عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 04-06-2015, 02:23 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي




بين أحلام الشباب
وهموم الكهولة



ـ أنا: لا عليك يا قلم ... خُطّ ما يحلو لك

ـ القلم: هل من حرج؟
ـ أنا: لا . لا حرج. ما لم تتخطّى حدود الشرع والقانون
ـ القلم: إذا سأكتب ما يحلو لي.
ـ أنا: أكتب. لكن كن منصفا
ـ القلم: سأكتب مقارنة بين طموحات الشباب
وهموم الهولة.

ـ أنا: حسنا. فما عساك تقول عن أحلام الشباب؟
ـ القلم: ليس لها حدود، عريضة بعرض السماء، صافية
صفو الدمعة، زكية كرائحة العطر، ناعمة كنسمة السحر
مثيرة محفّزة دافعة للتقدّم، مبهجة للنفس
محرّكة للعقل والجسم

ـ أنا: رويدك أيها القلم. وفسر لي كيف هي بهذه الصفات؟
ـ القلم: نعم. أحلام الشباب لا حصر لها، وليست مقصورة
على المنزل والمال والزوجة والمركبة. بل من ضمنها المنصب الرفيع
والسلطة والوجاهة والشهرة، والقدرة على مساعدة الآخرين
وإمكانية السفر والتجوال. وكما ترى فكلها أحلام بيضاء
وهي فعلا حوافز على العمل والإبداع والإتقان.
ومتى تحقق شيء منها فهي البهجة عينها.

ـ أنا: طيّب. وما الذي يعيق الإنسان عن تحقيق أحلامه؟
ـ القلم: عفوا. سؤالك هذا في غاية القبح. وأعذرني إن قلت
إنّه سؤال غبي.

ـ أنا: ولماذا هو كذلك؟
ـ القلم: الا تؤمن بالقضاء والقدر؟
ـ أنا: بلى.
ـ القلم: إذا فإمكانيات المرء محدودة. فمهما سعى فلن
يحقق إلا ما قد كتب الله له. هذه واحدة.
والثانية هناك مثبطات كثيرة. منها التحولات النفسية
التي تطرأ على شخصية الإنسان نفسه، فتجعل المرغوب مكروها
بين عشية وضحاها، وهناك دور فتاك للبيئة المحيطة
وأقصد بالبيئة الناس والظروف المتغيّرة. كلها تؤثر
سلبيا أو إيجابيا على سلوك الإنسان، فتدفعه أو تمنعه.

ـ أنا: إذا فمن الأفضل أن يتخلّى المرء عن أحلام
لا يمكنه تحقيقها، وأن يكتفي باليسير منها فقط.

ـ القلم: هذا ما يفعله معظم الناس. أمّا المميزون
فلا حدود لأحلامهم، بل إنّهم لا يتنازلون عنها مهما
كانت المعوقات صعبة، والظروف قاسية
يحققون البعض منها. والبقية تظل أحلامهم الحيّة
التي تمدّهم بالقوة والسعادة وتفعهم للنبوغ

ـ أنا: حسنا. أحلم على هواك. ولكن حدّثني عن
هموم الكهولة. ولماذا تسميها هموم؟
ولماذا تربط بينها وبين الكهولة؟

ـ القلم: ليست لدي الرغبة حاليا في فتح هذا الباب
ـ أنا: فمتى إذا؟
ـ القلم: قريب إن شاء الله





رد مع اقتباس