عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 22-07-2012, 12:45 AM
الصورة الرمزية ஐحروف كتبها المطرஐ
ஐحروف كتبها المطرஐ ஐحروف كتبها المطرஐ غير متواجد حالياً
مشرفة سابقه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: مدينه الهدوء
المشاركات: 543

اوسمتي

افتراضي فتاوى رمضان للشيخ احمد بن حمد الخليلي




فتاوى رمضان للشيخ احمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنه
ليله القدر و فضائلها

1/ما هو طبيعة الشعور الذي يَشْعُرُ بِه المسلم في ليلة القدْر ؟

ج/

المسلم-أوّلا-في جميع أوقاته يَشْعُرُ بِأنه مَغْمُور بِفضْل الله ونعمته وأنه لو وَقَفَ كل خلية مِن خلاياه مِن أجل شُكْر الله-تعالى-على هذه النعم لَما استطاع أن يَفِيَ بِأقل نعمة مِن هذه النعم، وهذا الشعور يَتضاعَف في شهر رمضان الكريم لِما يَشْعُرُ بِه مِن الصِّلة بِالله سبحانه وتعالى ومِن انفتاح الآفاق الروحانية أمامَه، وربما تَضاعَفَ ذلك-أي هذا الإحساس-في ليلة القدْر المباركَة، وجديرٌ بِالمسلم أن يَتضاعَف إحساسه هذا عندما يَمْثُلُ بين يدي الله .. أي عندما يقوم ويَتَهَجَّد، لا عندما يُقَضِّي لَيْلَه في النوم؛ والله تعالى أعلم .


2/يطلب تفسيرا مفصَّلا لِقوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3) ، هل يُمكِن أن يُربَط بين قوله تعالى ( … أَلْفِ شَهْرٍ ) وبين قوله تعالى ( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)(الحج: من الآية47)؟ …[1] صادَف المسلم هذه الليلة، فهل سيَحصل على عبادة ألْف شهر بِما فيها مِن تسبيح وصلاة وما شابه ذلك ؟

ج/

أما الربط فلا ، لأنّ ذلك اليوم الذي هو بِألْف سنة مما يُعَد إنما هو يوم الموقف .. يوم القيامة، أما أيام الدنيا فهي غير ذلك .. هذه ليلة جعلها الله تعالى خيرا مِن ألْف شهر .. مِن الناس مَن يروي والله أعلم بِصحّة هذه الرواية .. لا أدري مدى صحّتها أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم ذَكَرَ أنه كان في الأمم السابقة رجل جاهَد في سبيل الله لمدّة ألْف شهر لم يضع السلاح ولم يضع لاَمَةَ حَرْبِهِ مدّة ألْْف شهر .. كان مستمراً على الحرب في سبيل الله .. على الجهاد في سبيل الله فاستَقَلَّت هذه الأمّة .. أي استَقَلَّ الصحابة أعمالَهم لأنهم رأوا أنّ أعمارهم قصيرة .. أعمارهم لا تَفِي بِهذا القدَر .. مَن الذي يُنَفَّسُ له ويُنْسَأُ له في أجله حتى يقضي ألْف شهر وهي نحو ستة وثمانين عاما .. كلها يقضيها في الجهاد، والجهاد كله أجر وفضل، فأنزل الله تعالى تسلية لٍهذه الأمّة ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3) .. أي إنّ الله تبارك وتعالى أعطى هذه الأمّة هذه الليلة المباركَة وهذه الليلة هي خير مِن ألْف شهر، ولكن هي خير مِن ألْف شهر للذي يُقَضِّيهَا في العبادات ويعمل فيها الطاعات، لا لِلذي يَلْهُو فيها أو يَسْرَحُ ويَمْرَحُ أو يقضيها في المجون واللهو والحديث الهُجْر .. قول الهُجْر، وإنما هي لِلذي يَقضيها في عبادة الله سبحانه وتعالى ، فمَن عَبَدَ الله تعالى فيها بِحيث قامها واجتهد في العبادة بِقدْر مستطاعِه فكأنما قام ليالي ألْف شهر، فضْلا مِن الله تعالى ونعمة.



