا ونهبوا وخربوا فأفلس تجار الجزيرة
وأنه بإمكانهن حمل بضاعتهن, على الحمير والبغال, إلى المناطق الجبلية
وأن أهالي الجبال بحاجة ماسة إلى بِضاعتهن, حيث كانت حمولة سفينتهن ملحا أجاجا
لذلك وحين وصلت البنات بمرافقة الأدلاء والمترجمين إلى تلك القرية الجبلية
فرح القرويون بقدومهن, وذبحوا الذبائح, وأقاموا الولائم والمأدب وشروا بضاعتهن
مقايضيين الملح مقابل اللحم المُقدد, وجواني (أكياس واسعة) الرز والعدس والبُرّ والشعير
أقامت البنات السبع ومرافقيهنَّ ثلاثة أيام في ضيافة القرويين, ثم عادوا إلى البندر
فوجدن الحراس المكلفين برعاية سفينتهنَّ, قد قاموا بترميمها, وحمل الماء اليها
فشكرنهم وقدَّمن لهم المزيد من الجوائز والهبات
ثم حمَّلوا البضاعة الجبلية إلى الخنَّ(بطن السفينة)
وبعد أيامٍ خمس قضتها سفينة البنات في جزيرة سرنديب
(سيرلانكا) عزمنَ على مواصلة رحلتهن
ومقصدهن الوصول إلى ميناء الزيتون في الصين
ومرادهن شراء كميات كبيرة من الأدوات الحديدية و الفخار الصيني و الحرير
والحديد الملون، والديباج, والدار صيني, ثم العودة بها إلى أرض الوطن
حيث بإمكانهن جنيَ الأرباح المضاعفة من بيع هذه المواد المرغوبة في مدينتهن
فنشرن أشرعة السفينة التي أشترينها من جزيرة سرنديب وأنطلقنا بحول الله
لكنَّها المرة الأولى التي تسافر فيها البنات, لذلك فقد عُدنا بسفينتهن إلى الغرب
وهنَّ لا يُركنَ ذلك
كان سعدون و سعدي قد ربَطا سفينتيهما معا, بحبالٍ متينة قبل هبوب العاصفةِ لكي لا تفتِرقا
فظلَّت سفينتاهما متجاورتان, ومترابطتان, وعندما إشتدَّت العاصفة إنقطعت الحبال فجأة
فأندفعت السفينة المتقدِمة بسرعة إلى الأمام, وتراجعت السفينة الخلفية بقوة وعنفٍ
حتى غاصت مؤخرتها في البحر, فصاح بحارتها, وبكوا وضجّوا, ورفعوا أكّف الدعاء
وأمرهم النوخّذة بالتوجه إلى مقدمة السفينة, حتى تتوازن وتعتدل, ولكن السفينة كانت تغرق
فقفز الناس إلى الماء, وتمسّكوا بما طفى إليهم من الواح, وقِرب وتشبثوا وتعلَّقوا بها
ثم إن سعدي وبحارته إنتبهوا لغرق سفينة سعدون فأداروا الدفّة عاجِلا
وعادوا من فورهم حتى وصلوا إلى الغرقى, وألقوا إليهم بالحبال والقوارب
وأصعدوهم إلى ظهر السفينة, فزادت حمولتها وثقُلت وتمايلت وأضطروا إلى
رمي بعض البِضاعة في البحر, لكي لا تغرق سفينتهم أيضا, ثم أبحروا مضطرِبين
وبعد أيامٍ ثلاثة كانت موؤنتهم قد نفِذت, فأقتاتوا على ما يصطادون من أسماك
وشرِبوا من مياه البحر المالحة, فأصابت مُعظمهم الصفراء وأيئسوا من النجاة
وفيما هم في نكبتهم, لمح بعضهم سفينة البنات السبع تتقّدمُ بإتجاههم

يتبع

إن شاء الله

رد مع اقتباس