عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-08-2015, 11:10 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات مُزعج ذاته عضو مجلس الشعب




مغامرات مزعج ذاته

عضو مجلس الشعب


لاحظ مزعج ذاته أن أعضاء مجلس الشعب في دولته
ينتمون إلى أربعة أصناف:
صنف أهّله حسبه ونسبه وإنتماؤه القبلي، وصنف زكّاه مركزه المالي
وصنف فرضته الدولة، أما الصنف الثالث فقد رفعته كفاءته العلمية
فتأكدت للمزعج إمكانية ترشّحه في الدورة المقبلة، وطفق يجمع
المعلومات ويعد العدّة، وأخذ يتّصل بالشيوخ النافذين ورجال الأعمال القادرين
على إستثمار مركزه في تعزيز مؤسساتهم الاقتصادية، وبدوره
قدّم للشيوخ ما يلزم لشراء تأييدهم، ووعد الداعمين بتشريع التسهيلات
القانونية التي تلغي أي قيد يقنن الحركة الاقتصادية.
وطبعا فاز بالعضوية وأصبح رجلا دبلوماسيا.
ونهج في تعامله مع الوزراء، والمسؤولين أسلوب اللطف واللباقة، مظهرا
تساهلا وتفهّما أمام التقصير والإهمال أوالتشدد والتّسلط
إذ أن هدفه ليس خدمة المجتمع والرُّقي بالوطن، بل كل ما يطمح إليه
هو الحصول على مكاسب فئوية ضيّقة، وبالطبع فإنّ المنحة المالية الضخمة
والمرتّب الشهري السخي هي مطمعه الأوّل.
فكان وجوده في الإجتماعات عامة كعدمه، إذ لا يهش ولا ينش
بل يكتفي بالمقولة المشهورة: أنا مع العضو فلان
فلمّا كان الاجتماع الذي نوقشت فيه خطط ومنجزات وزارة الاقتصاد
ظهر العجب من مزعج ذاته، فلقد تنمّر على الوزير، وبالغ في إنتقاد سياسته
المتشدة حيال الممارسات الاقتصادية، وطبعا وافق ذلك هوى معظم الأعضاء
الذين يحبّذون الجدال ولو كان عقيما، وأصروا على مطلب واحد فقط
وهو تسهيل إجراءات إستجلاب العمالة الوافدة. فرضخ الوزير لذلك الطلب.
وفي ظرف سنتين عجت البلاد بالألوف المؤلفة من العمّال العاطلين
واكتظت بهم الشوارع والطرقات. وعندما أقدمت الدولة على
دراسة الظاهرة، خرجت الدراسة بهذه الحقائق:
ـ معظم العمال أستقدموا لحساب شركات وهمية
ـ هناك مواطنون أمتهنوا التجارة بالفيز
ـ الكفيل يستقدم العمال ثم يتركهم ليفعلوا ما يشاءون مقابل مبلغ مالي
يستلمه من كل عامل نهاية الشهر
ـ إنتشرت البطالة في البلد لأن الشباب إعتمدوا على ما يقبضونه من مخدوميهم
فكان القرار الحاسم بإحصاء عمّال كل مؤسسة، أو كفيل
وتمّت محاسبة المتلاعبين والمزوّرين.
فأصيب مزعج ذاته بخسارة مالية ثقيلة، إذ أجبر وغيره كثيرون
على تعويض العمّال العاطلين وترحيلهم على حساب من أستجلبهم.
لكّنه عوّضها بمضاعفة الكميشن، ثم جلس ينشد:

دع الندامة لا يذهب بك الندم ::::::::::::::::: فلست أول من زلت به قدم

هي المقادير والأحكام جارية :::::::::::::::::: وللمهيمن في أحكامه حِكمُ

خفِّض عليك فما حالٌ بباقية ::::::::::::::::::: هيهات لا نعمٌ تبقى ولا نقم

قد كنت بالأمس في عز في دعة ::::::: حيث السرور وصفوا العيش والنعم

واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ :::::::::::::::: صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ

كأن سيفك لم تلمع بوراقه :::::::::::::::::::: وغيث سيبك لم تهمع له ديم

ما كان أغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ ::::::::::::: لولا القضاءُ وما قد خطَّه القلم

يتبع إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 11-08-2015 الساعة 12:45 AM
رد مع اقتباس