عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-06-2015, 12:00 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي





السلام عليكم الأستاذ المبدع / محمد العربي
وددت والله أن يطول إثراؤك في موضوع الهجر، فإن ما خطّه
قلمك المبدع لم يجافي الحقيقة، وإنّما أضاف بعدا دينيا وأخلاقيا
وهما المحوران اللذان تسير على نهجهما علاقاتنا كأمة مسلمة
ومع أن الهجر بين الأزواج والمحبين هو السائد في المجتمعات
إلاّ أن هناك هجر لا يقل ضررا ودمارا للعلاقات الإنسانية
وأقصد به الهجر والقطيعة بين الإخوة وذوي الأرحام
فدعنا ننحي هجر المتزوجّين جانبا إلى حين
إذ أن شهر التوبة والرحمة والغفران والإحسان قد بدأ يقرع الأبواب
وها هي نفحات بركته تعبق في الفضاء
ومن أدبيات الشهر الكريم أن نستقبله بقلوب نقيّة
خالية من الضغائن والأفكار الهدّامة، ولا شكّ أن الكثيرين
يعانون من هجر الأرحام، ويشكون من القطيعة والتجافي
وبنظرة عميقة إلى المحرضات على قطيعة الرحم (الهجر) نجد
أغلبها أسباب مادية بحتة، فهذا وأشقاؤه اختلفوا على تقاسم
تركة الوالد، فأمتلأت قلوبهم حقدا وغلا
وهذان تشاجرا لأن أحدهما إستأثر بغلّة المشروع المشترك فأشتعلت
بينهما نيران الكراهية المؤبّدة
وهؤلاء لم يحلّوا نزاعهم إلاّ على يد القاضي، فتباغضوا وتدابروا
وذاك قد تزوّج من حبيبة أخيه فهجره وجفاه
وهذه إعترضت على سلوك ابنائها المشين فعقّوها ورموها
وهذا رفض تلبية رغبة اخته فعافته وخاصمته وجفته
وعلى هذا المنوال تنسج معظم قصص الهجر وقطيعة الرحم
تأججها قسوة الحياة، ومتطلبات العصر المادية، وإنفلات
عقد التراحم، إذ بات المرء يعاني من الهجر في عقر داره
فهذا بلا شك لن يكون قادرا على تبليغ رسالة الألفة والتداني
طالما بقي محبطا تقضُّ مضجعه سياط الهجر العائلي.
فكيف لنا أن نوازن بين الرغبات المتناقضة؟
وبأي أسلوب يمكننا إقناع الطمّاع بالتضحية؟
وهل بالإمكان تليين القلوب لتتنازل قليلا؟
أوعلى الأقل أن نقرّب وجهات النظر؟
وما الذي سيزيل شجون العاشق المحروم؟
ومن سيتمكّن من إقناع الأبناء بأنهم كانوا على خطاء؟
وأنهم أخطأوا أيضا بحق والدتهم عندما هجروها؟
وماذا يرضي الأخت القاطعة غير تحقيق رغبتها؟

أترك لأقلامكم المبدعة الميدان إلى حين ...


رد مع اقتباس