عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-09-2010, 05:37 PM
الصورة الرمزية أبودجانةالبلوشي
أبودجانةالبلوشي أبودجانةالبلوشي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 6
Exclamation حتى أنت يا بروتوس!!


تخدعنا المظاهر كثيرا ، وتاسرنا الكلمات الرنانة و البطولات الفارغة من المحتوى المطلوب
لنعيش لوهلة في احلام و امال و نندفع الى افعال نعتمد فيها على هذه المظاهر التي وثقنا
باصحابها لنفاجأ بواقع مغاير تماما لما كنا نتوقع ونحسب!!


قالت العرب : رب أخ لك لم تلده أمك ، لعلهم قالوه يوم ان كان العرب عربا ، وكان للنخوة و الرجولةمعان حقيقية لا اليوم عندما اصبحت الكلمات خاوية على عروشها منفوخة جوفاء لا تحمل ما تعنيه و لا ما تشير اليه .


فالصديق في هذا الزمان عملة نادرة بمعناه الاصلي للصداقة و الا فكلمة صديق منتشرة بين الناس و تطلق على كل من هب و دب فهذا صديق و اولئك اصدقاء و لكن لا هذا و لا اولئك هم فعلا كما يوصفون او يشار اليهم، تماما مثل الذي يشير الى السراب و يظنه ماءا.


-حتى أنت يا بروتوس- قالها متعجبا مصدوما يوليوس قيصر وهو يحس بالم طعنة الخنجر عندما راى صديقه الحميم والقائد الذي كان يثق به من بين الذين طعنوه ليقتلوه ولعله لم يحس بالم الطعنة بقدر ما احس بالم الخيانة و لهذا قيل انه اكمل قائلا لنفسه : -اذا فلتسقط يا قيصر - أي فلتمت وتنتهي ان كنت لم تحسن اختيار صديقك ومن تثق به بحيث تتفاجأ يوما أن يكون من بين طاعنيك وقاتليك بدل ان يكون يدفع بروحه مقابل حياتك .


هذه الحياة يوما عن يوم تعلمنا دروسا قاسية و تنبئنا عن اشياء خافية و لكن مصيبتنا أننا لا نتعلم الدرس و نحتاج لاكثر من مرة ... وهذا ان دل على امر فانه يدل على ضعف الايمان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين) متفق عليه ، فاللدغة الاولى تكفي ان تنبهه ان في هذا الجحر ثعبان او عقرب فما الداعي ليدخل يده فيه مرتين!! اذ ليس ذلك من الكياسة و الفطنة.


محاولاتنا في عيش دنيا مثالية تبؤ بالفشل و لا يشترط دائما ان يكون السبب من الاخرين فربما الغباء في التعامل مع الحياة و الثقة الزائدة او الاغترار بالمثاليات الكاذبة يجعلنا ننصدم بواقع مظلم ربما لو تعاملنا معه منذ البداية ببعض الحذر و العقلانية لما كان بهذا السواد


الله المستعان.
رد مع اقتباس