الموضوع: موسم الصفيلح
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-11-2013, 11:35 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي موسم الصفيلح







الصفيلح

نعمة ونقمة

النعمة

تنفرد السواحل الشرقية من محافظة ظفار العمانية
بوجود ثروة بحرية نادرة,لا توجد سوى في عدد قليل من بلدان العالم
تلك النعمة هي محار الأبالوني أو الصفيلح
كما أنَّ النوع الموجود في المحافظة من الصنف الممتاز عالميا
هي نعمة تستوجب شكر الله و المحافظة عليها
إذ يكسب الغواصون سنويا آلاف الريالات في موسم الغوص
بحسب قدراتهم ومهاراتهم في الغوص بعد توفيق الله
فهم ينتظرون ذلك الموسم لتسديد ديونهم,والوفاء بإلتزاماتهم
إذ الصفيلح مصدر الدخل الأساسي للكثيرين
وأي خلل يجري على موسم الغوص يسبب
لهم الكثير من المشاكل

الصفيلح قديما

لم يكن للصفيلح موسم خاص يحتفل به, وذلك لجهل الناس
قيمته الغذائية والإقتصادية والصّحية
وإنّما كان يعتبر مادة غذائية ترفيهية فقط
وفي عصر النهضة وبعدما تيسر الإتصال والتواصل بين مدن السلطنة
زاد الطلب على الصفيلح,إذ وجد سوقا رائجا في مدينة صلاله
فأصبح يباع بالحبة (100) حبة مقابل ريال عماني واحد
و أخذت قيمة الصفيلح ترتفع تدريجيا لإتساع المساحة المباع فيها
إذ إهتم بعض التجار بتصديره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة
و إلى مدينة دبي التجارية تحديدا
كانت هذه العملية تتم قديما لكن على نطاق ضيق وخلال فترات
زمنية متباعدة,بحكم صعوبة المواصلات
فبلغت قيمة ثلاث حبات من الصفيلح ريالا واحد
ثم إرتفع السعر إلى 20 ريالا للكيلوجرام الواحد
وفي هذه المرحلة إنتبه عدد كبير من الناس لقيمة الصفيلح المادية
ومن ثم إزدا عدد الغواصين حتى أصبحوا عشراتا بعد أن كانوا أحادا



أماكن تواجد الصفيلح في ظفار

يوجد محار أذن البحر والمسمى محليا بالصفيلح
وباللغة الشحرية (سُزو فو ذجح)و يسمى باللغة الإنجليزية Abalone أبالوني
يوجد هذا الكائن الرخوي في الشواطئ الصخرية الممتدة من ولاية مرباط غربا
إلى شربثات شرقا في ولاية شليم وجزر الحلانيات وفي منطقة حدبين بولاية سدح
من محافظة ظفار العمانية
حيث تتوفر البيئة الصخرية ذات النباتات والأعشاب والعوالق البحرية
والطحالب وغيرها من الكائنات التي يتغذى عليها الصفيلح
ويمكن العثور على الصفيلح بين الصخور وتحتها وفي الشقوق
على مدار العام حيث يفضّل الأماكن التي تكثر فيها حركة التيارات المائية والأمواج
كما يصعب رؤيته بوضوح تحت الماء وذلك لتشابه لون صدفته مع لون
الصخور والبيئة المحيطة به

القيمة الغذائية والطبية للصفيلح



لحم الصفيلح من الأغذية النادرة ذات القيمة الصحية العالية للإنسان في القرن الحادي والعشرين،فهو غذاء مفيد لجميع الأعمار وله تأثيرات إيجابية على الجمال والصحة والعمر الطويل، و يتميّز لحم الصفيلح بوفرة البروتينات ومزيج فريد من الفيتامينات والمعادن ويندر به الكولسترول. فهو غني بالمعدن السيلينيوم،والماغنيسيوم بجانب المعادن الضرورية لبناء الجسم كالكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والزنك. أما الفيتامينات الغنية في الصفيلح فهي فيتامين (B12) وفيتامين (E).
وتعمل هذه المواد الغذائية الغنية على تنشيط الانزيمات المضادة للتأكسد والتي تعمل على حماية الجسم من أمراض السرطان إضافة الى تجديد الخلايا، وبالتالي هي مفيدة لكبار السن في تنشيط الوظائف المناعية.
كما تعمل هذه المواد على توزيع الدم الى أنحاء الجسم والى خفض ضغط الدم وتنشيط خلايا الدم البيضاء وخفض نسبة الجفاف لخلايا الدم الحمراء لدى مرضى نقص الدم.
كما تدخل بعض هذه المواد في علاج العقم عند الرجال
وعلاج مشاكل إضطرابات المثانة الشائعة عند النساء.
وتكمن أهمية الصفيلح كذلك في علاج أمراض العيون
كعمى الألوان والعمى الليلي وأمراض حصى الكلى والحروق والكآبة وأمراض الإعياء المزمنة

الأهميه الأقتصاديه لـ الصفيلح

القيمة الغذائية والعلاجية لـ "الصفيلح" وإشتهاره عالميا وندرته
جعلت له قيمة اقتصادية عالية اذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى (50) ريالا عمانيا أي ما يعادل 130دولارا أميركيا في السوق المحلية
فأصبح الصفيلح مصدر دخل ممتاز لالآف الغواصين و الأسر والأفراد

النقمة

قيمة الصفيلح الإقتصادية أغرت سكان الجبال والريف
والكثير من سكان المدن الأخرى بأن يتعلموا الغوص و إستخراج الصفيلح
فنتج عن ذلك ما يسمى بالصيد الجائر
فأمام المغريات المادية نسي الناس أهمية المحافظة
على الثروة, فأخذوا يعبثون بالبيئة البحرية والقضاء على بيض وصغار الصفيلح
بتقليب الصخور يدويا أو بإستخدام الرافعات التي تستعمل للسيارات
فكانت النتيجة الوخيمة, وهي إنخفاض
حاد في المخزون وتهديد شديد الخطورة لوجود الصفيلح
الامر الذي دعا الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية
الى سن القوانين الضبطية التي تحفظ هذه الثروة من الاستنزاف
فالفناء, ومن أهم هذه التشريعات :
ـ تحديد مدة معينه للصيد.ـ شهرين فقط ـ في الموسم
ـ تحديد حجم الصفيلح المسموح باصطياده ـ9 ملل فأكثرـ
ـ عدم تحريك أو تقليب الصخور التي هي مأوى لصغار الصفيلح.
ـ عدم إستخدام أدوات الغوص الحديثة مثل أسطوانات الأكسوجين
ـ تجريم المخالفين وايقاع عقوبات بالسجن و الغرامة المالية
على من انتهك هذه القواعد
إلا أنه و للأسف أستهان الكثيرون بكل القيم فأندفعون يعيثون في البحر فسادا
ولم يجدوا ردعا أو تأنيبا, فكلما قبض المراقبون
على مخالف وحكم عليه,تدخل من لا يبالي بأرزاق الناس للإفراج عنه
وتكرر مثل هذا السلوك كثيرا, فنتج عنه تمادي لصوص الصفيلح
والشعور بالإحباط لدي غواصين آخرين سلكوا نفس المسلك
أي الغوص في الوقت الممنوع و إستخدام الأدوات الممنوعة
فدفع الناس الشرفاء الثمن على النحو التالي:
حرم الغواصون الشرفاء من الغوص بالمنع الحكومي
و عندما تسمح الحكومة بالغوص يجد الناس الشرفاء
ماقل عدده وصغر حجمه ورخص سعره من الصفيلح
لأن المخالفين قد قضوا على المحصول سرقة طوال العام
لأن الأماكن التي يوجد بها الصفيلح محددة, وعندما ينظف اللصوص
تلك الأماكن فماذا يجد بقية الناس غير آثار الصفيلح؟
فضلا عن أن أولئك اللصوص يقومون بكل فعل
يسبب في تدمير البيئة البحرية, فهم يستخدمون أسطوانات الغوص
و مصابيخ الليزر والرافعات, ويغوصون ليلا ونهارا لا يخافون
ربا ولا حاكما



ولا يستطيع المواطنون التصدي لهم
لأن قد حدث التصدي فكانت العاقبة على الناس الشرفاء
أتهموا بأنهم معتدون.وليسوا بمدافعين عن أرزاقهم
في موسم 2008م قررت وزارة الزراعة والثروة السمكية منع الغوص
لمدة ثلاث سنوات على أن يتم تعويض الغاصة بمبالغ نقدية
وذلك حرصا من الحكومة على تحقيق التوازن البيئي لإكثار الصفيلح



وإستمرار وجوده
وكلفت الوزارة بتشكيل لجان مراقبة وحراسة للشواطىء
إلا أن هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح, وذلك
للأسباب التالية:
1 ـ ضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى بعض الغواصين
فلم يلتزموا بالمنع بل إستمروا في الغدر ببقية الغواصين
2 ـ لم تكن لجان المراقبة والحراسة مكونة من أناس
ذوي ضمائر حية مخلصون لله والوطن
بل كانوا من الإنتهازيين.فما أن يقبضوا على مخالف
حتى يساوموه على محصوله مقابل الحريه
فيدفع لهم اللص كل ما لديه ثم يعود في اليوم التالي للسرقة
3 ـ كان وما زال من التجار من يستقبل الصفيلح المهرّب
ويشتريه بأبخس الأسعار,ضاربا عرض الحائط
بكل معانى الإنسانية والوطنية والحلال والحرام
4 ـ عوقب من لا سند له من لصوص الصفيلح
وترك أبناء الذوات دون عقوبة
5_ لم يكن التعويض بالمنصف للغاصة الممتازين
فما أن سمحت الحكومة بإستئناف الغوص في الموسم التالي
حتى صدم الغاصة بحقيقة مرة
وهي أن المحصول أدني من المفترض بكثير
فأعادت الوزارة المنع ولكن كانت النتيجة كما يقول المثل الشعبي:
كأنك يا بو زيد ما غزيت
في موسمنا الحالي 2013م فاقت المخالفات كل حد ووصف
فالسرقة تتم على قدم وساق, فما إن أنقضى موسم الخريف
حتى بدأ لصوص الصفيلح نشاطهم
وكأنما لا توجد حكومة ولا توجد وزارة ولا رقابة ولا منع
المساكين من الناس الشرفاء وقعوا ضحية قرار المنع ونهب اللصوص
فهم سامعون طائعون لقرار الولي الذي عجز عن حماية حقهم
أما الآن فلو سمحت الوزارة بالغوص في شهر نوفمبر أو ما يليه
فإن المحصول المتوقع الحصول عليه هو صفرا كبيرا
لأن لصوص الصفيلح قد غاصوا منذ أواخر شهر أغسطس ولا زالوا
بقي للمساكين بصيص أمل في أن تعوضهم الحكومة على أن تشدد الرقابة
ولكن طال إنتظارهم والأمل يتلاشى تدريجيا فلا صفيلح لهم ولا تعويض
فالشكوى لله

http://<font size="5">http://youtu.b...FOick1o</font>
ودمتم سالمين