عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13-11-2013, 05:06 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

تنويهٌ مستطرَدٌ :

لمَّا تعذرَ عليَّ تقِنيًّا عرْضَ هذا التعليق الذي جاءَ كجوابٍ لتساؤلٍ،كان قد أثارَهُ أخونا الكريم بوميحد في موضوع الإعجاز العلمي الخاص بآيات سورة الطارق..لمَّا تعذرَ عليَّ عرْضهُ هناك،ارتأيتُ أن أعرضهُ هنا...

والحقيقة أن جوابي في تعليقي أخذَ مأخذَ الفائدة العامة لكل مَنْ يقرؤه أكثرُ منه إجابة ًخاصة ًلتساؤل أخٍ كريم...

فمن حق أخينا الكريم بوميحد أن يسأل هو أو عضو آخر..ومن حقه علينا أن نستمع جيداً لما يقول في سؤاله فنجيبُ بما فتح الله به علينا من عِلمٍ ودرايةٍ..ومن حقنا عليه أن يقرأ إجاباتِنا جيداً وأن يتمعنَ فيها قبل أي ردٍّ آخرَ،يقفز به إلى نقطةٍ آخرى لا عِلاقة لها بجوابنا...

فهاكَ الجواب المنطقي المُمَنهَح المُعقلن الهادئ-أخي بوميحد-وواللهَ تعالى أسألُ أن يُرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابَه...

وأستسمحُ أختي الكريمة مملكة الطموح على إرجاءِ تعليقي على ما أردفتِ هنا من نقولٍ علميةٍ بخصوص الإعجاز العلمي في آيات سورة التين العظيمة...


ــــــــــــــــــــــــــــــ


نص السؤال المقتبَس :

أختي المشرفة أخي رئيس القسم أخواني عموم المسلمون أريدكم تجيبوني بصراحه لو سألنا شخص قائلا اذا كنتم تعرفون هذا الاكتشاف منذ 1400سنه لماذا تخفوه و لم تظهروه للعالم .. كيف نستطيع إجابة هذا السائل خصوصا أن الاكتشافات تتم من علماء غير مسلمين ..؟

نص التعليق والجواب :

ها أنتَ-أخي الكريم أبو ميحد-تطرحُ السؤالَ المُلِحَّ،وتطرحُ السؤالَ المُهِمَّ الذي يتبادر إلى ذهن أيِّ مسلِمٍ في القرن الخامس عشرة هجري-الحادي والعشرين الميلادي-ومن حقه أن يعرف ؛ لماذا وبالرغم من وجودِ هذه المؤشراتِ العلمية القرآنية اليقينية في كتاب الله عز وجل،إلا أن الوصولَ إلى أسرارها وحقائقها لمْ يتِمَّ-للأسفِ الشديد-إلا عن طريق الكشوفاتِ العلمية الغربية ( في أوروبا وأمريكا ومجموعة حوْض الهادي ) من علماءَ وباحثين ومكتشِفين ومُخترعينَ من غير العرب والمسلمين..؟؟!!

لماذا..؟؟ ما السرُّ الخَفِيُّ في هذه الحلقةِ المفقودةِ بين حقائق القرآن وحال المسلمين اليومَ إزاءَها..؟؟!!

وقبلَ أن نحوْصِلَ الإجابة،أحبُّ أن أؤكدَ على حقيقةٍ علميةٍ ثابتةٍ في طبيعةِ المعلومة داخل نسيج النص القرآني الكريم،وهي :

أنَّ القرآنَ الكريم-كما يعلم مَنْ له أدنى درايةٍ بعلوم القرآن-ليسَ كتاباً ( عِلميًّا ) خالصاً،يقدمُ لطلبةِ وعلماءِ البيولوجيا تفاصيلَ دقيقة ًفي علم الأحياء،ويقدمُ لطلبةِ وعلماء الجيولوجيا تفاصيلَ عِلم طبقاتِ الأرض وتضاريسها ومناخها،ويقدمُ لطلبةِ وعلماء علوم الفضاء تفاصيلَ علمِ الفلكِ و إحداثيات الأجرام السماوية..

لاَ..لاَ...ومَنْ ظنَّ هذا الاعتقاد فهو يا إما واهِمٌ أو دخيلٌ،لا يَدري حقائقَ التعامل العلمي الصحيح معَ القرآن الكريم وعلومه الراسخة...

القرآنُ كما أجمَعَ مفسرونا الأفذاذ-الخلف والسلف-وكما أجمَعَ علماؤنا المعاصرون المختصون في قضايَا ( الإعجاز العلمي في القرآن والسنة )-مثل فضيلة العلاَّمة الجيولوجي العالمي الكبير البروفيسور المصري الدكتور زغلول النجار حفظه الله ورعاه،ومثل غيره من السادة العلماء الآخرين-أجمعوا أن القرآنَ الكريمَ في آياته التي تشير لمجالاتِ العلم التجريبي ( كعلم الأجنة،وعلم البحار وأعماقها،وعلم النبات والكائنات الأخرى-وعلم الفضاء وما يحتوي...) إنما يُعطي مؤشراتٍ فقط للقضيةِ العلمية التي يكشِفُ عنها،ليستثيرَ الفضولَ في باطن العقل الإنساني،تاركاً للإنسان بعد ذلكَ-وقد أعطاه المفتاحَ الذي يُعينـُه على الدخول-أن يمضي باحثاً،مجتهِداً،باذلاً أقصى جهدِهِ،مُسَخِّراً جميعَ إمكاناتِهِ في السْير على خطا البحث العلمي المضني،مستفيداً في الوصول إلى النتائج العلمية من أنوار القرآن الكريم التي أضاءتْ ومَهدتْ له الطريقَ من البداية....

عِلاوة ًعن ذلكَ..فإنَّ الإنسانَ-وهو يستفيدُ من تلكَ القبساتِ القرآنية-يكونُ قد رباهُ القرآنُ في الأصل على طلب العِلم وحببهُ إليهِ ورغبتـْهُ الآياتُ الكثيرة والأحاديث النبوية الغفيرة في الحث عليه ولو في الصين...(( وقلْ رب زدني علماً ))،(( يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العِلمَ درجات ))،(( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ))...(( اطلبوا العلمَ من المهد إلى اللحد ))،(( اطلبوا العِلمَ ولو في الصين ))،(( مِدادُ العلماءِ كدماء الشهداء ))...الخ..الخ...

فشيْءٌ طبيعيٌّ أن هذا ( المناخ العلمي ) الذي هيأهُ القرآنُ-والإسلام عموماُ-في حياة المسلم يَدفعُهُ إلى أن يكونَ رائداً،متصدراً في العِلمِ الواسع وفي الترقي عبْرَ درجاتِه ومجالاته المختلفة،ويجعله لا يَكِفُّ عن البحث في معرفةِ أسرار الكوْن والحياةِ بمنهَج علمي فريد،خالٍ من الجهل والدجل والهرطقة والشعوذة والضحالة الفكرية....

ولقد بدأ أسلافنا الأوائل-أخي بوميحد-بالسير الجاد على هذا النهج العلمي الحضاري الهائل يوْمَ درسوا القرآنَ وفهموه-تحت ضوء العلم والتفسير المنهجي الصحيح-فهماً علميًّا راسِخاً..

وتشيرُ كلُّ الموسوعاتِ التاريخية الموثقة في المعاهد والجامعات ومراكز البحوث التاريخية،سواءٌ عندنا أو داخل أقبية المؤسساتِ العلمية الغربية-في أوكسفورد،وكامبردج،والسربون،ووسكنسن مثلاً-أن العربَ والمسلمين في الفترةِ التاريخيةِ الممتدة بين القرن الثاني الهجري إلى بداية النصف الثاني من القرن السابع الهجري ( أي إلى غاية سقوط الدولةِ العباسية على يدِ هولاكو المغولي التتري سنة 654 هجري ) كانوا-بلا منازعٍ-سادة العالـَم والدنيا في كل المجالاتِ العلمية التجريبية الموجودة أنذاك..لقد بَرعوا فيها،بل وتفوقوا وسبَقوا سبقاً بعيداً...

