الموضوع: فوح الخزامى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-07-2020, 09:37 PM
حمد الراجحي حمد الراجحي غير متواجد حالياً
مشرف الشعر الفصيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 235

اوسمتي

افتراضي فوح الخزامى

قد أجْدب النبعُ لا ماءٌ به سُقيت..
فَوحُ الخزامى ولا ظلٌ ولا زَهَـرُ

والأرضُ تبدو يَبابا وهي كالحـة..
لا هيبةَ الكهل تُرضيها ولا الصِّغَـرُ

والعينُ تذرف دمعًا لا تَشُح به..
كأنّ إنْسَانَها دِفْق فيَنْهمِر

تبدو الشّفاهُ إذا اهْتَزت برِعْدَتها..
كَمَنْ يُقبّلُ طفـلاً وهـو يحتضر

فيض الدموع رخيصٌ حين نَذرفُـه..
على بقايا هموم مِلؤها الأشَـر

تلك الهموم ستفنى لا مناصَ لها..
لا الشمسُ تبقى مُحالًا. لا. ولا القَمر

إنْ أقبل الشيبُ في هَـام وطـوّقَها..
قد أجدبَ العمرُ والوسنانُ ينتظـرُ

دعني أصلي صلاة أستغيث بها..
ربَّ البرايا فلا همٌ ولا ضجر

دعني أصلي.. وها أثوابنا كفنٌ..
لكنه بغبار العجز مُعْتفر

دعني وكفُّ رجائي عند حضرته..
كفَّ السهامَ فلا قوسٌ ولا وتَرُ

دعني أقوم بآلامي أُصفّدها..
كما سليمان ما الأصفاد والحَجَر؟

فإنْ تبسّمَ حظي جلّ مبسمه..
من نمْلة الضعّف في الوديان تصْطَـخِر

كلُّ المقامات عند الله شاخصةً..
هُم يوزعون فلا جنٌ ولا بـَشَر

اللهَ اللهَ أرجـو أن يعافيَنِي ..
فكَفّهُ اللطفُ لا وهنٌ ولا خَوَر

مَعِينُ مائيَ وِرْدٌ من منابعـه..
وغيثُ ربيَ مدرارٌ فينهمر

إنْ أجدب النبعُ، مـاءُ الله مَوْردنا..
هناك بحرُ الـرضا والنهر والمطرُ.

حمدبن سالم الراجحي
ديسمبر ٢٠١٩
رد مع اقتباس