عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2010, 09:35 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي سلسلة وقواقيات ج3

هناك حيث السكون بجزيرة الأحلام، ينعم المواطن والزائر والمقيم على حد سوء بنعمة الأمان، لا يخافون ولا يعكر صفو حياتهم شيء أبداً، ففي الجزيرة جهاز أمن يحافظ على الأمن والاستقرار، جهاز شعاره السهر على راحة الجميع والحرص على حمايتهم، أنه جهاز "الشرطة".

"الشرطة في خدمة الشعب"، عبارة رنانة كنا ولازلنا نسمعها في وسائل الإعلام، وكانت واقعً نلمسه في حياتنا اليومية ولكن ومع مرور الأيام بدأ هذا الشعار يخفت شيء فشيء ويأخذ منحنى أخر غير الذي أعتدنا عليه، لقد صار جهاز الشرطة يفتقر للخبرات بين عناصره، فالمنتسبين الجدد لهذا الجهاز يعملون وكأنهم "روبوتات" صممت للعمل على حسب البرمجة التي أدخلت فيها من دون الأخذ بالظروف والأسباب وخصوصاً "شرطة المرور"، إذ أن دور رجال الشرطة دور توجيهي قبل أن يكون دوراً عقابياً، وهكذا كان رجال الشرطة القدامى "موجهين"، أما في أيامنا هذه فلا نرى هذا الدور وكل ما نلمسه من الشرطي في حال هفونا أو أخطئنا أثناء قيادة السيارة "مخالفة مرورية"، مخالفة يسجلها الشرطي ورجل زميله لا تكاد تلامس الأرض ما أن يهم بالنزول من السيارة، يأتيك بوجه عابس طالبً للرخصة وملكية السيارة، يذهب بهم إلى زميله ويأتيك بالمخالفة لتوقعها، وقبل أن يعطيك نسختك يذكر السبب الذي خالفك من أجله ثم يذهب، تقف أنت متسائلاً: أين الدور التوجيهي المعنوي لرجال الشرطة؟!.

أن حفظ القانون والنظام لا يقتصر على الجانب العقابي فقط بل يتعداه لجوانب أخرى والتي من أبرزها "الجانب التوجيهي"، حيث أن هذا الجانب يخلق نوع من الثقة والاحترام بين السائق والشرطي، كما وانه يردم الهوة التي تزداد أتساعً كلما أزداد تعنت أحد الطرفين أو كلاهما، كم أتمنى رؤية الابتسامة تعلو محيى الشرطي وهو يوجه وينصح السائق حتى ولو قام بمخالفته، فالابتسامة تطفئ نار الغضب.

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان