الموضوع: خلف الستاره
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 23-02-2013, 12:08 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...لقطة ٌخاطفة-أختي البديعة رحيق الكلمات-هي هذه الومضة القصصية المستنبَتة من صميم واقعنا الاجتماعي الذي يحتوي في خبايَاه تلك المواقف التي تجمَعُ بين الألم..والترقب..والفرَق..والإشفاق..والشجن..!!

خِلطة ٌتبعثُ-كونـَها ترميزاً لأشياء-إحساساً في نفس القارئ لا يُبارحُ صورة الدمعة الباسمة..أو الفرحة الحزينة..أو الاكتئاب المتفائل..أو السكينة المقلقة..أو الهدوء الحائر...!!!!

إنها صورة اجتماعية ليستْ واضحة تماماً للعيَان ولكنها أقربُ في جزئياتها الدراماتيكية إلى العُمق الإيحائي في ملمَحِها السريالي..!!

والسرياليون-خصوصاً في الرسم والتشكيل-يسمونها ( الفوضى المرتبة chaos classé )،وهم يَقيناً يَعنونَ بذلكَ أن الوضوحَ أحياناً مظنة للغموض وإغراقاً في دهاليز الإبهام،وما من مَفرٍّ-درءً لذلكَ-إلا أن يُعادَ ترتيبُ الجزئياتِ في الصورة وفق تداخلٍ مَّا يترتبُ عنه في النهاية رؤية حقيقية لجوهر الأشياء..!!

أظن-سيدتي الكريمة-أن ومضتـَكِ الجميلة هذه ( خلف الستارة ) فيها من تداخل جزئيات الموقف،بدْءً بالعبث اللطيف بوشوشة الهاتف بين الأصابع..مروراً بفسحة الراحة القصيرة التي استغرقتها شريفة بين انغماسها في محاولة الاتصال بصديقاتها وإزاحتها لستارة سريرها أين احتوى بصرُها كامل الرواق الاستشفائي ليتوقفَ بها حيث الستارة القصية هناك..والتي كانتْ مغلقة لأمر مَّا..وانتهاءً بما أفرزته اللحظة كلها من منظر المرأة العجوز المسجاة أمام سندان ( الموت الرحيم ) الذي هو أصلاً-في حس شريفة-سندانٌ في مطرقة،حرَّكَ فيها مواجعَ ومواجعَ زادتْ من نوبة الألم في كليتيْها القريحتيْن..!!

المشهدُ بكله..على بعضه..متراسٌ من معاناةٍ ضاعَفها التحجرُ الإنساني حينما تنضبُ روافدُ الرحمة والتراحم في العصر الذي نشهَدُ فيه ترويجاً هائلاً لإنسانية الإنسان الغربي المتفجرة حناناً ورحمة..!!

ولا زلتُ أذكرُ-أختي-كيفَ عقدَتْ لساني وجَناني دهشة عارمة وأنا أقرأ منذ سنواتٍ كيفَ أن جمعية إنسانية تنشط في فرنسا-ولها فروعٌ رسمية معتمدة في بريطانيا ودول الشمال-تحت مُسَمَّى ( جمعية الحق في الموت باحترام association du droit de mourir en ce qui concerne )..والجمعية تعقد اجتماعاتها بشكل دوري منتظم ولها حملاتٌ دعائية لتمويلها من أهل الخير..!!!

فشيءٌ طبيعي تماماً أن يستعيذ الطبيبُ من هكذا جنون باسم الرحمة..!!

بوركتِ-سيدتي-على هذه اللوحة القصصية السريالية التي تحمل الكثيرَ الكثيرَ من رمزياتِ الإيحاء لهذه الإنسانية المعذبة بتقاليع أهلها المتحضرين..!!!

بورك قلمك
المبدع
اخي
لقد شرفت
قلمي بقرائتك الشيقة
الف تحية لك
__________________
رد مع اقتباس