عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-02-2015, 12:16 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي سلّامة وذيل العجوز 4





حكاية شعبيّة


سلّامة وذيل العجوز


(4)



فهجمت يوما على إحدى الوصيفات
وأمرتها بفتح الأبواب والنوافذ لتنظر إلى ما ورائها
لكن الوصيفة خشيت من عقوبة العصيان ومخالفة التعليمات
فأمتنعت عن تنفيذ رغبة الأميرة, وحرمتها من فعل ذلك
ثمّ نقلت إلى الملك دحّام هذه الأحداث فغضب غضبا شديدا
وأمر بسدِ أبواب ونوافذ القصر الزجاجي تماما, وجعله بلا منافذ
سوى تلك التي على ارتفاع شاهق, والباب الذي يدخل منه هو وزوجته
ثُمّ دخل على ابنته وقال مستعطفا:
يا ابنتي لم يسلم لي غيرك, فكلّما ولد لي ولدا أو بنتا مات في غمضة عين
وانا أخشى أن تراك عين حاسد فتهلكك
أو أن يرصدك ساحر خبيث فيسحرك, وليس لي ذرّية ولا خليفة غيرك
فإذا حصل لك مكروه فإنّي أموت كمدا وحسرة.
وقد وفرت لكِ كل ما تشتهين وكل ما ترغبين به, وجلبت لكِ
أجمل وأروع ما في الدنيا, ولك عليّ ما تتمنين ما عدا الخروج
من القصر, فإنها مخاطرة عظيمة لا تحمد عقباها
فقالت الأميرة: ولكن يا أبي لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
فغضب الملك وقال: أنا إنّما أطلب حمايتك, فلا تخالفيني
قالت مقهورة: لقد فهمت يا أبي, ولن أفكّر بالخروج بعد اليوم
ففرح الملك وأنصرف, وظلّت الأميرة تكافح شوقها وتصبّر نفسها
وتخفي حزنها وشقاها وتعاستها, وتبكي لوحدها من القهر والحرمان
وبعد عدة أعوام بلغت سلاّمة سن الشباب, ونمت عواطفها
وتوسّعت مداركها, وكبر عقلها, ولم يعد القصر يسع
طموحها, ولا تطلّعاتها, ولا نظرتها للحياة, فتمرّدت مشاعرها
وثارت طبيعتها, وأنتفض شبابها, وتعاظمت رغبتها في رؤية العالم
وفكّرت في طريقة تخرج بها من ذلك السجن دون أن تلفت إليها الأنظار
وكانت متوقّدة الذهن, راجحة العقل, خارقة الذكاء, داهية ماكرة
مع قوة بدنية هائلة, وطول سامق, وقلب جرىء, وفؤاد حاضر
وقد برز جمالها وأكتمل حسنها, فكانت أعجوبة زمانها
وكان دحّام الملك قد منع دخول المواد الصلبة إلى القصر
خشية أن تستغلّها ابنته في كسر الجدران الزجاجية
فهو والدها ويعرف طبيعتها وجرأتها وقدراتها العقلية والبدنية
ففكّرت سلاّمة طويلا حتى إهتدت إلى طريقة تمكّنها من رؤية
العالم الخارجي, فإذا كان كما يصفون فلن تبرح القصر
وفي اليوم التالي وعندما أحضرت الوصيفة الغداء
وكان من ضمن الأطعمة ثلاث تفاحات كبيرة الحجم

نكمل غدا إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس