الموضوع: فساد الأذواق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-07-2016, 01:18 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي فساد الأذواق

من الملاحظ أيها الإخوة الكرام، أن معظم ما يحدث من تغييرات في حياة الناس، ينحدر بنا من مدارج الرقي، إلى مدارك التردي، ومن الأمثلة على ذلك، أغاني الأفراح في حفلات الزواج، والتي يندى لبعضها الجبين، وكأن الإنسان بدأ يفقد حاسة الذوق السليم، الذي يظهر جليا في نوعية هذه الأغاني، التي تصل بنا أحيانا إلى درجة التقزز، والاستهجان، وللأسف الشديد تجد لها سوقا رائجة بين كل فئات المجتمع، فأي أغنية هذه التي تقول: دقني وشبعني ضرب بالخيزرانه...إلخ وهنا أقف بكم عند هذا المشهد الجليل، مشهد طفلة في الخامسة من عمرها، وأمام خيمة العرس، تقول لأمها لاأريد هذه الأغنية؛ لأنها لا تعجبني، وتقصد الأذان، وتلح على الأم أن تسمع أغنيتها المفضلة: دقني.
وتستمر المأساة في عرس آخر، فهنا أغنية أخرى، شر من الأولى، ألا وهي: ماتت السمكة، وا فضيحتنا، مات الشعري، ماتت الصالة، وا فضيحتنا، وليته قال: مات الذوق العام، وقبر حيا.
وفي عرس آخر، كانت الأغنية: عن الخضار، ولم يترك شيئا من الخضار لم يبين محاسنه( الخيار-الباذنجان- الجزر- الباميا...إلخ) كان موضوع الأغنية جميلا ومرحا، ولكن لكل مقام مقال، فمكانها سوق الخضار حتى تؤتي ثمارها، وليس خيمة العرس.
وبعض الأعراس تشيع فيها أغنية: إنتي عايزه واحد= يكون دمه بارد
وقد انتشرت بين الصغار والكبار انتشار النار في الهشيم، ومن الطرائف، أن نجد طفلة في الثالثة من العمر، تتزحلق على الزحلوقة في أحد المتنزهات، وهي تغني بإتقان شديد، وحفظ عن ظهر قلب، أغنية: إنتي عايزة واحد يكون دمه بارد، على الرغم من صعوبة اللهجة التي جاءت عليها الأغنية.
وغير ذلك كثير، وما خفي كان أعظم، ناهيك عن التفاعل العجيب والرهيب مع هذه الأغنيات من الفتيات اليافعات، نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 18-07-2016 الساعة 01:27 AM
رد مع اقتباس