[أبو المؤيد]

هؤلاء نحن

.... مفسدين.. جاحدين، هكذا قالوا عنا هناك في مسيرات الولاء و"النفاق"، تلك المسيرات التي ضمت بين أعضائها الأغنياء وأصحاب النفوذ والمغرر بهم، فوفرت لهم الصور واللافتات ورافقهم الإعلام، وسخرت لهم كل الإمكانيات وذللت العقبات، أما نحن بهذا الاعتصام تقطع عنا الكهرباء ونسب من قبل السفهاء، أهكذا نكافأ؟!، أهكذا يجازوننا.. بالنكران والجحود؟!، كان من الأولى بهم أن يقبلوا جباهنا ورؤوسنا على ما فعلناه لهم ولأهلهم، فلولانا لما تغيرت الأوضاع التي هم لها الآن يصفقون ويهللون، لولا دماء شهدائنا وكفاحنا وإصرارنا وصبر المسجونين ما نالوا شيء مما يرجون.

هذا تعريف لنا.. لكل عُماننا وأهلها الطيبين، أننا بهذا الاعتصام مسالمون لا تحركنا السياسات ولا أموال الحاقدين، أننا عفويين لا مغرضين ولا فوضويين، اعتصمنا لأننا لحقوقكم قبل حقوقنا مطالبين، ولأجل تحقيق مطامح الشعب صامدون، لا ترهبنا البنادق ولا القيود، ولا خراطيم الماء الساخن ولا مسيلات الدموع، تبح حناجرنا.. نلتحف السماء.. نجوع.. نهدد.. لكننا غير مبالون، لأننا في طريق العزة سائرون، تركنا البيوت.. هجرنا الملاعب.. فارقنا الأحباب.. اعتصمنا.. فقط لأننا نؤمن بأن الله لن يردنا خائبين، سنظل معتصمين.. مكافحين.. ليس لنيل مطالبنا ومطالبكم فقط بل لأننا أولاً وأخيرً نحب عُمان وسلطانها الكريم.

ستأتي في يوم من الأيام أجيال تتحدث عن شباب نذروا أنفسهم للإصلاح والتغيير ووقف الفساد اعتصموا بـ "بدوار الإصلاح"، ساعتها من يدري هل نكون من الأحياء أو من الميتين.