عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 15-11-2012, 03:34 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

..ما من ريْبٍ-أختي الكريمة البديعة ياسمــين-أن تفاعُلَ القارئ بالتأثر والتأثير مع ما تنضَحُ به قريحة المبْدِعِ ( ناثراً كان أو شاعراً ) هو بُغيَةٌ أساسيةٌ يَرمي إليها المُبدِعُ ويَسعى إليها جاهداً،وليسَ عيْباً أو جرماً أبداً أنْ يُلملمَ خُلاصاتِ فكره ومشاعره وقناعاته ورُؤاهُ في خاطرةٍ نثريةٍ ذاتيةٍ أو قصيدةٍ شِعريةٍ رقيقةٍ أو في مقالةٍ نقديةٍ موضوعيةٍ ثم يجدُ لها تصريفاً في جريدةٍ أو مجلةٍ أو موقعٍ أو منتدىً،فينشِرُها ويترقبُ من قرائه أن تكتحلَ عيُونُهُمْ بقراءتِها ثم هو يُحبُّ-عن رغبةٍ عارمةٍ-أن يتحسسَ مَدَى وقْعِ إبداعاتهِ وكتاباته تلكَ على أفكارهم ومشاعرهم،بلْ إنه يَوَدُّ لو جازَ له أن يتغلغلَ ويتخللَ في شغافِهم ليعرفَ مَدَى تجاوبهم وتفاعلهم وتأثرهم بما كتبَ وبما عبَّرَ..

ونحنُ هنا لا يُهمنا أن نعرفَ الأسبابَ والدواعي التي دفعتْ بمبْدِعٍ مَّا أن يكتبَ خاطرةً أو قصيدةً في حُبِّ مَنْ أحبَّ وفي كُرْهِ مَنْ كَرِهَ،فما دامَتِ الخاطرة أو القصيدة خرجتْ تترجمُ مشاعرَهُ الصادقة وتكشفُ عن أفراحه وجراحه وآهاته في رقةٍ وعذوبةٍ وسلاسَةٍ وجمالٍ وشَجَنٍ وفي رمزيةٍ بديعةٍ وإيحاءاتٍ خَلابةٍ لا تخلو من التلميح اللطيف الذي يُغني عن التصريح الصًّرَاح،فما يُهمني أبداً-أنا القارئُ-أن أسعى جاهداً في استقصاء الأسباب التي ارتآى صاحبُها أن تبقى دفينةً في سِجِلِّ خصوصياته...

لا يُهمنا أن نعرف هنا الأسبابَ والدواعي،بل ليسَ من حقنا أبداً أن نسعَى إلى معرفتها مادامَ صاحبُها آثرَ أن يجعلَ المُسمياتِ في طَيِّ الكتمان..فهذه أسرارُهُ وسرائرُه..وهذه مملكتُه الخاصة التي لا يَجوزُ لأحدٍ أن يُقحِمَ أو يَفرضَ إرادَتـَهُ وحِشَرِيَّتَهُ فيها رغماً عن صاحبها،ونحن-القراءُ-في النهايةِ لسنا قضاة ًأو أرباباً نقفُ على أبوابِ قلوب الناس ومشاعرهم نوزعُ عليها صكوكَ الرضى والسَّخطِ حسَبَ ما نراه نحن لا هِيَ..!!

وسواءٌ كان القارئُ رجلاً أو امرأة فما من شكِّ أن المُبدِعَ الكاتبَ ينتظرُ بشغَفٍ تعليقَهُما عما كتبَ وأبدعَ..وإلا فإن السؤالَ الحقيقي هو : إذن لماذا يكتبُ..؟!! ولماذا ينشرُ في الإنترنت ما يكتبُ..؟!! ولمن يكتبُ..؟؟!!!

