عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23-01-2013, 10:45 PM
said44 said44 غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 93

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...انتابني-دكتور سعيد-شيءٌ من شعورٍ لا يخلو من رقةٍ ورهبةٍ وأنا أذرَعُ بذائقتي قصيدتـَكَ الهيفاءَ الفخمة هذه مجيئة ًوإياباً..

ولستُ أدري-سيدي الكريم-لِمَ دارَ في خلدي معنىً،كنتُ قد قرأته لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله-أظن في كتابه ( خصام ونقد )-نقلَ فيه أن ناقداً قديماً سمِعَ الشاعرَ العباسيَّ أبا تمام يُنشِدُ قصيدتـَه المشهورة :

أهُنَّ عواديُّ يوسُفَ وصواحبُه ** فعزماً فقدْماً أدركَ السؤلَ طالِبُهْ..!!

فقال له : لِمَ لا تقولُ ما يُفهَمُ..؟؟ فأجابَه أبو تمامٍ : ولِمَ لا تفهَمُ ما يُقال..؟؟!!

ذكرتُ هذه القصة حين راحتْ ذائقتي تدلِفُ بين رقةِ المعنى الميَّاس وفخامة اللفظ الجزل اللذيْن احتوَيَا ضيْفَ نجدٍ بما ناءَ كلكلُ شِعْرهِ على رَبْعها المترامي،فلم يكُ بُدٌّ-وقد ناءَ الكلكلُ الشعريُّ-إلا أن ترتدَّ جاريته اللكعاءُ بما امتنعَ الردنُ المهفهَفُ فيها غمزاً وهلعاً..!!!

أقرأ هنا-سيدي-هذه الهَبَّةِ الشعرية النجدية فتحتسي ذائقتي شيئًا غيرَ قليلٍ من تلكَ اللغةِ الفخمة التي اندرستْ معالِمُها-أو تكادُ-لأن تقليعاتِ التغيير في ( اللغة المودرن ) ترى ضرورة اندراسها أمامَ مرونة التسطيح والتمييع في غير ما أسَفٍ أوتأسٍّ..!!

أقرأ في هذه الهبة،فكأنما رتمُ الإيقاع يُعيدُ عندي أصداءً فخمة من قصيدةٍ أخرى قالها ذاكَ الذي ملأ الدنيا بشعره وشغلَ الناسَ منذ اثنيْ عشرَ قرناً من الآن ، الكبير أبو الطيب المتنبي...

إنها قصيدته الأثيلة في ( وصف الحُمَّى ) التي داهمته في مِصرَ عندما كان نزيلاً عند كافور الإخشيدي..كأنما الإيقاعُ هو ذات الإيقاع..والفخامة هي ذاتُ الفخامة..والعنفوانُ هو ذاته..القصيدة مطلعُها :

ذِرَاني،والفلاة،بلا دليــــــــل ** ووجهـــي والهجيرَ،بلا لِثام

وفيها يقول :

وزائرتـــــــي كأنَّ بها حَـــياءٌ ** فليسَ تزورني إلا في الظلام
بذلتُ لها المطارفَ والحشايَا ** فعافتـْها وباتتْ في عِظامـــي


وفيها أيضاً يقول :

ألاَ يا ليْتَ شعْرَ يَدي أتمسي ** تصرَّفُ في عِنانٍ أو زِمَامِ..؟؟
وهل أرمي هَوَايَ براقِصَاتٍ ** مُحلاَّة المقـــــــاودِ باللغامِ


ولما كانَ وزنُ القصيدتين من ذاتِ البحر الخليلي ( بحر الوافر ) في نوعه الأول :

بحور الشعر وافرُها جميلٌ ** مفاعلتن مفاعلتن فعولن

فإن أوجه الشبه في روعة الإيقاع تكادُ تجعلُ من قصيدتكَ الجميلة تشطيراً لقصيدة أبي الطيب أو امتداداً لأصداءِ جرسِها الموسيقي العذب في الحِسِّ...

بوركَ فيكَ-سيدي-على هذا التدفق الشعري العربي الأصيل...

عندي-بعد إذنِكَ-استفسارٌ بسيط :

- في عَجُز البيت السادس نجدُ : ( بني عامر،فقومُك فالنجــوعُ )،وأنا عندما راقبتُ صلة الإضافة ( بني عامرٍ ) بما قبلـَها،استشكلَ عليَّ موقعُها الإعرابي ؛ أهيَ بدلُ الاشتمال لـ ( رُسْلٌ ) التي قبلها،وفي هذه الحالة وجبَ وجوباً الرفعُ ( بنو عامر ) لأن البدلَ من توابع مبدِلِهِ..؟؟ أم أن ( بني عامر ) منادَى منصوبٌ لأداة نِدَاءٍ محذوفةٍ..؟؟ أم أنها نداءُ اعتراضٍ بين لفظة ( رُسْلٌ ) وفاء الاستئناف التي جاءتْ بعدها..؟؟ أم أن ( بني عامرٍ ) مضاف إليه للمضاف ( رُسْلُ ) وفي هذه الحالة كان ينبغي إعفاءُ ( رسلٌ ) من التنوين لأن الإضافة تمنعُ المضافَ من التعريف والتنوين..؟؟

ودمتَ بيننا واحداً من أرباب القريض...
===========================================
الاخ يزيد فاضلي
سلامات
قد انبثقت و كُتبت ضيف نجد قبل نشرها بهنيهات لا تزيد عن ساعة .
لحظتها لم اتذكر المتنبي ولم افكر لا بالوزن ولا بالاعراب انما هي خرجت هكذا من طبيب .
الان انت من قال لي ان بحرها الوافر . وشدني الى اعراب - بني عامر -
وهو صحيح فانا اقصد : رسلٌ من بني عامر .
سلامات ومن جديد فرصة للقاء وتحياتي
======================
رد مع اقتباس