3/هل هناك عبادات معيّنة وأدعية يُحاوِل أن يُمارِسها الإنسان تَحرِّيا لهذه الليلة ؟

ج/

على أيّ حال؛ الإنسان يُؤمَر أن يُسارِع إلى الطاعات والخير والبِرِّ، ومِن الطاعات التي يُسارِع إليها قيام هذه الليالي العشْر، وكما ذكرنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا دخلت العشْر شَدَّ مِئْزَرَهُ وأَيْقَظَ أَهْلَهُ وأَحْيَى لَيْلَهُ .. كان عليه أفضل الصلاة والسلام يَشُدُّ مِئْزَرَهُ وذلك كناية عن مقابلتِه الأمر بِحزْم شديد وبِعزيمة متوقِّدة، فإنّ مِن شأن الإنسان إذا أقبل على شيء بِعزيمة وكان أمرا عظيما أن يَشُدَّ له مِئْزَرَهُ؛ وقيل بأنّ ذلك كناية عن اعتزالِه النساء بِحيث لا يَميل إلى شهوة الدنيا وإنما كان يقضي هذه الليالي في العبادة فحسب وأَحْيَى لَيْلَهُ، وكان يُحيِي الليالي بِالقيام .. جميع الليالي سواءً ليالي رمضان أو ليالي غير رمضان ولكن كان هذه الليالي يُحْيِيهَا تهجدا جميعا مِن أول الليل إلى آخر الليل .. كان يُحْيِيهَا بِالعبادة، وهكذا ينبغي لِلإنسان أن يَجتَهِد بِقدْر مستطاعِه .. لا يعني ذلك أنّ الناس جميعا مطالَبون بِأن يَفعلوا ذلك، إذ هذه الأمور هي بِحسب طاقات الناس ومواهبهم، وطاقات الناس تَختَلِف ومواهب الناس تَختَلِف ولكن على الإنسان ألاّ يُفَوِّتَ الفرصة بِقدْر مستطاعِه.

أما ما يُمكِن أن يَدعُوَ به فإنّ كل دعاءٍ مطلوب .. أيّ دعاءِ خير ما لم يَدْعُ الإنسان بِقطيعة رحِم أو بِأيّ سوء، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم عندما سألته السيدة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها إن صادَفت ليلة القدْر بِماذا تدعو ؟ وماذا تقول ؟ علّمها النبي صلى الله عليه وسلّم أن تقول : ( اللهم إنك عَفُوٌّ تُحِب العَفْوَ فاعْفُ عني )، وهكذا ينبغي لِلإنسانأن يُكَرِّرَ في هذه الليالي هذا الدعاء الشريف وغيرَه مِن الأدعية التي يَعُودُ خيْرها عليه وعلى أسرتِه وذريتِه وعلى جميع الأمّة.


4/هل ليلة القدر تختص فقط بِأيام معيّنة مِن الأسبوع كأن تكون في يوم الجمعة أو في يوم الخميس ؟

ج/

لا، لأنّ الحديث قال: ( فالتمِسوها في العشْر الأواخر والتمِسوها في كل وتر )، ولم يُشِر الحديث الشريف إلى أنّها تكون في ليلة جمعة أو في ليلة خميس أو في ليلة الاثنين، وإنما أشار إلى أنها هي في أوتار العَشْر الأواخر، ولذلك لا تنحصِر في يوم معيّن مِن أيام الأسبوع، إذ الأوتار لا يَلزم أن تُصادِف ذلك اليوم، وإنما هي بِحسب ما جعل الله تبارك وتعالى في هذه الليالي العَشْر بحيث اختصّ منها ليلة جعلها هي ليلة القدر.




5/إذا أخذنا بلفظة الحديث: ( فالتمسوها ) هل يدلّ هذا على أنّ لِليلة القَدْر علامات معيّنة يستطيع أن يَتعرّف عليها الإنسان ؟

حقيقة الواقع هناك كلام في هذا، فأهل التحقيق مِن المفسِّرين يقولون بأنّ هذه الليلة لو كانت لها مميِّزات مادية معروفة لكانت معروفة للناس الذين يَسهرون هذه الليلة أو الذين يَسهرون ليالي رمضان ولا ينامون بحيث يمكنهم أن يُشاهِدوا ما قيل بِأنه يَتجلّى فيها وما يَحدُث فيها مِن الأمور الخارِقة للعادات ، وهذا أمر غير معهود، ولو كان ذلك لاشتهر ذلك اشتهارا عظيما ولَتبيّن للخاص والعام بحيث تتناقله الألسن جيلاً بعد جيل مع تظافر الدلائل التي تدلّ عليه، ولكن أنّى ذلك وهذا لم يَحصل.

ومِن الناس وهذا قول عوام الناس مَن يقول بأنه تَحدُث أمور خارقة للعادات وتنقلب فيه الأمور رأسا على عَقِب ويُشاهِد الإنسان فيه الكثير الكثير .. هذا غير صحيح.