وأستطيعُ أن أستحضرَ لكَ من الشواهد والنماذج التاريخية المُحققة بالعشراتِ والمئاتِ..من خيرةِ مراجعنا المعتمدة في خيرة جامعاتِنا وكلياتِنا،ومن خيرةِ المراجع الغربية والأجنبية في جامعاتِ الغرب وكلياتهِ المعتمدة في أدق الاختصاصاتِ التاريخية ذاتِ الصلةِ بالأنثروبولوجيا ودراساتِ التراث الإنساني العالمي...

أفتحها لكَ-أخي-على الجزء والنص من الكتاب المصدر أو المرجَع...باللغة العربية أو اللغاتِ الأخرى...

وفي الوقتِ الذي كانتْ فيه أوروبا-حينذاك-تغرق في أوحال الخرافة والأسطورة والخزعبلة والجهل والدجل والهرطقة في ما يُعرف في تاريخها بـ ( فترة القرون الميلادية الوسطى المظلمة )-كما يشهَد بذلكَ المؤرخون والعلماءُ المفكرون الأوروبيون أنفسَهُمْ-في هذا الوقت بالذات كان علماءُ المسلمين في الشرق،في ( دار الحكمة ) ببغدادَ،وفي جامعات ومعاهد ( قرطبة وطليْطلة وإشبيلية وغرناطة والزهراء والقرويين... )،كانوا في كل الاختصاصاتِ العلمية يُذهِلون الدنيا والعالـَمَ بكشوفاتِهمْ ودراساتِهم وبراعتهم...

ولنسأل التاريخَ-بعد أن نقرأ فيه ونتعلم-عن العَلاَّمة ابن البيْطار..عن أبي موسى الخوارزمي رائد الجَبْر في الرياضيات..عن الحسن بن الهيْثم رائد عِلم البصريات..عن جابر بن حيان رائدِ علم الكمياءِ ومعادلاتِها المُعقدة..عن أبي الريحان البيْروني رائدِ عِلم الفلك وأبعاد الأجرام السماوية..عن أبي عليٍّ بن سينا كبير علماء الطبِّ في تاريخنا..وعن أبي بكر الرازي رائد الجراحة الحيوية..وعن ثابت بن قرة الذي كانَ أولَ مَن اكتشفَ جاذبية الأرض وقال بكرويتها قبل أن يأتي إسحاق انيوتن ليقولها بقرون..!! عن العلاَّمة الإدريسي الذي كان أولَ مَنْ وضعَ خارطة للعالم،وبقياساتٍ هندسيةٍ دقيقةٍ أذهلتْ علماءَ الغرب في القرن العشرين..وعن ابن النفيس مكتشِفِ الدورة الدموية الصغرى...وعن...وعن...وعن....

ولن نستغربَ أبداً إذا علمنا-من شهادةِ المؤرخين الغربيين أنفسِهمْ-أن ملوكَ الغرب وأباطرة بلاد الغال كانوا في ذلك الوقتِ يبعثون بأبنائهم ورعاياهمْ إلى معاهدنا وجامعاتنا،يستجدونَ لهم العلمَ الصحيحَ من مؤلفاتِ ودروس علمائنا-في بغدادَ ودمشقَ ومراكِشَ وبلاد الأندلس-ويتوسلون لهم أن يُنقِذوا أبناءَهم من الجهالةِ والظلام الفكري الذي فرضتـْهُ خزعبلاتُ الكنيسة وأفكار الهرطقة التي دمرت الحياة العلمية في أوروبا..!!!

