[أنور]

هناك في قاعة الاختبار، بين زحمة الأفكار، وصمت الحروف والكلمات ،ووجوم الوجوه وتساؤل الأقلام قلبت دفتر الأسئلة ففوجئت عندها بصعوبة وغموض أسئلة الاختبار شردت بفكري بعيدا لأكتب ما يجول في خاطري من عبارات إنها رسالة عتاب أبعثها لك معلمي فعذرا عذرا معلمي
معلمي أكن لك كل الاحترام ولكن من المسوؤل عن غموض السؤال ؟
معلمي أنا وباقي زملائي الطلاب أمانة في عنقك ، تذكر معلمي يوم مررت مرور الكرام على ذلك الدرس لقد جاء اليوم في الاختبار ، وتذكر يوم سألتك ذلك السؤال أجبت بني هذا السؤال نشاط أثرائي لا يدخل ضمن أسئلة الاختبار إنه جاء اليوم في الاختبار ،معلمي كم درس في النحو والصرف والبلاغة لم تشرحه ، لا لضيق الوقت إنما لحديثك في الحصة عن الأسهم والعقارات تحدثت معلمي عن تلك الأمور و أسهبت فيها ونحن كلنا أذان مستمعة لك ولا ندري ماذا كتبت لنا الأقدار .
معلمي كم من المسائل لم نحض بشرحها منك يا أستاذ ، لجأت لأخي وأختي خريجا الثانوية لحل المسائل في الفيزياء والكيمياء والرياضيات ، ولكنهما لم يجيبا على السؤال لعل الإجابة قد شردت عنهما واستعصت أن تحضر في ذهنهما في ذلك الوقت ، كذلك موقفي في النحو والبلاغة والإعراب معلمي أنا اليوم في الصف الثاني عشر لكني لا أستطيع التميز بين همزة القطع وأختها همزة الوصل
فعذرا معلمي أنا أمانة سوف تسأل عنها يوم الحساب وتذكر معلمي قول المولى عز وجل "إن عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ..............وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"

ومضيت أجوال بأفكاري يمينا وشمالا ولم أنتبه إلا والمراقب علينا يضرب بيده على طاولتي منبها لي بأن لم يبقى من الوقت إلا القليل لا يتجاوز الربع ساعة هززت برأسي فكتبت في أعلى الورقة نحن أمانة في عنقك يا أستاذ حلل راتبك الشهري باستحضار الضمير ومراقبة الله تعالى في السر والعلن وتذكر يوم تسأل عن علمك من أين تعلمته وفيما عملت به وعن مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته
وفي أسفل الورقة كتبت معلمي تذكر قول الرسول _صلى الله عليه وسلم_:" إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة"
سلمت ورقة الإجابة وخرجت من القاعة مبتسما ولا أدري لما تلك الابتسامة على وجهي وقد تركت الورقة بيضاء.