ومِن العلماء مَن يَستنِد إلى رواية رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّ ميزة هذه الليلة بأنها ليلة غيرُ ذاتِ قَرٍّ ولا ذاتِ حَرٍّ .. أي إن كانت ليلة في الليالي الشاتِيَة فهي ليست شديدة البرودة وإنما بَرْدُها معتدِل، وكذلك إن كانت في الليالي الصائِفَة فهي أيضا غير شديدة الحرارة وإنما يكون جوها معتدِلا، و-أيضا-جاء في الحديث أنّ شمسَ غُدْوَتِها تَطْلُع وهي ليست ذاتَ شُعاع، ولكنّ الحديث لم يَصح.




6/العَشْر الأواخر مِن رمضان تتميّز بِفضائل كثيرة وكذلك ليلة القدر، نريد أن نعرف هذه الفضائل، وكيف يُمكِن لِلمسلم أن يتحرّى فيها ليلة القدر ؟

ج/
إنّ الله تبارك وتعالى اقتضَت حكمتُه تفْضيلَ بعضِ مخلوقاتِه على بعض، مِن أيِّ جِنْس مِن الأجناس، فهو يُفَضِّلُ بعضَ البشر على بعض، ومِن البشَر الذين فُضِّلُوا رسلُ الله ، وهم أيضا فُضِّلَ بعضُهم على بعض، وكذلك فَضَّلَ الله سبحانه وتعالى بعضَ البلدان على بعض، وبعضَ الأمْكِنة على بعض ، و هكذا فَضَّلَ بعضَ الأزْمِنة على بعض، ومِن الأزْمِنة التي فَضَّلَها شهرُ رمضان المبارك بِكلِّ لياليه وبِكلِّ أيامه، ثم إنَّ أيامَ رمضان وليالِيَه أيضا فُضِّلَ بعضُها على بعض، ومِمّا فُضِّلَ العشْرُ الأواخر مِن رمضان .. فُضِّلَت العشْرُ الأواخر بِما أنها مَظِنَّةُ هذه الليلةِ المباركة .. مَظِنَّةُ ليلةِ القدْر، التي هي خير مِن ألف شهر، وقد فُضِّلَت ليلةُ القدْر على جميع الليالي العشْر وليالي رمضان بِأسْرها وعلى جميع أيام العام ولياليه، فهي بِنَصِّ القرآن الكريم خير مِن ألف شهر، وقد أنزل الله تبارك وتعالى فيها سورةً بِأسْرها تدلّ على مكانتها وعِظَمِ شأنها وجلال قدْرها .. يقول الحق سبحانه ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (سورة القدر) ، نعم ، هذهِ الليلةُ المبارَكَة هي خير مِن ألف شهر، وهي الليلة التي سماها الله تبارك وتعالى الليلةَ المباركة في قوله ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (الدخان:3-5) ، وتسميتُها بِليلةِ القدْر إما لِعلوِّ قدْرها وعِظَمِ شأنها وإما لِمَا يُقْدَرُ فيها مِن الأمور، فقد قيل بأنّ الله تبارك وتعالى يَكتُب فيها ما يكون في سائر العام، ومهما يَكن فإنّ فَضْل هذهِ الليلة فَضْلٌ يَفوقُ الوصْف ويَفوتُ المدارِك، والله سبحانه وتعالى بيَّن هذا الفضْل العظيم في هذه السورة المبارَكَة، التي سُمِّيت ( سورة القدْر ) والتي فيها الحديث عن هذه الليلة وعن علوِّ قدْرها وعِظَمِ شأنها، وهي بِالطَّبْع إحدى ليالي رمضان، لأنّ هذهِ الليلة هي ليلةُ نزول القرآن على قلْب النبي صلى الله عليه وسلّم مع أنّ الله تعالى قال في شهر رمضان المبارَك ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: من الآية185)، ولئِن كان شهرُ رمضان نَزَلَ فيه القرآن الكريم وكان نزوله في ليلة القدْر فإذن هذهِ الليلةُ المبارَكَة هي إحدى ليالي هذا الشهر الكريم، وإن كان العلماء اختلفوا فيها اختلافا كثيرا، على أكثر مِن أربعين قولا، حتى أخرجَها بعضهم عن شهر رمضان رأسا، وهؤلاء قالوا في قول الله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)(البقرة: من الآية185) أي أُنْزِلَ في بيان فَضْلِه وقَدَرِه وشأنِه ووجوبِ صومِه؛ وهذا القول هو بعيد، لأنّ السياق يَقتضي خلافَ ذلك، ولأنّ النصوص النبوية-أيضا-تدلّ على خلافه ، فالأحاديث الشريفة المروية عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام تدلّ على أنّ ليلةَ القدْر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارَك.