ثم مادامَ هو يَعلمُ ونحن نعلمُ والكُلُّ يعلمُ أن ما يكتبُه وينشرهُ سوفَ يقرؤهُ الجميعُ-ذكوراً وإناثاً،شباباً وشيباً،العُزابُ والمتزوجون،المحافظون والمنفلتون،الموافقون والمخالفون،الناضجون والمراهقون،المثقفون والأميون-ويقرؤه الذين ينحدرون من مدارسَ إبداعيةٍ وأدبيةٍ مختلفة-الكلاسيكيون والرومنسيون والواقعيون والرمزيون والوسطيون والمتشددون والمتسيبون-فما دامَ يكتبُ وينشرُ فينبغي أن يَعلمَ أنه لا يكتبُ لشخص أو شخصين..أو لمجموعته في الحَيِّ والمدرسةِ ومكان العمل..أو لفئته في دائرته المغلقة..

إنه يكتبُ في منتدًى مفتوحٍ على مجموعته وحيه وبلدته ووطنه ومحيطه الإقليمي وعالمه العربي المترامي وجماهير أمته الكبرى الواسعة وعالمه الجامع الواسع،وله أن يتوقعَ بأن التعليقاتِ-في منتدىً مفتوحٍ على العالم العربي والعالم بأسره-ستأتي وستظهرُ تبَعاً لهذا الانتشار الجماهيري الهائل الذي يقرأ كتاباته وإبداعاته،وعليه أن يُعِدَّ من آليةِ الرد على التعليق والتعامل معه-بكياسَةٍ ومرونةٍ أو بحزمٍ وصرامةٍ-حسبَ ما يراه مناسباً لصفحته ولمصلحةِ المنتدى الذي ينشرُ فيه بعيداً عن مثلبةِ الانغلاق وضيق الأفق وتحت مظلةِ الاحترام المتبادَل ومن أن الخلافَ في الرأي لا يُفسِدُ في النهاية للود قضيةً...

أرى-أختي الكريمة-أنَّ البنتَ-أيِّ بنتٍ ولو كانتْ ابنتي أو أختي-لها أنْ ترُدَّ على القصيدةِ الشعرية-بصرف النظر عن موضوعها ولو كان عاطفيًّا جيَّاشاً-ترد في تعليقها بكل رقائق الكلام البديع الجميل الذي يتساوَقُ ومضمونَ القصيدة وفحواها العاطفي،وليسَ شرطاً أبداً أن يكونَ تعليقُها له من دلالاتِ التلميح ما يُوحي أن تلكَ القصيدة تعنيها،فقد يحدثُ وأن ترى في معاني القصيدة أو الخاطرة تعبيراً وشخصنة ًلمشاعرها الخاصة ولآمالها وأحلامها الذاتية ولحياتِها الحقيقية،فتروحُ ترُدُّ في تعليقِها وتعقيبها على القصيدة أو الخاطرة وهي لا تعني بردها صاحب القصيدة أو الخاطرة بقدر ما تعني مشاعرَها وآمالَها وأحلامَها وهواجسَها الخبيئة في مملكتِها الخاصة..ولِكُلٍّ واحدٍ فينا مملكتـُه الخاصة..!!!

ثم-ولِمَ لاَ-قد يكون التعليقُ على القصيدةِ وصاحبها من زوجته الحبيبة القريبة في غيْر ما تصريحٍ بالأسماء والمسميات والشخوص و في غير ما مكاشفةٍ مُخِلَّةٍ قد تؤذي حُرمَة البيتِ وأسرارَه المقدسَة ولها أن تشاركَ معَ مَنْ شاركنَ في التعليقات،بل إنها الأولى إنْ أتيحتْ لها فرصة التعليق وكانتْ أقدرَ على التعبير الجميل عن مشاعر الولاء والحب والرقةِ واللطافة..

وحتى لو كانت هناك مشاعرٌ مَّا تهيأتْ-كذكرى لحُبٍّ طاهرٍ عفيفٍ حكمتْ عليه الظروفُ القاهرةُ باستحالةِ استمراره أو باستحالةِ أن يُتوَّجَ في النهايةِ بزواجٍ حلالٍ طبيعي-فما من ريْبٍ أن التعليقَ هنا سيكونُ من صاحبةِ الأمر في غايةِ الرمزيةِ التي تقودُها أقباسُ العقل والمنطق والحِكمة والرجاحة،لأن عواطفنا ومشاعرنا في النهاية-ومهما كانتْ لاهبةً وجياشة ً-لا يُغني فيها الخيالُ الورديُّ عن الواقع الحقيقي شيئًا ما دامَ هذا الواقعُ هو السلطانُ الذي يَحكُمنا بنواميسه الجارية...

أما فكرة أن ينشرَ الشاعرُ قصيدتَه في المنتديات من أجل فقط أن تكثُرَ في حاشيتِها تعليقاتُ الحسنواتِ من هنا وهناك-بما فيهن المراهقات الصغيرات اللواتي ربما الواحدة منهن في مثل عُمْر ابنته الصغرى-وينسَى في معمعةِ تعليقاتهن أنه أديبٌ مُبِدِعٌ ذو رسالةٍ أدبيةٍ قد أنيطتْ به في هذا المنتدى،ثم يروحُ بعد ذلكَ من الأبواب والنوافذ الخلفية ( في الرسائل الخاصة وفي الإيميلات وفي السكايبي وفي الفيسبوك وفي التويتر ) يطلبُ منهن إيميلاتهن وحساباتِ آلياتِ التواصل الخاصة بهن،فقط ليقطعَ معهن هدأة الليل الطويل بما عَذُبَ من معسول الكلام،ولا لشيءٍ إلا لإرواءِ عُقدةِ الحرمان التي رَكِبَتْ نفسَهُ لسببٍ أو لآخر..فاسمحي لي-سيدتي الكريمة-إن قلتُ بوضوحٍ : لنا أن نسمي هذا المخلوقَ أيَّ شيءٍ إلا أن نسَمِّيهِ شاعراً أو مُبْدِعاً..!!

كلنا يعرفُ-سيدتي-أولئكَ الذين يعيشونَ على هامش الفشل والعجز في هذه الحياة،وحين يلفظهُمُ الواقعُ الحقيقي كما يلفظُ البحرُ الصافي حيتاناً مَيِّتةً-لأنهم أعْجَزُ من أن يُقيموا فيه انتصاراً حقيقيًّا في ميادينه الحقيقية-يهربون من عُقدِهم وفشلهم إلى العوالم الافتراضية في مواقع الأنترنت ومنتدياتِها،فيصنعون لأنفسهم هالاتٍ وهَيْلماناتٍ تحت أسمائهم المستعارة وصورهم المستعارة ورموشهم المُستعارة ومجدهم المُستعار،ثم يتربصونَ-بكتاباتهم وأشعارهم المزركشة المزخرفة-عند أول تعليقٍ لامرأةٍ أو بنتٍ أو مراهِقةٍ ليبدؤوا في رمْيِ شباكِهم تحت مُسَمَّى الإبداع وخدمة الإبداع..!!

في تقديري-سيدتي-أن المبدعَ الحقيقي حينما ينشرُ قصيدةً أو خاطرةً في موقعٍ أو منتدىً-خصوصاً إن كان أدبيا-فإنما ينشرُها بادئ ذي بدءٍ لخدمة الرسالة الأدبية العليا التي من أجلِها وُجِدَ هذا المنتدى،ولا يجبُ أبداً أن يكون في نيته فكرة أن كتاباتِه وأشعاره ما هي إلا أحبولة يصطادُ بها الظباءَ وعيونَ المَهَا،لأنه إن فعلَ كان ذلكَ خيانةً عظمى لكتاباته وأشعاره التي هي عصارة أفكاره وخلاصاتِ مشاعره...

هذا هو الأصل في مُرادِ النشر..

أما البنتُ-خصوصاً الصغرى المراهقة-فعليها أن تتحرزَ كثيراً بهكذا نوعية من الطلبات..وحتى لو حدثَ وأن استجابتْ لضرورة ما فينبغي أن تُقَدَّرَ هذه الضرورة لأن (( الضرورة تُقَدَّرُ بقدرها دائماً ))...

وبوركتِ-سيدتي الكريمة-على الطرح السديد...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 16-11-2012 الساعة 12:45 AM
رد مع اقتباس