وكانَ الملك الإمبراطور شارلكان-ملِكُ بيزنطا-يبعث متودداً للخليفة العباسي العظيم هارون الرشيد رحمه الله رجاءَ أن يفتحَ مع دولتِهِ صفحة تعارفٍ وصداقةٍ..!! ويقول التاريخ-كما حكى ياقوت الحَمَوي في مُعجَم البلدان،والخطيب البغدادي في تاريخه،وابن خِلكَان في وافيات الأعيان-: أن الرشيدَ ردَّ عليه بهديةٍ،عبارة عن ساعةٍ ميكانيكيةٍ اسمها ( الاسطرلاب )،صنعها العلماءُ المسلمون..فلما وصلتْ إلى المَلِكِ البيزنطي،وراحَ رسولُ الرشيد يُشغلها،وبمجردِ أن بدأ صوتـُها في الدَّقِ والنبض،فزِعَ الإمبراطورُ ( الأوروبي ) ووقفَ مذعوراً،وفرتِ الحاشية من حولِهِ،لاعتقادها أن هذا الشيءَ سكنتـْهُ روحٌ شريرة ٌأو أن الشياطينَ والجانَّ يُحركها...!!!!!

ولكَ أن تقرأ مثل هذه المواقف التاريخية وأشباهها في كتاب ( شمس العرب ( الله ) تسطع على الغرب ) للمستشرقة والمؤرخة الألمانية زيغريدْ هُنكَهْ....

فماذا حصلَ بعد ذلكَ أخي بوميحد..؟؟!!!

الذي حصلَ-أخي-قصة طويلة طويلة لا يَسَعُها تعليقٌ ولا تسعُها محاضرة ساعةٍ أو عشر ساعات..!!!

لأن خط الانهيار والانحراف العلمي لهذه الأمة كانَ مأساة حقيقية بقدر ما كان في الحقيقة عقوبة ربانية لها،لأنها انحرفتْ عن مَسار ومنهج القرآن الذي بدأه الأسلافُ الأوائل،فكانَ منها هذا الحضيض العلمي وهذا التخلف الفكري والحضاري الذي نغرق فيه اليومَ...

فمنذ المائة السابعة إلى الآن وخط الانحراف والتسفل ينخرُ في جسم أمتنا التي تحاول بين الحين والحين النهوض من كبوتِها،علها على الأقل تكونُ في نصفِ أو ثمُن الركب العلمي التكنولوجي الذي عليه الغرب،لكنْ عَبَثاً تحاول..!!!

أوروبا بنتْ نهضتـَها العلمية الجبارة بعدَ أن استيْقظتْ من ظلامها،وكانت ( الثورة الصناعية ) التي قامتْ عندها ابتداءً من القرن الثامن عشر الميلادي فارقاً حاسِماً بين الوضع المتخلفِ الذي كانتْ عليه وبين اللاحق بعد ذلك...

وعواملُ كثيرة-يطول شرحُها-ساعدتها على تسريع الوتيرة في تقدمها العلمي والتكنولوجي والصناعي والاقتصادي وفي كل مجالات الحياة..ولعل سيْطرتها على مقدراتِ العالم الإسلامي-بالهيمنة والاستعمار-كان أهم العوامل،لأنها استحوذتْ على ثراث المسلمين العلمي وراحتْ تبني مَجْدَها على أسسه ومبادئه..!!!

أما نحن البؤساء...فقد عدنا إلى عصور الظلام والتخلف في ما درسناه تاريخيًّا تحتَ اصطلاح ( عصور الانحطاط )...

وكان أول عامل أوقعنا في كَبْوَة التخلف،هو الطلاق البائن الذي تمَّ بين جماهير الأمةِ وكتاب ربها...

انتشرَ الفهمُ السيءُ للقرآن...وانتشرَتْ نتيجة ذلكَ عقلية الهرطقة والدجل والشعوذة..وبدأ المتمسلمون يستأنسون بالأمية والجهل،بل راحَ فيهم مَن يُباهي بهما ويُفاخر..!!!

ونبَتَ جيلٌ غفيرٌ،لا يُحسِنُ إلا قطعَ الصلةِ بماضي أسلافه العلماء في كل فنون المعرفة العلمية...!!

وشيءٌ طبيعيٌّ-والحالُ هكذا-أن يسيطرَ الغربُ والآخرون على نواصي العلوم والاكتشافات ويتركوننا نحن لتفسير القرآن والحديث بالدجل والجهل والأمية العلمية...

وحدثَ فارقٌ كبيرٌ بين العقلية العلمية التي أصبح يفكرُ بها الإنسان الغربي والياباني والصيني وبين العقلية التي يُفكر بها حشدٌ غفيرٌ من أبناء جلدتِنا باسم القرآن..!!!!!


ففي الوقت الذي كانَ فيه ( ألكسندر فلامنغ ) يكتشفُ البنيسلين..وكانَ ( لويس باستور ) يكتشف لقاح الكَلب..وكان ( توماس أديسون ) يُضيءُ الدنيا بالمصابيح الكهربائية....

وفي الوقتِ الذي كانَ فيه ( ألبرتْ إنيشتاين ) يُحدثُ ثورة هائلة في تناسب الأشياءِ على أبعاد المكان والزمان والمادة والطول والعرض والعُمق...

وفي الوقت الذي كانتْ فيه ( وكالة الفضاء الروسية سايوزْ ) تبعثُ بـ ( يوري غاغارين )-في المركبة سبوتنيك-ليدورَ حولَ مدار الأرض دورة كاملة...

وفي الوقت الذي كانتْ فيه ( وكالة الفضاء الأمريكية ناسَا ) ترسلُ العام 1969 للميلاد نيلْ أرموسترنغ رائد الفضاء الأمريكي وقائد المركبة الفضائية أبوللو 11 إلى سطح القمر،ليخطو الخطوات الإنسانية فيه،وليغرز العلمَ الأمريكي في تربته...

وفي الوقتِ الذي ترسلُ فيه ( وكالة الفضاء الأوروبية أرْيَان ) روادَها لبناء ( المحطة الدولية ) الموجودة في موقعها بمدار الأرض...

وفي الوقت الذي ينطلقُ فيه مكوك الفضاء الأمريكي ( تشالنجر ) و ( ديسكوفري ) و ( أطلانتا ) و ( كولومبيا ) من قاعدة ( كاب كنافرال ) الجوية في كاليفورنيا عبرَ عشرات الرحلات الفضائية التي تصلُ الأرض بالفضاء،وعلى متنها علماء وباحثين ومكتشِفين،ثم لتلتحِمَ بهم في المحطة الدولية،ويبقون هناك بالشهر والشهرين،يدرسون ويُحللون ويكتشفون...ويُنقَلُ حوارُهُمْ على المباشر-عبر الأقمار الصناعية-إلى مراكز المراقبة....

وفي الوقت الذي يُهيءُ فيه الأمريكان والأروبيونَ برامجَ مذهلة،بعيدة المَدى،لغزو المريخ-بعد مسح جيولوجي لسطحه بدأ منذ السبعينيات من القرن الماضي-واكتشافهم لمخزونه الباطني الهائل من المياه المتجمدة....

وفي الوقت الذي هيأ الفرنسيون رحلاتٍ بحرية عالمية للرحالة الفرنسي الشهير وعالم البحار البروفيسور كوستو،والذي كشفَ في أكثر من مائتيْ بحثٍ عن عشرات الكشوفاتِ العلمية في أعماق البحار،منها الكثير الكثير مما أكده القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة...!!!


في هذا الوقتِ الذي كانتْ فيه الدراساتُ العلمية الغربية الهائلة على قدمٍ وسَاقٍ،وكأنهم يستمرون في ما بدأه البيْروني والإدريسي وابن حيان وابن الهيْثم...ثم هاهمْ يقطفون الثمرة الهائلة في النهاية..!!

في هذا الوقت...تـُرَى نحن بماذا مشغولون..؟؟ وبماذا مهتمون في مجالاتِ الفهم والكشوفات..؟؟؟!!!

للأسف كنا نحن نقاتل في ميادينَ أخرى..!!!!


نحنُ منشغلون فقط للنخاع في الترويج لأبنائنا ولعقول أجيالنا الصاعدة : أن الكرة الأرضية لا تدور...!!!

وأن تفسيرَنا العلمي لظاهرة خسوف القمر،يتمثلُ-بعْدَ بَحْثٍ وجهدٍ ودراسةٍ-في أن الكوكبَ المنيرَ،راقه جمالـُهُ،فأصيبَ بالغرور والتباهي،وشوهدتْ دابة هائلة تتسلط عليه،وراحتْ تشبعُه لدغاً وخمشاً إلى أن ضاعتْ معالمُ وجهِه...!!!!

وفي مجتمعاتٍ عربية أخرى..تفسَّرُ ظاهرة المْوْشور الطيْفي في قوْس اللهِ ( قوس قزح ) بأنها لحظة تزاوج الذئاب..!!! إنهمْ في عرس زفافٍ..!!!!!!!!!!!!

وبأنَّ صفير الإعصارات القوية جلجلة أفعى كونية غاضبة...!!!

وبأن الزلازلَ اهتزازاتُ قرن ثوْرٍ على أساس أن الأرضَ مغروزة عليه...!!!!

وبأن حُمرة الشفق والغسَق صهيدُ النيران المنبعثة من العالم الأبدي...!!!! وبأن..وبأن....


فهل عرفتَ-أخي بوميحد- الآن السِّرَّ في كوْن تلك الحقائق الكونية الهائلة التي أشارَ لها القرآن الكريم كان حِكْرُ اكتشافاتِها على الغربيين وبتقانتِهم التكنولوجية الهائلة ولسنا نحنُ الذين نملكُ بين أيدينا كنوزاً من العِلم الرباني ولكنْ لم ننهض بها للأسف..؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

هلْ عرفتَ السَّرَّ الحقيقي في وقوفنا عاجزينَ خائرين مشلولينَ عن فعل أيِّ شيْءٍ إزاءَ الكشوفاتِ العلمية التي أشارَ إليها القرآنُ الكريم...؟؟؟!!!!!!!!!

هاتِ لي-يا صَاح-اليومَ نماذجَ من عقليةِ وتفكير وكفاءةِ ابن سينا والبيْروني وابن النفيس والإدريسي وجابر وابن الهيْثم والخوارزمي...عندئذٍ فقط سأقولُ لكَ : نحن قرآنيون مكتشِفون...!!

وإلى أن تظهرَ فينا وبيننا هذه النماذج..أقولُ-وأنا مَحزونٌ-الساحة الآن تَعِجُّ عَجيجاً بالمترديةِ والنطيحةِ وما أكلَ السَّبُعُ..!!! وهذه لن تنتظرَ منها شيْئًا غيْرَ البُغام والجُوَاءِ والرغاءِ..!!!!

وإلى الله المُشتكَى...!! ودمت بخير...


وفي الختام-أحبتي-آمُلُ أنْ يبقى سقفُ النقاش والإثراء العلمي في مَسَاره الذي أريدَ له..وأن لا ينحرفَ عن الأهدافِ المرسومة له،وتتمثلُ-بعد غاية مرضاة الله عز وجل-في ( السيْر على المنهج العلمي الصحيح في إبداء الإثراء الإسلامي ) و ( إنصاف الحقيقة العلمية المجردة لا غيْر )...كلُّ ذلكَ في جَلاَلٍ من خشوع القلب وشَرَف القصد وتحتَ مظلةٍ وارفةٍ كاملةٍ من الأخوةِ في اللهِ ورحمة التعامل وأدب الخطاب...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 15-11-2013 الساعة 09:12 PM
رد مع اقتباس