عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-12-2012, 04:27 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي تنزيه الرقية الشرعية من محدثات الرقاة،،

يقول الشيخ فلاح مندكار في كتابه ((الرقى الشرعية بين التنزيل والتطبيق)) ص77 -:

فصل: ذكر بعض بدع ومحدثات الرقاة:

سأذكر لك -أخي القارئ- شيئا مما شاع واشتهر من حال الرقاة، وأما ما خفي وتستر فلعله أعظم وأكثر، والله تعالى وحده المستعان وعليه التكلان في رجوع الناس إلى الهدى، والرشاد ومجانبة طريق الزيغ والضلال، فأقول وبالله التوفيق:

1-منهم: من توسع في تقنين العيادات بتحديد المواعيد وإعطاء تذاكر الدخول، وتحديد الأسعار والتكاليف، وعدد الجلسات اللازمة ومدة العلاج، وكيفيات استعمال الدواء، وأوقاته، وأحواله وإعطاء الوصفات من مياه وعسل وزيوت وأعشاب وبوب وملح وغيرها من الأشياء وتوزيع الجداول لأنواع القراءات والأمراض.

2-ومنهم: من يجمع العشرات وربما المئات من المرضى والمتمارضين في المكان الواحد ثم يقرأ ما زعموه (القراءة والرقية الجماعية) مستخدما مكبر الصوت، وربما عن طريق جهاز التسجيل خاصة وإن كان لا يحسن القراءة والحفظ، أو بحجة أن حسن الصوت والأداء أوقع في الأثر على الجن والأرواح الشريرة.

3-ومنهم: من يذكر تقسيما وتحديداً لمواطن خروج الجن من الإنس، وتحديد الأضرار الناتجة عن ذلك، فيزعم مثلا أنه إن خرج من فتة الأذن أصمها، أو خرج من عين المريض أعماها، أو من جهة رأسه أصابه الخبل، أو من دبره فكذا وكذا...إلخ، ثم يقوم هو بتحديد موقع خروجه، فيأمره أن يخرج من جهة قديمه أو قدمه اليسرى، ولا أدري لماذا لا يصاب بالعرج أو الشلل من جراء ذلك قياساً على تقسيماته السابقة.

4-ومنهم: من يستخدم مواد كيميائية، وأحماضا حارقة أو تركيبات وخلطات من مواد يحتفظ بعناصرها لنفسه، كبعض الأعشاب والزيوت والحبوب وغيرها، أو أنياب بعض الوحوش أو جلودها أو محنطاتها، كل ذلك يزعمون أنه طارد للجن قاهر له وقاتل.

5-ومنهم: من توسع كثيراً بإجراء حوارات مع بعض الجن ومقابلات يتجاذب فيها أطراف الأحاديث عن الأمور الغيبية، وأسلة خاصة عن أحوالهم، وربما عن كيفية إصابتهم الإنس، ثم أمرهم بالخروج وتهديدهم، وأخذ العهد عليهم بما يزعمونه أنه عهد سليمان النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى غير ذلك من الهراء الكثير والأخبار الغيبية، وتحديد الساحر والعائن والحاسد الذي تسبب بهذه الأمراض، ومصدره في ذلك إخبار الجن له، ومعلوم أن الأصل عدم تصديقهم.

6-ومنهم: من اشتهر بين الناس ببعض الأوصاف والألقاب المثيرة، ترويجا لعيادتهم وجذبا للعامة والمرضى لهم دون غيرهم مع فرحهم بتلك الألقاب والأوصاف التي لا تخلو من تزكية للنفس، فضلا عن الكذب والدجل مثل: طارد الجان، قاهر الشياطين، وملك الرقاة... إلخ.

7-ومنهم: من يجالس النساء إلى ساعات متأخرة، ويتلمس مواضع المرض -بزعمه- ويتحسس تحرك الجن في جسدها، أو يضع يده على رأسها وربما مع التحريك، ومنهم من يطلب من المرأة أن تضع عينها في عينه لا تفارقه بحجة التأثير على الجني أو تخويفه، أو يضغط بيده على بطنها أو صدرها أو موضع عفتها بحجة التضييق على الجني وغيره، فضلا عن تكشف العورات حين اضطراب كثير من النساء، وتحركهن بفعل الجن بزعمهم، مما هو من دواعي الفتنة ومقدمات الوقوع في المحرمات -والعياذ بالله تعالى- هذا عدا ما يسلكه بعضهم من تعمد الخلوة ببعضهن ولعل بعض ذه الأمور تكون أمام محارمهن وذويهن ولا يحركون ساكنا.

8-ومنهم: من يتفنن ويجتهد في زيادة الوهم عند المرضى باستعمال الخنق بالضغط على الأوداج، الأمر الذي يحبس الدماء عن المخ حتى يفق\ المريض وعيه لثوان معدودة، وأهل المريض أو المرضى الآخرون يرون ذلك فيؤمنون بأنه الجن وأنه الصرع، ولحظات المس والدخول والخروج، أو الاتصال بالعالم الآخر إلى غير ذلك من الخرافات والأوهام، ثم ما يلبث أ يعود إليه وعيه فيكبر ويهلل الراقي، ويهلل الجميع وسط ذهول المريض الذي يصاب بصدمه ويتسائل عما حدث له، فيطلب منه الراقي التهليل والتكبير والتحميد، وكأنه قد سلك به أول طريق العلاج والخلاص من آثار الجن وغيره.

9-ومنهم: من يستعمل أساليب أخرى توهم المرضى وتزيد أهل الوهم وهما وأهل الوسوسة وسوسة، فيشعرون بالحاجة الماسة للراقي والقارئ، وأنه لا غنى لهم عنه وعن حضور مجالسه والدفع له.

10-ومن أساليبهم في ذلك: إخبارهم بالمغيبات وادعاء الخوارق مثل حرق الجن المتلبس أو صرعه أو قتله أو رد السحر على الساحر بإصابته أو بالتفريق بين الجن وأهله وعشيرته بحبسه أو نفيه، والأغرب أن بعض هؤلاء يستخدم مشرطا أو إبرة يوخز لها مريضه أو مريضته في جهة أصابع القدمين أو أنامل اليدين أو غير ذلك لإخراج شيء من الدم ليستدل به على قتل أو جرح الجني.

11-ومنهم: من يستعمل الضرب بحجة مشروعيته، فيتوسع بالضرب في أماكن متفرقة من جسد المرأة متلمسا عوراتها ومفاتنها ومتحسسا على ما يستحسنه من جسدها، إشباعا لرغبته، وكبحا لجماح شهوته، ومنهم من يستعمل الصعق الكهربائي بكشف مواطن من جسد المرأة وربط الأسلاك بها استعداداً لتميرير التيار بها للتضييق على الجن أو إحراقه بزعمهم.

هذا غيض من فيض من المفاسد والمخالفات الشرعية التي ساهمت في فساد كثير من العقائد، وصدت عن الطرق الشرعية في انتفاع الناس بالقرآن الكريم والأذكار..
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس