عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-06-2010, 03:23 PM
الصورة الرمزية فاطــ (محمد) ــمة عبدالله
فاطــ (محمد) ــمة عبدالله فاطــ (محمد) ــمة عبدالله غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: بين االألف والياء
المشاركات: 1,179
افتراضي الحـــوار العقلأنـــي ...




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
__________________________


من وحي حال الأمس - وغيره من ايام مضت وستأتي للاسف وجدت أن مجتمعاتنا العربيه لا يعشقون شيء أكثر من عشق (( الجدال))

فما ان يطرح أحدهم فكرة حتى يسارع كل المحيط بالإعتراض والاستفاضة في النقض والتقليل من رأي الطرف الأخر
فيحولون بالتالي الموضوع المطروح لمسألة شخصيه ويخرج عن مساره الاصلي!!

ولا أستغرب ان كل ذاك الجدال قام على شيئ لايستحق .......فتعم الفوضى بالمكان وما حوله ..

____________________________________________



للأسف اتسع هامش الحوار وتذبذبت اسس الحوار ايضا فيما بيننا كما اتسعت دائرة الحرية الفكرية الثقافيه وراحت الحوارت على غير هدى ...
لا انكر ولا ينكر المثقف الواعي مع احترامي لكل القراء دور واهمية الحوارت والنقاشات في تنمية الفكر والذات ككل فرد ومجتمع ...على كافة
المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية...وبالشكل المتسلسل ...من وإلى استنبات افكار ورؤى جديدة تساهم في الرقي التصاعدي ...
المبني على اساس (واعي) وبلفظ أخر أصح (عقلاني) يدرك اهمية الساحه الثقافيه والإعلاميه لأي مجتمع ...


إذن ...ما اهمية تلك الحوارات التي بنيت على اسس غير منطقيه التي غالبا ما يحدد طبيعتها مواقف عاطفية أو مصلحية , أو أرضية ثقافية هشة
أبرز ما يميزها المزاجية والسطحية في الفهم لمعطيات الموضوع المتناقش أو المتحاور حوله .

- إن الإنسان هو من يطور ويحرك ذاته فيزيائيا وذهنيا في كل لحظة من تاريخ حياته فلما لايسعى في ابراز شخصيته من خلال تحاوره مع الاخرين ...
بالشكل الراقي الذي يسعى له كل فرد ....في المجتمع .

في الحقيقة ومن وجهة نظري واظنني سأتفق فيها مع أصحاب العقول الواعيه مع احترامي لكل القراء ...

ولا-أصبوا بحديثي ذاك وهذا إلى شخص معين إنما المسألة طالت العامه فالرجاء التريث........

إن مسألة الجدال ناتجة في الاساس عن وعي ناقص لمعنى النقاش ..يسير عكس التيار فما أن يطرح احدهم رأي معين حتى يطلق دون
ان يعلم شرارة تشتعل بها العقول التي اصطلح عندها النقاش بأنه فرصة ( للإنتصار) ، وأن من يناقش يجب ان ينتصر وإلا فأنه خاسر ...

المعذره نحن لسنا في حرب ....حتى الحرب تقام على اسس واهداف ...وإلا- ما قامت ...

وهنا الدعوة عامة ...دعونا نبحر سوياً ...في هذا الحديث ...




كما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث أخرى، ومنها:

ما رواه أحمد(8630) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

"لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح ، ويترك المراء وإن كان صادقا".

وما رواه الترمذي(1995) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

:"لا تمار أخاك ".



وفي هذه الأحاديث ونحوها يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من جميع الأمور التي لا تناسب المسلم
ولا يصلح أن تكون من أخلاقه، ومن تلك الأخلاق غير المرضية



والمراء، هنا مقصود به الجدال...


وتأملو معي هذا القول السديد في قول الشافعي....في فضل السكوت ...


وجدت سكوتى متجرا فلزمتــــــــه *** اذا لم اجد ربحا فلست بخاسر

وما الصمت الا فى الرجال متاجر *** وتاجره يعلو على كل تاجـــر


فالصمت في ما يثير ثورة الغضب ويثير الخلافات (حكمة ...يا سادة ......

ويكفينا قول الله تعالى ...في الجدال...

وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .



وقد يظن الإنسان ان ترك الجدال وان كان على صواب فيه من الصعوبات الكثيرة لكن لو-فكرنا قليلأً بتريث وتيقن لأدركنا ان المسألة أسهل بكثير مما نتصور اويتصور
البعض واكثر قابلية للتطبيق.... فالنقاش الهادف هو (الحوار العقلاني) المبني على اساس راسخ وعميق فيه القناعه التامة و الحكمة القيّمة التي سرعان
ما تنتهي بنتيجه إجابيه للطرفين وإن تخالفوا بوجهات النظر...

اما الجدال العقيم لايجلب الا النقص والنزاعات والخلافات وبتالي يخوض الشخص المجادل معركة هو المنتصر فيها اعتقاداً منه ذاتيا ً لكنها في الحقيقة معركة الفوز فيها خسارة والانتصار
فيها خسارة فأنت تخسر الحاضرين وتخسر نفسك وتخسر من جادلته لأنك اصريت على احراجه فتكسبه عدواً لك ..

وعكس ذلك كله تجد الإنسان الواثق من نفسه فهو يناقش ولا يجادل ، يطرح وجهة نظره بهدوء وسكينة ، ويدافع عن رأيه بمنطقية بهدف توضيح موقفه وليس لكي يكسب الأخر
وإن شعر انه على خطاء فلايشعر بأي احراج بأن يبدي قناعته بوجهة نظر الأخر ، وهو بذلك يرضي ربه ويكسب احترام ذاته ويكسب من كان ممكن ان يكون عدوه في صفه
.....



هذا واتمنى ان لا يسير طرحي هذا إلى خلق فئات منها مع وضد بقدر ما نحن في حاجة إلى التيقن من مدى اهمية ...التفكير العميق في اتخاذ قرارات جديه ...
ترمز للإستمراريه والعطاء بالشكل الراقي ....الذي يرقى بنا ...ذاتيا ً قبل كل شيء ..هنا دعوة للحوار العقلاني ....الذي يثير منبر النقاش الهادف إلى الرشد والسداد والثبات ...على صرح
السلطنة الادبيه ...لنرفع من مستوى الثقافه ...في مجتمعاتنا ....


ادرك اني ما زلت تليمذة انهل من عطائكم اساتذتي الكرام انما هذي ..خطوة تطبيقيه لما ...اقتبسته من نبض حروفكم ....فالمعذره ..وقد جل من لا يسهو ..
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg --------------------------.jpg‏ (145.9 كيلوبايت, المشاهدات 33)
نوع الملف: gif ff.gif‏ (16.6 كيلوبايت, المشاهدات 32)
رد مع اقتباس