عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-05-2014, 11:25 AM
هواجس الشعر هواجس الشعر غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 66
افتراضي ... كدتُ أن أقع ...

جلست على شرفتي أنظر للمدى البعيد..
وكانت شرفتي على الشارع الجديد..
صرت أرسل نظراتي لعلي أكتشف المجهول..
فإذا بي أرفع نظري إلى أعلى..
فأجد سماء سماوية قد عانقت المغيب..
وأجد الطيور قد عزمت الرحيل..
تحاكي بعضها بلغة لم أفهمها..
فإذا بها تحوم على شيء ما..
ها هو فضولي قد بدأ..
أخرجت رأسي لأرى..
فإذا هي تتسايق..
تعيش الحرية..
ترفر بجناحيها..
يلعبون ويمرحون..
وأنا جالسة مع كتابي..
أدرس لأمتحان قد أتى..
فجأة..
إذا بسيارة مسرعة مرت كالطير..
لم ألمح لونها..
لعل أمرًا قد حدث..
ربما شابًا استبشر بالوظيفة خيرًا..
أو أبًا أشتاق لمن ناداه أبي..
ربما مسافر يريد اللحاق بالطائرة..
أو موظف ذاهب للعمل وقد تأخر..
وبينما أفكر بأمر تلك السيارة وأتعمق في خيالاتي..
فإذا بطفل قد سرق تفكيري..
فأخرجت رأسي أكثر..
لأعرف ما الذي حصل..
لكنه كان بعيدًا..
لم يستطع نظري رؤيته..
فصرت أخرجه أكثر فأكثر..
وكنت قد نسيت أني أقف على شرفتي..
حتى كدت أن أقع..
فأمسكت حاجز شرفتي..
فنجوت وحمدت الله..
لكن الفضول قد غزاني..
أردت أن أعرف أمر ذاك الطفل..
فإذا بي أراه مسرعًا باتجاه شرفتي..
فرحت لأنه جاء يتحمد لي بالسلامة، لأنه قد رأني وأنا أكاد أقع..
فإذا به يركض لحضن دافئ..
نعم حضن تلك الأم..
ليذرف دموعه على صدرها الحاني..
ليخبرها بأن الكرة قد ضربت رأسه..
فصرت أبتسم ثم ضحكت..
ليس لأمر الطفل..
بل لأني كدت أقع لأعرف ماذا حصل..
ومن الفضول ما قتل..