وقد يَتساءَل الإنسان: كيف يَكون إِنْزال القرآن في هذهِ الليلةِ-أي ليلةِ القدْر-مع أنّ القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلّم في رمضان وفي غيره في ظَرْفِ ثلاثٍ وعشرين سنَة نزل بعضه في السفر وبعضه في الحضر وبعضه في المدينة وبعضه في مَكّة وبعضه نزل خارج المدينة ومَكّة عندما يكون النبي صلى الله عليه وسلّم في غزواته وفي أسْفاره ونزل أيضا القرآن الكريم في حالة السِّلْمِ وفي حالة الحرْب ونزل في وقت الصيف وفي وقت الشتاء فهو غير مُنْحَصِرِ النزول في وقتٍ معيّن فكيف يُقال بِأنه أُنْزِلَ في ليلة القدر ؟ والجواب:

1-مِن العلماء مَن قال بِأنّ إنزال القرآن في ليلة القدر يعني بدايةَ إِنْزالِه على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم ، إذ بداية نزول القرآن عليه وهو في غار حراء كانت في شهر رمضان المبارك في هذه الليلة المباركة.

2-ومِن العلماء مَن قال بأنّ نزول القرآن كان أوّلا مِن اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة في سماء الدنيا وكان ذلك في ليلة القدر وتلقّاه جبريل مِن الحفظة ثم إنّ جبريل نزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم ، وهذا مروي عن حَبْر الأمّة ابن عباس رضي الله عنهما.

3-ومِن العلماء مَن ذهب إلى أنّ القرآن الكريم نَزَلَ في ثلاثِ وعشرينَ ليلةِ قَدْر .. أي كان الله تعالى ُنْزِلُ إلى سماء الدنيا ما يُقَدِّرُ إنزاله في سائر العام، والذي يَنْزِلُ مِن اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة في سماء الدنيا إنما كان يَنْزِلُ في ليلة القدر في كل عام وذلك بِقَدْرِ ما يَنْزِلُ في سائر العام.

ولعلّ القول الأول أقربُ إلى الصحّة وأظهرُ، وإن كان القول الثاني مرويا عن حَبْرِ الأمّة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

وهذه الليلة المباركة النبي صلى الله عليه وسلّم أُرِيَها وعرفها وارتَسَمَت في ذهنه وخرج لِيُخبِر بها أمّته فتلاحى رجلان مِن أمّته فرُفِعَت أي رُفِعَ عِلْمُها وقال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( وعسى أن يكون ذلك خيرا ) ، ويرجو بذلك أنّ الله تبارك وتعالى يَكتُب لهذه الأمّة الخير بِرَفْعِ هذه الليلة أي بِرَفْعِ عِلْمُها-لِما يُسَبِّبُه ذلك مِن اجتهاد الأمّة في إحياء ليالي رمضان المبارك.

والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال : ( فالتمِسوها في العشْر الأواخر والتمِسوها في كل وتر )، ومعنى ذلك أنّ الإنسان يُؤمَر أن يَلتمِس هذه الليلة المباركة في العشْر الأواخر مِن شهر رمضان المبارك بحيث يجهد في العبادة في هذه الليالي المباركة ولاسيما الليالي الأوتار، وهي ليلة الحادي والعشرين وليلة الثالث والعشرين وليلة الخامس والعشرين وليلة السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين.

ومِن العلماء مَن ذهب إلى أنها هي قبل العشْر الأواخر، وهؤلاء قولهم مرجوح، بِدلالة الحديث الشريف.

ومنهم مَن قال بأنها لا تثبت على حال فإنها قد تَختلِف بين عام وآخر ففي عام تكون مثلا في ليلة الحادي والعشرين وفي عام تالٍ تكون في إحدى الليالي الأوتار الأخرى بِحيث لا تكون ليلةً معيّنةً في كل عام.

هذه الليلة جعل الله تعالى شأنها شأنا عظيما ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر:4-5) ،.. يَستمِر خيرُها إلى طلوع الفجر، وفي قوله تعالى: ( … حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) ما يُؤذِن بأنّ القول الصحيح هو أنّ فضل هذه الليلة يَنقطِع بِطلوع الفجر وأنه لا يَستمِر في يومها-أي في اليوم التالي-وإنما ينتهي بانتهاء الليل .. هذا هو القول الصحيح، وإن كان مِن العلماء مَن ذهب إلى خلاف ذلك إلا أنّ دلالةَ القرآن تدلّ على هذا، وكفى بهذه الدلالة حجّة، ولا ينبغي أن يُختلَف مع ورود نصّ مِن القرآن الكريم على شيء، وإذا جاء نهرُ الله بَطَلَ نهر مَعقِل؛ والله-تعالى-أعلم.
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس