الموضوع: لعبة الغميضة
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 09-02-2017, 06:05 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
شرع السارد بعرض حدث وجود البطل فوق رأس قبر الميت دون أن يذكر من مات ،وما القرابة التي تجمعهما ،وقد أفلح السارد في إعطاء القارئ لمحة وجيزة عن نفسية البطل المحبطة والغارقة في الحزن الشديد موظفا في ذلك لما يسمى "لحظة التأزم"عن طريق التشويق وإثارة اهتمام المتلقي، مع دفعه للتساؤل :ماذا يحدث ؟ وما سيقع فيما بعد ؟ وهي تقنية لجأ إليها السارد لبعث روح نابضة بالحياة من بداية القصة إلى نهايتها..
في البداية أطلعنا على الجو النفسي الذي يعيشه البطل أثناء وجوده قرب القبر مستعملا في ذلك التذكر ورفع وتيرة اللاشعور ليبوح ويعبر عن ما يختلج في النفس والفكر والخواطر.
يمكن اعتبار هذه المقدمة أو الافتتاحية أو كما يسمونها "عتبات النص "أن تفتح المجال لمتابعة القراءة لمعرفة ماذا وقع في الماضي .أي بدأ الكاتب بعرض حدث الدفين الذي يوجد في قبره والآخر على رأسه يناجي ويتذكر من نهاية القصة، ثم يعود إلى الماضي ليسرد بداية حدث القصة كمرحلة لتنوير ما جاء في عتبة النص. وبهذا يكون السارد قد مارس تقنية ما يسمى بالخطف خلفا.
ولإبقاء التشويق معلقا لجأ السارد إلى وصف المقبرة والأجواء التي تعيشها من زيارات الناس لذويهم للترحم عليهم ووضع الزهور على قبورهم ،وهذا البطل لا يختلف عنهم ،فهو بدوره يقوم بواجب الزيارة ،لكنه يختلف عنهم لأنه لا يحمل زهورا وغيرها ،بل يحمل أحزانا وهموما لا تحصى بسبب فقيده،كلها تجلت في /حثو تراب القبر/ الجلوس على رأس القبر / المناجاة / تذكر كلام الفقيد (- طلع يا متخبي .... طلع ...).....بعدما هيأ السارد القارئ وجعله في خضم الحدث ،بدأ يروي قصته التي بدأت بما يلي/ في صباح ذلك اليوم الربيعي ، قرر أحمد أن يقضي بعض الوقت مع ولده الوحيد ، يلاعبه بحنان كي يعوضه عن التقصير في الآونة الأخيرة..../ اختيار لعبة الغميضة / البدء في اللعبة نزولا لرغبة ولده/ وصف عام لطريقة اللعبة / ممارسة اللعبة في جو مفعم بالفرحة والسرور. /الأب / الزوجة/ الولد/...
لكن هذه الفرحة لم تطل بعدما اغتال قناص شباب الطفل .. وبقي الأب في متاهة الغميضة الحقيقية عندما مارسها كلعبة تبقى معه طول حياته / (- طلع يا متخبي .... طلع ...) فالمختبئ سوف لن يظهر أبدا، والأب سيبقى يبحث عنه طول حياته ..فقد تحولت "لعبة الغميضة من لعب إلى جد ،من تسلية إلى حقيقة مرة. من تمثيل إلى واقع تحول إلى قتل كل جميل في الحياة.
قصة مقتطعة من واقع مر يندى له الجبين في ظل الحروب العبثية والاغتيالات وقتل الأطفال دون شرعية ولا مبرر ..قصة جميلة مؤثرة من بدايتها إلى نهايتها حافظ السارد على نبض الحياة وحرارتها من البداية إلى النهاية رغم ما تميزت بالأحزان والهموم والإحساس بالظلم والإجرام وفقدان العدالة مع تبيان قسوة الإنسان على أخيه الإنسان ..
جميل ما أبدعت .. محبتي وتقديري أخي المبدع المتألق محمد الفاضل ..

الأستاذ المبدع والأخ العزيز الفرحان بو عزة
ألف شكر على القراءة القيمة والتحليل الجميل .
أنا ممتن وأعتذر منك ومن البقية على التأخر في الرد ولكنها ظروف قاهرة ، وقد توفيت والدتي الحبيبة مؤخرا ، أكرر أسفي
محبتي
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس