عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-12-2013, 07:08 PM
الصورة الرمزية علي محمد الشحي
علي محمد الشحي علي محمد الشحي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 267

اوسمتي

افتراضي الحسناء والوحش..


................................................................

الريح تعوي من مكان سحيق..كذئاب تطارد غزالة ..

تستبيح دمها وتسوقها لحتفها بلا هوادة..

والثلج يكتم أنفاسها ويشل حركتها..

فالفرار والنجاة كعبور خرم إبرة..

كالجلاد حين يمسك سيفا ليردي الجاني بلا رأفة..

فالشفقة عملة نادرة في أيامنا هذه..

لا تجد القاتل والمقتول أصدقاء إلا في جهنم ,,

فالكل سواسية كأسنان المشط..

و الكون لم يولد بعد والرحمة تعم المكان..

قصة كتبها مخلوق من مجرة أخرى وعلقها على جدارنجمة..

والشوارع لم تبنى لتحمل المباني الشواهق على أكتافها واللصوص بين طياتها وبائعي الهوى ..

حتى الكلام لم يخلق والأزهار لم تهدى..

ومئات القصائد مكدسة على رف دولاب في منزل مهجور بلا نوافذ..

البرد قارس يهتف من بعيد بأني آت لا محالة ..

فالجميع تحت رحمة عبائتي البيضاء ..ورمحي يصيب الشاة القاصية بسهولة..

نستطيع الفرار للمستقبل لكن يظل الماضي في جيوبنا..

كالنقود البالية لا نستطيع صرفها والاستفادة منها..

وخوذة الجندي لا تقيه رصاصة قناص كما تم إيهامه قبل المعركة..

والأمكنة فقدت عذريتها فلم تعد طاهرة كطهر العذراء..و تعج بالجماجم ..

والحب خدعة..قالها رجل ثمل من كأسه وتاب..

وسخرية القدر وهم كما قالها جدي..

والآلم شيخ هرم يقطن مغارة يحميها عنكبوت بخيوط وهنة ..

لا يخرج إلا ليجابه الأيام ولا ينتصر..

والحياة لا بد أن تضحي بفلذات أكبادها لتبقى شامخة ..

وهي بذلك كالأنثى ..في كل ما تعطيك تسلبك ما هو أغلى..

لا أستطيع عد أفكاري ,,ليس لأنها بعدد حبات الرمال!! بل لأني لا أجيد إلا التفكير..

حينما أمطرت خرجت مهرولا لأجني حبات البرد..

والرياح تركض نحوي كالعاديات ..

لكنها تعوي ..فاقشعر بدني حين وصولها بموجة برد قطبية..

كطفلة بين براثن الشتاء ..مجندلة على رصيف وبيدها علبة كبريت بلا أعواد ثقاب ولا كساء...

أرجوك أرجوك لا تقتل براءتي .. فأنا من سيشعل الشمس ذات صباح..

لتستفيق العنادل من سباتها ويغني الشجر أغنية الأبدية..

كلنا نسبح عكس التيار إلا الموت ..فهو الحقيقة الباقية لا يستطيع أحد إطفائها..

فالكل يرمي سهام للمستقبل ليصطاد الفرص ..

ومحظوظ من حالفه الحظ ..

السماء تلبدت بالسواد.. ككوكبة من الأرامل ..

بعد قصف من مدافع العدو قضي على جل شبان القرية..

فهناك حزن شديد في السماء ..

والسماء لا تزال تسح ..والدموع تنهمر ..وتنهمر ..

إنظروا إلى التربة ..إنها فعلا تبتسم لتشرب الدموع وتحيا من جديد..

فهي لا تبالي إلا بالغد ..

هكذا أنا حين غادرت حبيبتي.. إبتسمت للقدر وأكملت مشواري ..

لا أخفيكم إن سراب حورية تلبّسني لمدة ليست بالبعيدة ..عشرون سنة لا أكثر..

فالحوريات تعيش في البحر ..والبحر أنا ..فسكنتني ورحلت..

لا أتمنى عودتها ..بل أتمنى عودتها هي..

أحجية حكتها لي جارتنا منذ الطفولة ..

إقتنعت بها وأحكيها لأحفادي كل يوم إلا يوم ميلادي ..

وكم أنا متأكد بأنها ستعيش للأبد على ألسنتهم لتروى في المستقبل ..

حيث إن الملكة الغانية الحسناء صارت زوجة للوحش ذات يوم ..

فعاشو في ثبات ونبات ..


مودتي..

علي محمد الشحي
__________________
ليس كل ما أكتبه دائما ترجمة لأحاسيسي , وليس كل ما يكتب في صورتي وما أرسله حكاية عن واقعي ,,إنما هي كلمات راقت لي فكتبتها وقد يحتاجها غيري ويضعها نصب عينيه لانها كلها واقعية ونعيشها وهي استاذ للحياة,
,

التعديل الأخير تم بواسطة علي محمد الشحي ; 23-12-2013 الساعة 07:11 PM