[راشد الخالدي]

من منا لا يعرف قصة الحب الخالد بين قيس وليلي ولكن أعزائي تعالوا معي نقرا هذه الأبيات لقيس عندما نصحه أباه عن حب ليلى وقال له:يا ولدي كف عن هذا الأمر واقبل النصيحة فقد هتكت نفسك وصرت مثل الورى وأحدوثة لكل من يسمع ويرى وكم نصحتك ولم تسمع وأردك ولم ترجع عما أنت فيه من هواجس الشيطان ووساوسه وكل ذلك من اجل ابنة عمك وهي دونك في الثروة والجاه ولما سمع من أبيه ذلك ازداد به العشق وهاجت عليه الأشواق من غصة الفراق وانشد قائلا:

وكم قائل لي أسأل عنها بغيرها وذلك من قول الوشاة عجيب
فقلت وعيني تستهل دموعها وقلبي بأكناف الحبيب يذوب
لئن كان لي قلب يذوب بذكرها وقلب بأخرى انها لقلوب
فياليلى جودي بالوصال فأنني بحبك رهن والفؤاد كئيب
فلا تتركي نفسي شعاعا فانها من الوجد قد جادت عليك تذوب
والقي من الوجد المبرح سورة لها من بين جلدي والعظام دبيب
واني لا استحييك حتى كأنما على بظهر الغيب منك رقيب

فبكى قيس بكاءا شديدا وابكى اهله معه وطلبوا من الله ان يعافيه مما هو فيه ورد عليه والده وقال له يا قيس دع عنك ليلى لقد ضعف جسمك واعتراك الهزال وصرت ناحلا كالخيال وليس بعد ذلك إلا إضاعة العمر والمصير الى المهالك فلما سمع قيس من ابيه ذلك تنفس وانشد

لقد لامني في حب ليلى أقاربي ابي وابن عمي وابن خالي وخاليا
يقولون ليلى اهل بيت عداوة بنفسي ليلى من عدو وماليا
ارى أهل ليلى لا يريدونني لها بشئ ولا اهلي يريدونها ليا
فليت نسيم الليل ادى تحيتي اليها وما قد حل بي ودهانيا
فيا عجبا ممن يلوم على الهوى فتى دنفا امسى من الصبر عاريا
وهيهات اسلو من الوجد واهوى وهذا قميصي من الحزن باليا
معذبتي لولاك ما كنت هائما ابيت سخين العين حيران باكيا
أبيت ضجيع الهم ما طعم الكرى انادي الهي قد لقيت الدواهيا
بساحرة العينين كالشمس وجهها يضيء سناه في الدجى متساميا
خليلي مدا لي فراشي وارفعا وسادي لعل النوم يذهب ما بيا
وان مت من داء الصبابة بلغا نتيجة ضوء الشمس مني سلاميا.

ودائما عند قراءة قصة هذا الحب الخالد لا بد للعين وان

أين ذهب الحب في هذا الزمن؟
من يضحي بالحب أكثر الرجل أم المراه؟
ماوجهت نظر المجتمع من الحب؟
هل يوجد قيس ولليلى في هذا الزمن من ناحيت الحب؟






تقبلو فائق أحترامي

‏












تدمع.