[زهرة السوسن]

هذه القصيدة تحكي عن معاناة حقيقية مع خادمة هندية، أكاد أجزم أن بها لوثة عقلية، عاشت معنا خمسة شهور، كانها خمس سنوات، عفا الله عنا وعنها.

في الدار عندي لو دريتم عقربُ

...........................خلفي تسير دائما تتعقبُ

حمقاءُ خرقاءُ تثير حفيظتي

............................شر أتانا كلّ يوم مقلبُ

تبدي البراءة والسذاجة ويحها

.......................وتسر أمرا، حينما تتقربُ

أوحي إليها أنني سأقيلها

.......................فتضج باكية تنوح وتندب

مهلا علي فإن فقريَ مدقع

....................لي صبية أخشى لئلا يعطبوا

تجري وراء عيالنا، إن أذنبوا

...............لا تنثني عن زجرهم، بل تضرب

فأغضّ طرفي قربة من ربنا

....................أخلي لها الدار، كأني أهرب

تثني على أعمالها إن أنجزت

....................وتقول حسبي أنني الأنسب

فإذا كشفت عيوبها وقصورها

....................لاذت بمكر شائن هي ثعلب

أما إذا صنعت طعاما عافه

......................أبناؤنا، أحشاؤهم تتلهّب

في معظم الأوقات إن طعامنا

..................بالزيت محفوف، به متشرب

أعيت فؤادي إن نصحت فإنها

...................لا تستجيب، كأنني لا أطلب

كم أفسدت من صالح في منزلي

................كم أتلفت، كم كسرت لا تشعب

تأتي إلى التلفاز تُسْلي نفسها

.....................وتظل عاكفة ونحن نرتب

نامي وقومي في الصباح نشيطة

....................قالت سأبقى حلْقتي أترقب

تخشى النحافة أن تلم بقدها

................فتجد في طلب الطعام وتَنْصب

ظني بها كجرادة، إذ تسرع

....................إذ تكثر في أكلها، لا تتعب

جاءت إلي بكل سقم ليتها

.................تنأى عن الدار تزول وتغرب

أم عمر