[يزيد فاضلي]

...أقرأ هنا-أخي الكريم الواعد خميس-شيئًا عن أسرار ( البسمة والابتسامة ) فدَار في خـَلـَدي سريعاً قولُ شرف الدين البُوصِيري-رحمه الله-في ( همزيته ) المشهورة،وهو يَعرضُ الجمالَ والجلالَ النبوي الذي كان يطفحُ في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم :

سَيِّــدٌ،ضِحْكُهُ التبسُّمُ والمشْـــــــــــــيُ الهُوَيْنـَى ونومُــهُ الإغفـــاءُ..!!

نعَم أخي..

إن الإحباط والاكتئابَ اللذيْن قد يرزحان على سويْداءِ قلبكَ في لحظةِ انكسار ينجليان وينقشِعان عنها لمجردِ أن تلقى أخاكَ-أو يَلقاكَ-بوجهٍ طلـْقٍ..فكيفَ إن كان الوجْهُ وجهَ نبيٍّ مُرسَلٍ،وكانت الابتسامة الوردية المزروعة بعنايةٍ إلهيةٍ على عنقود شفتيْه المشرقتيْن هي ابتسامة نبيٍّ..؟؟!!!

الابتسامة الحقيقية-أخي الحبيب-في تقديري تتشكلُ أولاً في القلب وبين شغافه،وعلى إيقاعاتِ نبضهِ،حتى إذا استوتْ هناكَ اهتزتْ وربتْ-كالنبتة العذراء-لتنبثق إشراقتـُها الوضيئة على الشفاه..!!

وهي في كل الأحوال-على المُحيَّا الصادق النقي-لا تحتاجُ إلى كُلفةٍ أو تصنـُّعٍ أو مخاتنة..!!

إنها تنزرعُ في الوجه فما تفتأ أعيُننا تراها حتى يهفو لها القلبُ في غير عناءٍ...

ويا أللــــــــــــــــــــــه..!!

ما أوْحَشه وجهاً مكفهِرًّا لا تعرفُ الابتسامة إلى تضاريسه سبيلاً..!!

ربما مارَى مَنْ يُماري في أن جراحاتِ الحياة قد تكونَ أدعى للاكفهرار من غير دواعي التشاؤم والقنوط..

وأنا هنا لاَ أعني أن الابتسامة مظنة فقط لرغدِ العيْش وبحبوحة الرفاهية..وإنما أعني أنها-في القلب الحي-ابتسامة في دمعةٍ أو دمعة في ابتسامة كما عبَّرَ جبرانُ يوماً...

هناك ابتسامة التفاؤل..وهناك ابتسامة الرضى..وكلاهما وردتان تـُزرَعان في وجهِ إنسانٍ،فتحيَا بهما الحياة المحيطة به ولو كانتْ في كآبةٍ من عَوَز وفاقةٍ..

أما تلك الابتساماتُ الصفراء الباهتة،فلعلَّ أبا الطيب رحمه اللهُ كانَ أقربَ لوصْفِ حقيقِتها-وحقيقة صاحبها-حين قال :

وإذا رأيتَ نيُوبَ الليثِ بارزة ً** فلا تظننَّ أن الليْثَ يبتسِمُ..!!

بوركَ فيكَ أستاذ خميس..واصلْ قـُدُماً...